فرضت قناة النيل الأزرق سطوتها على كل الفضاء السوداني العريض خلال برمجة عيد الفطر المبارك، وحظيت على أكبر قدر من المشاهدة كالمعتاد، رغم الكثير من الهنات والتكرار المميت الذي صاحب معظم برامجها، ولكن مع ذلك كانت الأفضل، وتميزت بعدد من البرامج منها الحلقة التوثيقية لشاعر العيون الأستاذ عبد الله النجيب، وحلقة الشاعرة روضة الحاج، وسهرة الفنان الراحل سيد خليفة، وحلقة الفنان العائد من الغربة الطويلة الطيب عبد الله، بالإضافة لحلقتين قمة في الروعة هما (تلاتة في تلاتة) و(عبقرية الشخصية السودانية).. استضافت خلالهما شخصيات مؤثرة في المجتمع عكسوا خلال الحلقة عصارة تجاربهم الحياتية بخفة دم وروعة منقطعة النظير، عبر حديث ممتع للغاية، رغم فترته الطويلة التي وصلت للثلاث ساعات.. ولكنها خالية من الملل والرتابة لازمها طابع التشويق.. وغيَّرت مفهوم إدارة القناة- (المغلوط)- كما يقال.. المليء بالبرامج الغنائية التي تسيدت شاشة القناة، وأوضحت لهم أن البرامج الحوارية الناجحة والعميقة هي ذات الفائدة القصوى والأعلى مشاهدة ومتابعة، من خلال عمق المعاني، والتي تشكل إضافة للمشاهدين لأنها برمجة المنوعات الحقيقية، وليس الغناء فقط كما تعتقدون، ورسختوا لهذا المفهوم الخاطيء، فالقناة هي قناة منوعات ولكنها مختصة في الغناء فقط وهي نظرة ضيقة افقدتنا الكثير جداً حتى أصبحت الشاشة مثل صالات الأفراح.. .. وهناك سؤال محير نوجهه لإدارة القناة عن سر العلاقة الغريبة بين القناة وصالة (سبارك سيتي) التي طردت من قبل مجموعة من الصحفيين في سهرات رمضان بمشاركة مسؤول بالقناة يدعى حسن بري.. سوف أعود له لاحقاً على مهل وأسرد كل تفاصيل المشكلة وحديثنا مع الأستاذ الشفيع عبد العزيز في ذلك.. فلماذا تصر القناة على هذه الصالة بالذات لتقيم برامجها.. ولمصلحة من يتم ذلك.. ومن هو مالك هذه الصالة..؟.. .. كلها أسئلة إن لم ترد عليها القناة سوف نرد عليها على طريقتنا الخاصة بالحقائق فقط. آخر لحظة