أقر حزب الأمة القومي بتسلم حزبه لملياري جنيه سوداني من الحكومة في أبريل الماضي، لكنه قال إنها كانت تعويضاً عن ممتلكاتهم المصادرة منذ العام 1989م. ورداً على التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية والقيادي في المؤتمر الوطني علي كرتي التي قال فيها أن حزبه دفع للأمة القومي أموالا لدخول إنتخابات أبريل الماضي، لكن بعد تسلم تلك الأموال في الليل عاد الحزب صباح اليوم التالي وهاجم الإنقاذ، نفى د. عبد الرحمن الغالي، نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي، بشدة أن يكون حزبه قد تسلم تلك الأموال لدخول الإنتخابات. وتابع: "الأموال التي قمنا بإستلامها أعلن عنها رئيس الحزب في حينها، وليس هناك جديد في هذا الأمر... مسألة هذه الأموال يعلمها القاصي والداني، وأعلنها حزب الأمة قبل أن تعلن عنها أية جهة اخرى". واستطرد الغالي: "هذه الأموال معروف مصدرها، حينما وقع هذا الإنقلاب قاموا بمصادرة أموال وممتلكات ودور أحزاب القوى السياسية قاطبة. نحن في حزب الأمة أخذت منا أكثر من مائة عربة، وأكثر من دار للحزب في العاصمة وكذلك في الأقاليم. وهذه الدور مجهزة باثاثات وأجهزة إتصال". وكشف الغالي عن مطالبة حزبه للمؤتمر الوطني بما قيمته أربعة ملايين دولار أميركي. وأضاف: "هذا الكلام متفق عليه وتم نقاش حوله مع المؤتمر الوطني. ووافق المؤتمر الوطني على تسليم هذه الأموال لحزب الأمة عندما قمنا بالتوقيع على إتفاق نداء الوطن". وتابع: "وعندما اختلفنا مع المؤتمر الوطني، ورفضنا عدم المشاركة إلا عبر إنتخابات حرة ونزيهة، نكص المؤتمر الوطني عن إتفاقه معنا، وما دفع من تلك الأموال هو جزء من أموال وممتلكات حزبنا المصادرة". وأكد الغالي أن المال المدفوع لحزبه لم يأت من قيادة المؤتمر الوطني، وإنما من الحكومة التي صادرت ممتلكات حزبه- على حد قوله. وأوضح أن ما أسترد من أموال تخص عضوية حزبه. وعاب نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي ما اسماه ب"ذهنية كرتي" التي قال إنها سوف تقود البلاد الى كارثة لا محالة، وتساءل: " اذا كانت هذه ذهنية وزير الخارجية، فكيف يتحدث مسؤولو الأمن والأجهزة الخاصة في المؤتمر الوطني؟". وأكد الغالي على معرفة علي كرتي بأن حزبه لم يتسلم أية أموال من المؤتمر الوطني لدخول الإنتخابات، وأضاف: "هو يعلم هذه الحقائق، وهذا الأمر يعتبر عدم عفة لسان وكذب من قبل كرتي". وكشف الغالي عن رغبة المؤتمر الوطني في دخول حزبه للإنتخابات أبريل الماضي، وأضاف: "لو كنا اخذنا هذه الأموال بالفعل لدخلنا الإنتخابات لكننا رفض دخول الإنتخابات لان مكتبنا السياسي قرر عدم دخولها... هذه الإنتخابات كانت مضروبة ومزورة، واثبتت الأيام صحة قرارنا بمقاطعتها". وبشأن وصف الوزير كرتي للقوى السياسية ب"العجز" قال الغالي: "هذا تصريح غير موفق، ولا يليق بأي قيادي سوداني، ولا يليق أن يصدر من وزير خارجية السودان". وسبّب الغالي ذلك بأن وزير الخارجية: "هو الوجه الذي يمثل السودان، ويفترض أن يمثل السودان". وأعرب الغالي عن إعتقاده بأن علي كرتي لا يستحي من تلك "التجربة الطويلة المُرّة في السودان (التي) هي أصلا كانت نتيجة لسياسات الإقصاء والأحادية، والإستعلاء على الأخرين"، مؤكداً على عدم عجز القوى السياسية، ومضيفاً: "اتهام القوى السياسية بالعجز هو اتهام باطل، والدليل على ذلك أنهم مشغولون بهذه القوى.. (بل إن) المؤتمر الوطني سعى لهذه الأحزاب، وعمل على شراء الذمم".