كان الشعر والرواية الى وقت قريب أكثر الاجانس الابداعية قدرة على التعبير عن معاناة المهاجرين والمغتربين عن الاوطان وابدع الشعراء والروائيون من السودانيين بالخارج في التعبير عن حنينهم الى السودان شعرا ونثرا من خلال اعمال كثيرة ربما اكثرها شهرة اعمال الراحل الطيب صالح وفي مقدمتها «موسم الهجرة الى الشمال»، ولكن الخرطوم شهدت تعبيرا عن الحنين الى الوطن والحرص على ان يعيش في سلام ووحدة ليس فقط من خلال الشعر والنثر وانما من خلال لغة اللون والظل والضوء ومن خلال ابداعات التشكيليين السودانيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية من خلال معرضهم الذى اختتم امس بصالة المتحف القومى بالخرطوم، وهو في نسخته الثانية كواحد من الفعاليات الثقافية بالخرطوم، وجاء هذا العام تحت شعار (سودان الوحدة والسلام) وشارك فيه عدد من التشكيليين، وتضمن أكثر من سبعين لوحةً تشكيليةً لأكثر من خمسةٍ وعشرين فناناً تشكيلياً قدموا لوحات جسدت التنوع الذى يتمتع به السودان والتطلع في ان يكون هذا التنوع حافزا للوحدة أكثر منه محرضا للتشرذم والعراك. وكان وزير الثقافة الاتحادي السمؤال خلف الله القريش والدكتور كرار التهامي -الأمين العام لجهاز المغتربين- شهدا حفل افتتاح المعرض ،وثمن وزير الثقافة دور الجهاز في تسخير إمكانيات الخبرات السودانية بالخارج في خدمة قضايا الوطن مشيداً بدور التشكيليين المتميز في تعميق وترسيخ معاني الوحدة والسلام ومشاركتهم أبناء السودان بالداخل في الهم القومي مؤكداً في هذا الإطار أهمية توثيق مثل هذه الفعاليات ونشرها على نطاق واسع ، مجدداً تأكيده على أهمية دور الجهاز في رعاية ودعم الثقافة والمبدعين السودانيين بالخارج . من جانبه كشف التهامي عن منهج جهاز المغتربين في توظيف خبرات أبناء السودان بالخارج في مختلف المجالات خدمةً لقضايا الوطن مبيناً أن المعرض يمثل أولى الخطوات الثقافية على طريق دعم الوحدة والسلام من خلال الرؤى المختلفة للتشكيليين السودانيين بالرياض ، مضيفاً أن الجهاز عقد في سابقة لقاءات متعددة مع الإعلاميين السودانيين بالخارج والسودانيين العاملين بالمنظمات ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية وغيرها من الأنشطة والمؤتمرات القطاعية. وأعلن التهامي عزم الجهاز على عقد مؤتمر الرعاية الطبية ديسمبر المقبل ، كما يسعى إلى إيجاد صيغ مناسبة للاستفادة من خبرات القانونيين السودانيين بالخارج.