واشنطن وبخ الجيش الأمريكي تسعة من عناصره بسبب حادثتين أثارتا غضباً شعبياً في أفغانستان هما إحراق نسخ من القرآن ونشر فيديو يظهر عناصر من المارينز يبولون على قتلى من طالبان، من دون أن تتضمن العقوبة تهماً جنائية أو فترة سجن. ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية عن مسؤولين في الجيش أن أربعة ضباط وجنديين تلقوا رسائل توبيخ بسبب قيامهم بإرسال صناديق تتضمن نسخاً من القرآن من مكتبة أحد السجون إلى حفرة للحرق في قاعدة باغرام في أفغانستان في شباط (فبراير) الماضي. ولكن التحقيق الذي أجراه الجيش ونشر الاثنين وجد أن الجنود لم يتصرفوا ب'نية شريرة' للتقليل من احترام القرآن أو تشويه سمعة الإسلام، بل انهم لم يتبعوا الإجراءات الملائمة وكانوا جاهلين بأهمية القرآن للأفغان ولم يحصلوا على توجيه واضح من قادتهم وهو ما يعود إلى سلسلة من الأخطاء. وقالت قوة مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إن ثلاثة من عناصرها الذين ظهروا في فيديو التبوّل على قتلى من عناصر طالبان في كانون الثاني (يناير) تلقوا 'عقوبات غير قضائية' قد تتضمن أيضاً رسائل توبيخ أو تخفيضاً في الرتبة أو تقليصاً في الأجر أو قيوداً على تحركاتهم في القواعد العسكرية أو مهام إضافية أو مجموعة من هذه الإجراءات. ولم توضح القوة ماذا حلّ بالعنصر الرابع كما لم تصدر نتائج تحقيقها في القضية وقال مسؤولون إن السبب يعود إلى أن التحقيق يتواصل حول مسؤولية ضباط أرفع رتبة في الوحدة المتورطة. وقال مسؤولون في الجيش الأمريكي إن العقوبات ليست خفيفة كما تبدو لأن رسائل التوبيخ عادة ما تقود إلى نهاية مسيرة عسكرية ولكن من غير الواضح كيف سينظر إليها الشعب الأفغاني الذي استشاط غضباً لأيام بعد إحراق القرآن وقام بأعمال شغب حتى أن الرئيس حميد كرزاي دعا إلى محاكمة علنية للجنود المتورطين. ولم يفصح الجيش أو المارينز عن أسماء الجنود. جاء ذلك فيما قتل ما لا يقل عن 8 مسلحين من حركة 'طالبان' وجندي أفغاني خلال عملية أمنية في إقليم بدخشان شمال أفغانستان. ونقلت قناة 'طلوع' الأفغانية عن مسؤول عسكري في شمال أفغانستان، الثلاثاء، قوله إن العملية العسكرية في بدخشان التي انطلقت عند الساعة 11 من ليل الاثنين بالتوقيت المحلي للبلاد في محافظة وايغان لتطهيرها من المسلحين لا تزال متواصلة، وقد أدت إلى مقتل 8 من مسلحي طالبان وجرح 7 آخرين. كما قتل في العملية جندي أفغاني. وقال المسؤول إن 'العملية تواصلت حتى الساعة 4 فجراً، وبعدها بساعتين بدأت مجدداً في عدد من المحافظات في الإقليم لتطهيرها من المتمردين'. وأشار إلى أن عدداً من سكان محافظة وايغان ساعدوا القوى الأمنية، ولم تسقط خسائر بين المدنيين خلال العملية. من جهة اخرى قالت متحدثة باسم القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي ومسؤولون افغان الثلاثاء ان رئيس شرطة إقليم قندهار في جنوبافغانستان نجا من هجوم بشاحنة ملغومة أودى بحياة أربعة مدنيين. وجاء الهجوم الذي وقع في مدينة قندهار المعقل الروحي لحركة طالبان بعد حوالي اربع وعشرين ساعة من قيام متشددين بذبح 17 شخصا لحضورهم حفلا رقص فيه الرجال مع النساء في اقليم هلمند المجاور وهو ما يبرز المشاكل الامنية في المنطقة قبل انسحاب مزمع لمعظم القوات المقاتلة لحلف الاطلسي من افغانستان في 2014 . وقالت المتحدثة باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (إيساف) البالغ قوامها 120 ألف جندي لرويترز 'اصيب رئيس شرطة قندهار في انفجار ضخم يعتقد انه ناتج عن مركبة بها عبوة ناسفة بدائية الصنع. وتم نقله الي منشاة لايساف لعلاج جروحه'. وقال متحدث حكومي في قندهار ان الجنرال عبد الرازق كان في قافلة في وقت متأخر يوم الاثنين عندما إنفجرت القنبلة فقتلت اربعة مدنيين واصابت 24 بجروح. واضاف ان عبد الرازق اصيب بجروح طفيفة في اليد والوجه ونقل الي مستشفى حيث مكث فترة وجيزة. من جهتها نفت حركة طالبان الثلاثاء تورطها فى ذبح 17 مدنيا بجنوبأفغانستان و اتهمت الحكومة بنشر 'دعاية لا اساس لها من الصحة'. وكانت'وزارة الداخلية قد قالت أمس الاثنين إن المسلحين ذبحوا 17 مدنيا بينهم سيدتان فى إقليم هلمند . وقال المسؤولون المحليون إن حركة طالبان هي التي قتلتهم فى منطقة كاجاكى. وقد وقعت الحادثة ليلة الأحد الماضي . وقال قارى يوسف أحمدى المتحدث باسم طالبان 'المجاهدون لم يكونوا على علم بالحادث و نحن علمنا بشأنه عبر وسائل الإعلام'. وأضاف 'أؤكد أن المنطقة التي شهدت الحادث تحت سيطرة المجاهدين ولكن محليين مسلحين كانوا مخمورين أجبروا طفلين على ارتداء ملابس نساء والرقص فى حفل زفاف و فتحوا النيران كل منهم على الآخر لأسباب غير معروفة'. وقد أدان الرئيس حامد كرزاى الحادث ووصفه بأنه جريمة غير إسلامية لا تغتفر. كما أدان الجنرال جون الين قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)'''الجريمة الشنيعة التي أودت بحياة 17 مدنيا'. وقال الين 'هذا العمل القاسي يوضح''استعداد المتمردين لفعل كل شيئ من أجل ترهيب المدنيين'.