امستردام - وليد خالد – اطلقت شركة تركية في ماليزيا مؤخراً موقعاً للتواصل الاجتماعي مشابه في فكرته للفيسبوك لكنه خاص بالمسلمين. عالم السلام او Salamworld - موقع تواصل اجتماعي يسعى الى ان يكون ملتقى يمكن المسلمين من التواصل مع بعضهم البعض وعرض افكارهم وعاداتهم في بيئة اسلامية ومن كل انحاء العالم. يستهدف موقع التواصل الاجتماعي الجديد الشباب ذوي الافكار اليبرالية - المسلمين وغير المسلمين - والساعين لتبوؤ مناصب قيادية في المجتمع في دول جنوب شرق اسيا حيث تعيش اكبر التجمعات المسلمة في العالم. ففي اندونيسيا يبلغ تعداد المسلمين حوالي 204 مليون شخصاً، باكستان 178 مليون و الهند 177 مليون شخصاً يملك اغلبهم امكانية الوصول الى شبكة الانترنيت، وفقاً للنسحة الانجليزية من الموسوعة الحرة ويكيبيديا. اضافة الى تقديم منبر اسلامي للمسلمين في البلدان الاسلامية وغير الاسلامية يسعى الموقع الى ان يكون وسيلة للتواصل وتقديم معلومات عن الاسلام لغير المسلمين والراغبين بمعرفة المزيد عن الدين الاسلامي. بجانب دول جنوب شرق اسيا اطلق الموقع نسخة تجريبية تختبر من قبل حوالي 1000 شخص في كل من البوسنة وتركيا ومصر. وطلب الموقع من خلال اعلان على صفحته الرئيسية من الزائرين إرسال افكارهم ومقترحاتهم لتطوير عميلة التواصل بين المسلمين على ان تحصل الافكار المميزة على ثلاثة جوائز اولها اداء مناسك العمرة في مدينة مكة. الشركة المطورة تسعى الى اطلاق الموقع في كل انحاء العالم بحلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. قد لا يبدو تصميم الموقع مختلفا عن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بشريط ازرق وخلفية بيضاء ويحتوي على كل الخصائص التي تمكن المستخدمين من مشاركة النصوص والصور ومقاطع الفيديو. لكن القائمين على المشروع يقولون ان ما سوف يميز هذا الموقع هو محتواه الاسلامي. على الرغم من ان الفيسبوك لا ينشر مواد اباحية غير انه يدعم عدداً من العاب القمار والتي يحرمها الدين الاسلامي. فلعبه Bingo Friendzy تتيح للأشخاص فوق الثامنة عشر المقامرة على اموال حقيقة. اضافة الى ان الفيسبوك يقوم بعرض اعلانات لمنتجات لا تتفق مع قواعد الاسلام. فكرة اقامة موقع للتواصل الاجتماعي للمسلمين ليست بالفكرة الجديدة فقد سبقتها عدة مشاريع مماثلة لم يكتب لها النجاح. ففي العام 2006 اطلق موقع التواصل الاجتماعي Muxlim.com لكنه توقف عن العمل بعد فترة. تبعه في العام 2010 موقع التواصل الاجتماعي الخاص بجماعة الاخوان المسلمين في مصر Ikhwanbook.com والذي توقف من اكثر الانتقادات الموجهه لهذه المواقع انها تروج لأفكارها "الدينية" فقط لكن الشركة القائمة على المشروع الجديد تأمل بتقديم محتوى مختلف بطريقة عرض مختلفة. فالشركة تسعى الى ايجاد بيئة اسلامية للتواصل من خلال تقديم ثلاثة مستويات من التواصل. فالفكرة تتمثل في منح الاعضاء امكانية التحكم بالمحتوى بما يناسب التفسيرات المختلفة للإسلام – والتي قد تختلف من بلد الى اخر – من غير التعدي على الاعراف والتقاليد المتبعة في البلدان الاسلامية. فعرض صورة لامرأة غير محجبة على صفحة احد المشتركين في اندونيسيا - حيث المجتمع المسلم اكثر تسامحاً - قد يكون امراً مقبولاً لكن عرضها في دولة مثل المملكة العربية السعودية قد يثير حفيظة البعض. من غير الواضح الى اي مدى ستكون الاستجابة لمثل هذا النوع من الضوابط والتي قد تعطي امكانية اخفاء او حجب بعض المواضيع التي تثير الحساسية او الاختلاف ؟لكن من جهة ثانية ستوفر مناخا مناسبا للأشخاص الراغبين بعرض مستوى معين من الخصوصية. وفقا لشركة - اليكسا Alexa - المتخصصة في تقييم مواقع الانترنيت فان الغالبية العظمى من المشتركين في الدول التي تنوي الشركة التوسع فيها يملكون حساباً نشطاً على الفيسبوك مما يجعل المهمة محاطة ببعض الصعوبات. لكن مدير الموقع في ماليزيا، سلام سيمانوف، يقول ان هذا الامر لا يثير قلقة، فهو يؤمن بان المشتركين يسعون الى ايجاد محتوى يتفق مع معتقداتهم وعاداتهم وهو ما يسعى المشروع لتقديمه فيقول "نحن نتحدث عن 1.5 مليار مسلم. من الممكن ان يكون القليل منهم يتفقون معي في هذا الرأي لكنهم يبقون عددا كبيرا". فكرة اطلاق موقع للتواصل الاجتماعي لشريحة معينة من الناس نجحت في اماكن اخرى من العالم وحققت مردودات كبيرة كموقع التواصل الاجتماعي الصيني – كيو زون Qzone – والذي يشترك فيه اكثر من 485 مليون شخصاً. وموقع – في كونتاكتا Vkontakte – الروسي والذي يملك 135 مليون مستخدم. سوق مواقع التواصل الاجتماعي ما زالت واعدة والاستثمارات فيها ما زالت تدر عوائد كبيرة. فموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حصل على 1.86مليار دولار كعائدات اعلانية في العام 2010