الرباط - ندد المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى الخليفي ب"الطابع المتحيز" لمؤسسة روبرت كينيدي في تقريرها الاولي الذي نشر في ختام زيارة لمنطقة الصحراء الغربية. وأكد ان الرباط تواصل "ترسيخ حقوق الانسان في كل مناطق المملكة". وتأتي تصريحات الخليفي بعد تنديد قبائل صحراوية ومنظمات مغربية ب"الانتقائية" التي مارستها المنظمة الاميركية غير الحكومية في زيارتها لمخيمات تندوف التي تخضع لسيطرة البوليساريو. في وقت أفاد مصدر مقرب من سفير الولاياتالمتحدة بالمغرب صامويل كابلان٬ أن المواقف التي عبرت عنها كيري كينيدي٬ رئيسة مؤسسة "روبيرت كينيدي" للعدالة وحقوق الإنسان٬ لا تعكس الموقف الأميركي الثابت من ملف الصحراء والقائم على دعوة الأطراف إلى الدخول في مفاوضات جدية من أجل إيجاد حل نهائي لهذه القضية التي عمرت طويلا. ونقلت صحيفة (المساء) عن المصدر ذاته قوله إن "مواقف كينيدي مواقف شخصية بحتة ولا تعني أي شيء بالنسبة للسياسات الخارجية الأميركية". وأضاف أن "هذا الموقف يعني مؤسسة بعينها٬ لذلك فإن الولاياتالمتحدة متمسكة بدعم مسلسل التفاوض بين الأطراف٬ ولا يمكنها البتة أن تغير موقفها بمجرد تصريحات جاءت على هامش زيارة قامت بها كينيدي إلى المغرب مؤخرا". وأكد المصدر ذاته أن "الولاياتالمتحدة لا تنظر إلى مواقف الأشخاص والمؤسسات في تعاملها مع حلفائها٬ بقدر ما تنظر إلى عمق علاقاتها معهم". واعلنت "مؤسسة روبرت كينيدي" في تقرير اولي نشر في ختام زيارة لمنطقة الصحراء الغربية ان المغرب لا يحترم حقوق الانسان في هذه المنطقة. وكانت هذه المؤسسة التي تديرها كيري كينيدي قد اصدرت في الماضي تقريرا حول الوضع في الصحراء الغربية واتهمتها الرباط بالانحياز الى حركة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية. واشارت المنظمة التي انهت زيارتها الى الصحراء الغربية في 27 اب/اغسطس، في تقريرها الاولي الذي ارسلت نسخة منه لوكالة الصحافة الفرنسية الى بعض التطورات الايجابية منذ زيارتها السابقة مطلع 2011 مثل تبني دستور جديد في المغرب يضمن من جملة الاشياء التي يضمنها "هامشا اكبر لحرية التعبير". واشادت ايضا بدور المجلس الوطني لحقوق الانسان وهو هيئة رسمية التقت اعضاءها الاسبوع الماضي خلال زيارتها للرباط. وزارت المؤسسة ايضا مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف بالجزائر التي تدعم حركة بوليساريو. الى ذلك أبرزت أسبوعية "جون أفريك" الانحياز المكشوف لرئيسة (مركز روبيرت كينيدي للعدالة وحقوق الانسان)٬ الأميركية كيري كينيدي٬ لأطروحات (البوليساريو)٬ من خلال تجاهلها "المنشقين" في مخيمات تندوف٬ واكتفائها بلقاء الرسميين فقط. وكتبت الأسبوعية في عددها الأخير٬ أنه "إذا كانت السيدة كينيدي قد استقبلت من طرف محمد عبد العزيز٬ زعيم (جبهة البوليساريو)٬ فإنها لم تلتق بالمقابل مع المنشقين عن الحركة الذين طلبوا ذلك٬ الأمر الذي لم يمنعها من أن تعرب عن (تأثرها البالغ) إزاء زيارتها السريعة للمخيمات". وأبرزت الأسبوعية أنه خلافا لما هو عليه الأمر في تندوف٬ سمحت السلطات المغربية للسيدة كينيدي ووفدها بزيارة الأقاليم الجنوبية لمدة ثلاثة أيام٬ فيما لم تقض سوى بضع ساعات "تحت حماية مشددة" بمخيمات تندوف. وذكرت "جون أفريك" نقلا عن مصدر مغربي٬ أنه حتى وإن كانت مواقف كيري كينيدي المؤيدة للبوليساريو "معروفة"٬ فقد سمحت لها السلطات المغربية بأن تشتغل بكل حرية. "ولم يكن من الوارد منعها من القدوم للعمل بكل حرية في العيون. وذلك هو أفضل وسيلة لإبراز غياب المصداقية لديها". على صعيد آخر قال المنسق العام ل"البوليساريو خط الشهيد"٬ المحجوب السالك٬ إن زيارة الوفد الذي ترأسته كيري كينيدي رئيسة مؤسسة روبرت كينيدي الحقوقية لمخيمات تندوف هي "زيارة سياسية وليست حقوقية". وأوضح السالك "أن رئيسة المؤسسة رفضت الالتقاء بشباب المخيمات وأعضاء خط الشهيد وعائلات المعتقلين السياسيين وعائلة ولد سيدي مولود٬ مكتفية بلقاء (بيادق قيادة البوليساريو الفاسدة ومن يدور في فلكهم)". واستغرب كيف يمكن أن تكون مهمة هذه المسؤولة الحقوقية والوفد المرافق لها محايدة وغير منحازة وتقف فعلا على الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان تندوف وقد تكلفت طائرة رئاسية جزائرية بنقل أعضاء هذه المنظمة إلى تندوف. وشدد القيادي في خط الشهيد على كون هذه المنظمة الحقوقية "غير محايدة وتخدم أجندة أفراد عصابة البوليساريو"٬ واصفا الزيارة بأنها مخيبة للآمال. وأضاف أن كينيدي تحاشت زيارة سجن ولد الرشيد ولم تبحث في سرقة المساعدة الإنسانية "التي يتلقاها عبد العزيز المراكشي وحاشيته على حساب الساكنة التي تعاني من الخصاص والحاجة"٬ معلنا تذمر وسخط الساكنة "ضد سلوكات كيري كينيدي المحابية لعصابة عبد العزيز والموالين له". واعتبر أن الغاية من هذه الزيارة هي "تلميع صورة أفراد هذه العصابة التي تفتقد لكل شرعية في الخارج على حساب الأوضاع الكارثية والمأساوية التي يعيشها سكان المخيمات".