إعتلى.. إسلاميو مصر الأقرب للتيار السلفي إلى سدة الحكم، اثلج ذلك الصعود مدعي الإسلام السياسي في السودان حكومة البشير ونافع الفاسدة، وظنوا أن بإمكانهم خلق تحالف ايدولوجي مع مصر التي كانت مصدر القلق لهم طيلة فترة حكمهم السابقة جراء المحاولة التآمرية لإغتيال حسني مبارك إبن الغرب المدلل، ولكن جاءت المفآجأة.. التي ادهشتهم وادهشت كل المراقبين بأن إبتعد إسلاميو مصر عن اي علاقة ودية تحالفية قد تربطهم بمجموعة لصوص على رأسهم مجرم حرب مطلوب لدى العدالة الدولية نتيجة إرتكابهم لجرائم ضد الإنسانية ضد إثنيات من شعبه في مناطق نزاع في دارفور وجبال النوبة. ظن الرجل الأول في السلطة البشير ان بإمكانه خداع الإسلاميين الصمريين وجرهم لخانة التعاطف معه بتبريرات واهية ان الغرب العلماني متآمر عليه بإعتباره حاكم إسلامي، ولكن رد فعل الحكومة المصرية ادخله في حالة نفسية سيئة تراكم عليها تلك الفضيحة الدولية التي رتبها له مواطنين سودانيين مقيمين في ارض الكنانة بإتقان، فبينما الرئيس المجرم في طريقه لزيارة تفقدية لمقر السفارة والبعثة الدبلوماسية في القاهرة التي ظلت تمارس اللصوصية على رعايها هناك، تفاجأ السفير بعدد من الشباب السودانيين يحملون لافتات صارخة تطالب بتسليم الرئيس المجرم للمحكمة الجنائية الدولية إقتصاصا لجرائمه ضد اهلهم في منطقتي دارفور وجبال النوبة، وجرائم التجويع لبقية اقاليم البلاد، فما كان من السفير إلا وان إتصل برئيسه وطلب منه العدول عن فكرة زيارة مقر السفارة، كل تلك الأحداث ادت في نهاية المطاف إلى قطع البشير لزيارته لمصر والعودة بخفي حنين إلى الخرطوم (قفاه يقمر عيش). كل ما حدث يؤكد امر واحدا لا غير وهو أن ثورات الربيع العربي التي اتت في اغلب بلدانها بإسلاميين إتعظوا تماما من التجربة الإسلامية الفاشلة، والتي جلبت العار لكل الحركات الإسلامية في المنطقة، وجعلتهم يمقتون مجموعة الفاسدين سارقي قوت الشعب، ويبدو أن أولئك الحكام قد قرروا عدم الدخول في اي علاقات حميمة مع مجموعة البشير، بل ونشط البعض منهم في علاقات خاصة مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم الرئيس المجرم لعدالتها لتقتص لأولئك البسطاء المجني عليهم من ابناء شعبه، وما زاد الطين بلة أن الرئيس البشير مضى في أكاذيبه التي شبع وارتوى منها الشعب السوداني طيلة 23 عاما مضت، وأكد للحكومة النصرية ان الأزمة الإقتصادية في بلاده قد إنفرجت، وأن شعبه يعيش في رخاء، وبينما الحقيقة الماثلة للعيان.. أن عدد كبير من الشباب الكفوء قد هاجروا هاربين من جحيم العطالة وهضم الحقوق في الحصول على العمل وفي ذات الوقت يتمتع منسوبي الحزب الحاكم برخاء العيش والوظائف المرموقة بلا مؤهلات أكاديمية، على حساب فئات الشعب السوداني التي كدحت ليتعلم ابناءها في جامعات الإبتزاز التعليمي تقطع من لحمها الحي لتدفع رسومهم الدراسية، ويعيش من بقي من الشعب في ضنك العيش وشظفه.