نواكشوط يعتبر ختان البنات (الخفاض) والتسمين القسري من أكثر الممارسات، شيوعا في المجتمع الموريتاني. وتظل هذان العادتان محببتين لدى المجتمع لموريتاني٬ لاسيما في الأرياف والمدن الداخلية٬ حيث تتم ممارستها بشكل طبيعي وينظر إليهما كعادتين أصيلتين لا ينبغي الكف عنهما تحت أي ظرف. وعلى الرغم من أن مثل هذه الممارسات تدينها أوساط كثيرة في العالم، بل وتعتبرها جريمة في حق البنات في بعض البلدان الغربية٬ فإنها ما تزال مع ذلك صامدة في موريتانيا. وتشير دراسة وزارة الصحة الموريتانية إلى أن ظاهرة خفاض الفتيات ما تزال منتشرة في معظم ولايات البلاد، رغم الفتاوى الفقهية التي تحرمها٬ ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة والمنظمات غير الحكومية وفعاليات المجتمع المدني لمقاومتها. وتؤكد الدراسة أن 72 بالمائة من الفتيات والنساء الموريتانيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و45 سنة٬ خضعن للخفاض في مراحل مبكرة من طفولتهن٬ الأمر الذي جعل موريتانيا تحتل المرتبة الثامنة عالميا من حيث انتشار ظاهرة ختان الإناث. وتعرف المنظمة العالمية للصحة ظاهرة ختان الإناث بأنها إزالة جزء من الأعضاء التناسلية للأنثى إزالة كاملة أو جزئية لأسباب ثقافية أو دينية. ويسود اعتقاد قوي في أوساط المجتمع الموريتاني بأن الفتيات يجب ختانهن قبل البلوغ٬ كنوع من التطهير٬ ومحاولة التحصين والتشجيع على العفة والالتزام الأخلاقي. ويقول مراقبون إن الفتاة "منحرفة السلوك أو الماجنة" كثيرا ما تنعت من طرف غريماتها بأنها غير مختونة. ويتباين مستوى انتشار ظاهرة ختان البنات في موريتانيا٬ حسب المناطق والقوميات ٬حيث أن نسبة النساء المختونات ترتفع بشكل لافت في الأرياف والبوادي (حوالي 96 بالمائة) بينما تتدنى في المدن الكبرى والتجمعات الحضرية إلى ( 6 بالمائة). كما تعرف الظاهرة انتشارا واسعا في المناطق الشرقية والجنوبية المحاذية لمالي والسنغال وفي أوساط القوميات الزنجية٬ في حين تعرف هذه النسبة تراجعا في المناطق الوسطى والشمالية وفي أوساط الأغلبية العربية. وفي سياق متصل بالعادات الاجتماعية السيئة التي تمارس على المرأة الموريتانية، تبرز على سطح الواقع الاجتماعي ظاهرة تسمين الفتاة الموريتانية. وما تزال المتشبثات بظاهرة التسمين يشكلن نسبة هامة بين نساء المجتمع الموريتاني. وتشير دراسة أنجزتها وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة الموريتانية، إلى أن 60 بالمائة من اللواتي تم استطلاع آرائهن أكدن قناعتهن بفوائد التسمين ومزاياه٬ مؤكدة أن 62 في المائة منهن خضعن للتسمين قبل بلوغهن سن العاشرة. ويكمن السبب الرئيسي لاستمرار تمسك المجتمع الموريتاني بعادة التسمين القسري أو ما يعرف محليا ب"لبلوح"٬ في رغبة الرجال الموريتانيين وتفضليهن للنساء الممتلئات. ويفضل 90 بالمائة من هؤلاء الرجال النساء البدينات عن النحيفات٬ مما يدفع بالأمهات إلى اللجوء لهذه العملية خشية على بناتهن من العنوسة. وينظر المجتمع الموريتاني نظرة لمواصفات جمال المرأة ورشاقتها، تختلف جوهريا مع الثقافة السائدة في كثير من بلدان العالم حول هذه المسالة. ويعتبر الموريتانيون السمنة معيارا لجمال المرأة وسببا رئيسيا في زيادة فرصها في الزواج٬ لذلك تفرض التقاليد على الفتيات ما دون سن البلوغ نظاما خاصا للتسمين القسري٬ ما يزال منتشرا في الكثير من المناطق وخاصة في الأرياف. وتقول مصادر في وزارة الصحة الموريتانية إن ظاهرة التسمين القسري سجلت تراجعا نسبيا٬ بفضل الحملات التحسيسية بخطورة التسمين على صحة الفتيات والنساء٬ والتأكيد على ارتفاع نسبة المصابين بالأمراض التي تسببها السمنة كالقلب والشرايين والسكري. كما أن مواصفات جمال المرأة بدأت تتغير إلى حد ما لدى الجيل الموريتاني الصاعد.