* (عيرتني بالشيب وهو وقار.. ليتها عيرتني بما هو عار) * الشيب ذلك البياض الذي يزحف على شعر رأسك معلناً في الغالب عن تقدم العمر.. وفي القليل عن ظاهرة طبية تمسك بشعر من لا يزال في المهد صبياً.. تختلف نظرة المجتمع لصاحبه.. حتى بين الرجال والنساء.. هنالك من يراه وقاراً وهناك من تراه كما عناه الشاعر في البيت الشعري (عار) حينما تسول النفس لصاحبها طرق باب القلوب الحسناء بالود او بالزواج. * والشيب وقار.. ونضج في الحياة، رغم أن البعض يخشاه فيتحايل عليه بالأصباغ.. يناطح سنين عمره كي يراها تقل أو يخدع بها الآخرين.. يقولون من أجل المظهر والتناغم مع متطلبات العصر ومآرب أُخرى لا يفصح عنها الرجل.. حتى المرأة عندما تبلغ المشيب تزداد تمسكاً بإخفاء سني عمرها.. كنا مع كل ذلك في إستطلاع نجيب به عن الشيب . * تقول زينب علي: لا أحب الرجل الذي يخفي شيب رأسه فهو يتقمص غير شخصيته الحقيقية ويزور سني عمره.. لو كان لي للجأت إلى سن قانون يعتبره مزوراً.. لكن هنالك من يسخر من مثل هؤلاء أصحاب الشيب.. وإن جاء لابنتي رجل في رأسه شيب لا أعده كبيراً في السن.. ولا أرفضه إن كان ذا خلق ودين. * أما مروة فتذهب إلى القول: إن الشيب ما عاد مقياساً للوقار والنضج.. وتضيف: إن الكثير من الفتيات تعرضن للتحرش ممن ندعوهم ب «الشياب».. مروة لا ترفض الزواج إن تقدم لها «شايب» بشرط أن يكون ذا شخصية.. تقول: الشيب ليس سبباً للرفض ممن يتقدم طلباً للزواج من الفتيات.. * ويتفق «مرتضى» مع الرأي الذي يرفض أن تذهب للحلاق لصبغ شعر رأسك لان الشيب غزاه.. يقول: على الإنسان أن يقتنع بعمره ويرضى بما عاشه في الحياة حتى بلغ المشيب. * دلال السيد تقول: لو كان الشيب في الكبر فهو وقار.. وتقدمت بالنصيحة أن صبغ الشعر مضر لو تم بالأصباغ الكيميائية.. وتدعو الى إستخدام الحناء.. وتضيف بالقول: إنها لا ترفض من يتقدم اليها إن كان ذا شيب، فقط يوم الزواج تطلب منه صبغ شعره مخافة النقد والسخرية، بعدها يكون الأمر عادياً. * الشابات المستطلعات لا يرفضن الرجل الذي في رأسه شيب وتقول نهى خليفة: أعد «المشيب» عادياً مثله والشخص الذي شعر رأسه أسود.. لا أرفضه وإنما إحساسي تجاهه يكون على حسب شخصيته.. هنالك زملاء دراسة معنا وبلغ الرأس شيباً ربما لعامل وراثي.. أو ربما لضغوط الحياة.. وغيرها من الأسباب.. وتشاركها زميلتها إسلام السر بالقول إنها ترى الرجل الأشيب ذا شكل جميل يسبقك إليه إحترامه لنفسه وإحترامه لك.. وأبغض الرجل أو المرأة التي تستخدم الصبغة.. هذا الكيماوي المدمر للصحة وللشعر أيضاً. * وترى ميساء محمد أن (الشايب) أصبح فارس أحلام الفتيات والدليل على ذلك ترديده في غناء البنات، عكس ذلك في الزمن الماضي الذي كانت فيه الفتاة ترفضه (الشايب دا ما بدورو) وغيرها من الأغنيات.. وتقول: هنالك شباب غزا رأسهم الشيب.. ولكن زميلتها نهلة عبد الموجود تخالفها الرأي وتضيف: لا أقبل الزواج منه.. هنالك فارق العمر والتجربة وغيرها فكيف أقبل برجل في عمر أبي؟. * مديحة الجوهري موظفة لم تخف بياضاً في خصلة من شعرها وهي تقول: هذا العصر يشيب الشعر والقلب معاً.. من المواقف والهموم الحياتية والخوف من المستقبل.. لا أحبذ الرجل الذي يصبغ شعره. * الشيب وقار.. وأيضاً هو غزو يرتقي رؤوس البعض من الشباب لعوامل وراثية.. وربما لفقد بعض الهرمونات التي تتصل بالشعر.. وربما الهموم، وربما الكثير من الأسباب التي لا تمسك بتلابيب شعر الرأس وإنما بالقلب أيضاً.. وإن إتفقنا فإن الناس أهواء.. ما بين حواء وآدم لا يقف شيب الرأس حاجزاً فالقلوب هي التي تختار.. أو كما ترى الباحثة إلهام عبد الرحمن أن تأثير (الشايب) على الفتيات كبير لأنه وصل مرحلة من الإدراك والوعي وتحمل المسؤولية والتكاليف الحياتية تقيهن من خطر الظروف الاقتصادية وشبح العنوسة.. هو آمن أكثر من الشباب وترى أن الشيب وقار.