منذ الصغر غزا الشيب شعره وبدخوله المرحلة الجامعية كان رأسه قد تغطي تماماً بالبياض وهذه فترة يهتم فيها الشباب بمظهرهم وكل واحد يريد أن يبدو بمظهر شاب جميل الهندام وشعر أسود يدل على الشباب الغض وعمره الزهوري ولكن «أحمد» فقد ذاك الشعر الأسود وملامح وجهه تبدو للناظر اليه كأنه رجل أربعيني رغم سنوات عمره التي لم تتجاوز ال «71» شمعة.. فلم يتكيف «أحمد» مع هذا الوضع على أنه شيء طبيعي جاء نتيجة لعامل وراثي او لمرض ما، فصار كل همه كيف يزيل هذا البياض عن شعره لا سيما وأن زملاءه يتندرون به ويسخرون منه فأثر ذلك على نفسياته وبالتالي تدهور في دراسته وعلاقته الاجتماعية وعلى النقيض نجد من يتقبل الشيب المبكر ويتعامل معه كأن شيئاً لم يكن ويعيش حياة طبيعية وسط محيطه الدراسي أو العملي والمجتمعي.. فهل الشيب هم ثقيل على من يصابون به مبكراً من الجنسين؟؟ سؤال طرحناه على عدد من الأشخاص «محمد علي» يرى أن الشيب للرجال وقار وهيبة وقال لا أعتقد أنه مرتبط بالعمر فهناك من يشيب شعره وهو في العاشرة من عمره لذلك يجب أن لا يكون هماً للشباب حتى يلجأون الى الصبغة فهي لها آثار سلبية أكثر من ايجابياتها.. بينما تقول «فاطمة عثمان» النساء يكرهن «الشيب» حتى الكبار منهن فما بالك بالفتيات فهن لا يتمنينه وأن اصيبت احداهن به فتعمل كل ما تستطيع فعله لإخفائه. أما «حميدة الزبير» محامية» فقالت عموماً الشيب غير محبوب للجنسين خاصة النساء فمن يشيب شعرها في عمر مبكر فهذه معرضة «للعنوسة» لان الرجال لا يفهمون ان الشيب قد يكون وراثياً ويعتقدون أن «الشائبة» كبيرة في العمر فيبحثون عن ذات الشعر الاسود، وقالت العاقل من يتجاوز الشكل ويبحث عن المضمون لانه الأسمى والأجمل.. *«نهلة عمر الطيب» الباحثة الإجتماعية أوضحت أن الشيب حالة طبيعية يفترض أن يتلاءم معها الفرد وأن لا يؤثر ذلك على سلوكه الاجتماعي فهو يحدث نتيجة لتفاعلات كيميائية او عوامل نفسية كالخوف الشديد أو إلى عامل الوراثة هذا عندما يأتي مبكراً للشباب، وقالت في مجتمعنا السوداني إن الذي يظهر الشيب على شعره يصير موضع تعليق للذين من حوله «ما يؤثر على إستقرار حالته النفسية ويصبح شخصاً إنطوائياً » ولكن هناك أفراداً يمتازون بالعقلانية فظهور الشيب عندهم لا يعني نهاية الدنيا فيعيشون حياتهم بروحهم الشبابية حسب أعمارهم .. واضافت إنه في بعض الدول الاوروبية هناك من يبحثون عن الشعر الابيض فيعملون على تغيير اللون الاسود بصبغ الشعر أو بعمليات وهم يرون في ذلك جمالاً ووقاراً.. ويقول «عبد الرحيم الحسن» اختصاصي أمراض الجلدية والتناسلية أن الشيب في الحالات الطبيعية يحدث عادة مع تقدم سن الانسان بعد عجز الخلايا الملونة المنتجة لمادة «الميلانين» التي تعطي الشعر اللون الاسود وهنا تفقد الشعرة لونها وتصبح بيضاء، وأشار إلى أن ظهور الشيب مبكراً.. لا يعني مطلقاً التقدم في السن فقد يظهر قبل البلوغ أو بعده ذلك نتيجة لظروف معينة، كما أن الاستعداد الشخصي والعوامل النفسية لهما أثر مهم في ظهور الشيب المبكر.. وقال فإن أية إصابة في الجلد ربما تؤثر نوعاً ما في تغيير شعر الرأس وأيضا قد تتسبب بعض الامراض في ظهور الشعر الابيض مثل مرض «الثعلبة والبهاق» كذلك جميع الكيماويات «الصبغة والعطور» يمكن أن تتسبب في موت دائم لخلايا الشعر خاصة المواد التي تستخدمها الفتيات لتجميل الشعر إضافة إلى الأماكن التي يعمل بها اشخاص لديهم إرتباط بالكيماويات فهؤلاء معرضون بتساقط الشعر وظهور الشيب في اعمار مبكرة، وقال هناك إجماع عام على أن الضغوط النفسية عموماً والهموم تشكل سبباً اساسياً للاصابة بالشيب. رجال كثيرون يجتهدون لاخفاء الشيب بصبغ الشعر ولكن دون فائدة لانه لامحالة سيظهر.. أما النساء فلديهن المقدرة الكافية لاخفائه بعدة طرق غير «الصبغة» وذلك بواسطة «الميج» باللون «البني أو الازرق أو الاحمر» ويظهر أن شعرها تحول من الاسود إلى ذاك اللون بغرض تغيير «اللوك».