قال مفتي مصر د.علي جمعة ان على المسلمين الذين أغضبتهم الرسوم التي تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقتدوا بالمثل الذي ضربه بالرد على الإساءة دون انتقام. وأضاف مفتى مصر الذي أدان رسوم المجلة الفرنسية، معتبرا إياها تحريضا، ان هذه الرسوم تبين المدى الذي وصل اليه الاستقطاب في الغرب والمدى الذي صار عليه الاستقطاب في العالم الإسلامي، وكان الأزهر الشريف أدان الرسوم لكنه دعا الى سلمية الاحتجاج. وتابع جمعة ان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة تحملوا أسوأ الاساءات من الكفار الذين لم يكتفوا برفض رسالته وانما طاردوه وآذوه. وقال المفتي ان النبي صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى للمسلمين وعليهم بالتالي ألا يردوا على الاساءات والهجمات الشخصية بالانتقام. وقال جمعة ان الاساءات للاسلام والرد عليها بما في ذلك قتل السفير الأميركي في ليبيا والهجمات على سفارات أميركية وغربية أخرى في الدول الاسلامية، لا تنفصل عن نقاط النزاع الأخرى بين الغرب والعالم الاسلامي. وأشار الى معاملة المسلمين في معسكر الاعتقال الأميركي في غوانتانامو والحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق وهجمات الطائرات بدون طيار في اليمن وباكستان والمعاداة التي يظهرها اليمين المتطرف في الغرب للمسلمين، وقال ان هذه «عوامل كامنة» للتوترات. وقال جمعة في بيان نشر على مدونة فيثويرلد التابعة ل«رويترز» انه يعد تحريضا على الفتنة ذلك «الاصرار على اشعال هذه التوترات التي تغلي من خلال نشر مواد مسيئة ومؤذية في محاولة غبية استعراضية تتمثل في التأكيد على علو القيم الغربية على ما يزعمون أنه انغلاق اسلامي»، وأصدر الاتحاد الأوروبي من خلال مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد كاثرين اشتون بيانا مشتركا مع جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي من أجل «السلام والتسامح». وجاء في البيان «ندين اثارة الكراهية الدينية التي تمثل تحريضا على العداء والعنف، في حين أننا نقر تماما بحرية التعبير ونؤمن بأهمية احترام جميع الأنبياء بغض النظر عن الديانة التي ينتمون اليها». وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمان باراست الرسوم معتبرا اياها «مؤامرة ممنهجة» ضد الاسلام. وقال «الصمت المنسق والمستمر من جانب الدول الغربية على هذه الأفعال الكريهة المعادية للاسلام سبب رئيسي لتكرار مثل هذه الأعمال المسيئة»، وكان يتحدث بعد يوم من قول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الرسوم استفزازية. وقال الرسام الدنماركي الذي أغضب العالم الاسلامي برسومه التي سخر فيها من النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل سبع سنوات ان الغرب لا يمكنه أن يستسلم لعملية تكميم الأفواه من جانب المسلمين. وقال كيرت فيسترجارد الذي كادت رسومه التي سخرت من النبي محمد صلى الله عليه وسلم تتسبب في اغتياله بفأس عام 2010 لمجلة نيوز النمساوية انه لا يأسف على الرسوم، وقال ان حرية التعبير أثمن من أن يتخلى عنها. وأضاف متسائلا «هل نترك أنفسنا في المستقبل لرقابة السلطات الاسلامية في الدول التي توغل في الاستبداد؟».