تدعم اتهامات السلطات الليبية الحالية صباح اليوم حديث الرئيس الراحل معمر القذافي في بداية الثورة لإسقاطه العام الماضي عن وجود عناصر من تنظيم القاعدة بين صفوف المحتجين، وهو ما يعني أن ليبيا الجديدة قد تخضع للتدخل الدولي في ظل الفوضى والانفلات الأمني، ووجودها تحت البند السابع بقرار الأممالمتحدة رقم 1973. وقد تسارع الدول الغربية إلى رفع ما يجري في ليبيا إلى درجة أعمال "عصابات مارقة" بعد مقتل السفير الأميركي كريس ستيفنس فجر الأربعاء بمقر القنصلية ببنغازي، الذي جاء بعد يوم واحد من دعوة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى الانتقام لمقتل أبي يحيى الليبي. حديث رئيس أعلى سلطة شرعية، وهو رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف عن تزامن الهجوم مع ذكرى هجمات سبتمبر على الولاياتالمتحدة، ورفضه تحويل ليبيا إلى ساحة تصفية حسابات دولية إشارة صريحة إلى اتهام القاعدة حتى قبيل الإعلان عن نتائج التحقيقات الأولية، وهو ما يعتبره المعارض السابق جمال الحاجي طلب تدخل دولي مباشر في الشؤون الليبية. ورسائل وزير الداخلية فوزي عبد العال الأسبوع قبل الماضي بأنهم لن يدخلوا في مواجهة مع الإسلاميين، وتركيز وكيل وزارة الداخلية في شرق ليبيا ونيس الشارف خلال مؤتمره الصحفي صباح الأربعاء على قوة المهاجمين، وعدم قدرتهم على التصدي لها تضع ليبيا والمؤتمر الوطني في طريق صعب. مارينز للحماية تصريحات المسؤولين الليبيين تبعتها أخبار متواترة عن توجه فرقة مارينز أميركية مكونة من 200 جندي إلى بنغازي لحماية المقرات الدبلوماسية. وفيما لم تعلق ليبيا على الأخبار المتداولة حتى الآن، وتهرب الناطق باسم الخارجية سعد الشلماني من التصريح للجزيرة نت، أكد عضو المؤتمر الوطني -القيادي في حزب الجبهة الوطنية- محمد التومي أن الهجوم قد يؤدي إلى تدخل دولي بحجة حماية المدنيين، وتوقع تداعيات كارثية على الأوضاع بليبيا. وبينما استبعد الأمين العام للتيار الوطني الحر عصام الماوي في تصريح للجزيرة نت تدخلا دوليا في الشأن الليبي، اعتبر المحلل السياسي أحمد الأطرش أن ما وصفه ب"الإسهال الإعلامي" أدى إلى كل هذه المشاكل التي تمر بها ليبيا حاليا، ودعا الولاياتالمتحدة إلى مساعدة ليبيا في فرض الاستقرار والأمن. ويرى الأطرش أن أي تهديد للأمن والسلم خاضع للتدخل الأجنبي بعد التوافق بشأنه من قبل الأطراف الفاعلة في النظام الدولي، مؤكدا أن ما جرى في بنغازي لفت انتباه العالم وأميركا إلى خطورة الوضع في ليبيا. واستبعد الكاتب ناصر الدعيسي خلال حديثه للجزيرة نت تدخلا دوليا في الوقت الحالي، وقال إن تصريحات الجانب الأميركي كانت متوازنة، وتقدر الوضع السياسي الليبي. إحداث الوقيعة ورأى العضو المؤسس في حزب التغيير حاتم الفايدي أن اختيار توقيت الهجوم جاء لإحداث وقيعة بين ليبيا وأميركا، مؤكدا أن المستفيد الأول من الحديث عن وجود القاعدة على الأراضي الليبية هو نجل القذافي الساعدي الهارب لدى النيجر. وقال الفايدي إن تقاعس الدولة يهدف إلى التدخل الأجنبي، مؤكدا أن دعوة المقريف إلى دعم دولي للقضاء على الجماعات المتورطة في الهجوم إشارة صريحة إلى طلب التدخل، مؤكدا أن تصريحات اليوم تزيد شوكة الجماعات الإسلامية التي قد لا ترى سوى نفسها في المشهد. وتوقع الكاتب السياسي عمر الكدي تدخلا دوليا مع اقتراب الانتخابات الأميركية، وتصاعد الانتقادات الجمهورية للرئيس باراك أوباما بسبب ما يصفه خصومه بأنه تراخ في الأمن القومي. ولم يستبعد الكدي أن تحلق في سماء ليبيا طائرات بدون طيار لتعقب قادة الإسلاميين "المتشددين" بدرنة شرقا بالتعاون مع الحكومة الليبية.