كثر الحديث عن مشاركة الحزب الإتحادى الأصل فى الحكومة من قبل قواعده فى المركز والولايات وضرورة إنسحاب الأصل فى مشاركة وصفها البعض بالهزيلة والصورية، وان استمرارها يأتي خصماً على الحزب وتاريخه العريض، بيد انها هذه المره اتت على لسان القيادي بالحزب الإتحادى الديموقراطى الأصل حاتم السر واحد المقربين لرئيس الحزب محمد عثمان الميرغنى، وأقر السر في تصريحات صحفية عقب لقائه المبعوث الامريكي دان سميث ان مشاركة حزبه في الحكومة كانت خطأ باعتبار ان المؤتمر الوطنى لا يثق في غيره. وقال السر ان الانتقال من العمل المسلح الى الحلول السلمية في السودان لا يمكن تحقيقه في ظل الخلافات بين الاطراف والفجوة الواسعة بينها، ورأى ان العقبات التى تعترض التسوية السياسية الشاملة ترجع الى غياب الارادة السياسية الحقيقية للسلام داخل المؤتمر الوطني ، الذي وصفه بانه يميل الى الحلول العسكرية بدلا من السياسية، ورهن حل ازمات البلاد بإيجاد أرضية للتسوية وفرص لحل الأزمة حال التزام الحكومة بتوفير المناخ المناسب واحترام الاتفاقيات وتنفيذها، وقال «ان الذين شاركوا في الحكومة كانوا يعتقدون أن بامكانهم لعب دور ايجابى وبالذات فى حل أزمة دارفور والعلاقة مع دولة الجنوب غير ان التجربة العملية لقرابة العام أثبتت أنهم كانوا على خطأ»، واشار الى ان المؤتمر الوطني لا يثق الا فى أعضائه ويعمد الى عزل حلفائه والاحزاب المشاركة في السلطة من لعب دور ايجابي في الحلول السياسية او المساهمة في الملفات المهمة وقال انه لم يشرك أي مسؤول من تلك الاحزاب فى مفاوضات أديس أبابا ولا في ملف دارفور. القيادى بالحزب الاتحادى الأصل على السيد اكد ان حاتم السر وآخرين كانوا من اشد المعارضين لأمر المشاركة لانهم يدركون جيداً اهداف المؤتمر الوطنى والتى لاتخفى على احد وإستراتيجيته المعدة لإستيعاب الأحزاب والأفراد دون اشراكهم بصورة حقيقية فى شئون البلاد، وقال السيد ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس ان المؤتمر الوطنى ينظر الى نفسه انه المعاون الوحيد للحقيقة وليس حريصاً على مشاركة الآخرين واضاف لهذا رفض العديد من قيادات الحزب المشاركة فى الحكومة التى سميت بالعريضة الا انه قال «فى نهاية الأمر تمت المشاركة بالكيفية التى تمت بها»، واشار السيد الى ان رئيس الحزب وافق على تكوين لجنة من عدد من القيادات لإعادة النظر فى امر المشاركة وإحصاء المكاسب والخسائر وخاصة ان رؤية الدخول فى الحكومة كانت من باب المساهمة فى حل القضايا الوطنية فى دارفور وبناء علاقات جيدة مع دولة الجنوب، وفق البرنامج الذى تم الإتفاق عليه مع الحزب الحاكم، واوضح ان الغالبية العظمى يرفضون الاستمرار فى الحكومة الا ان هناك من وصفهم المنتفعين والإنتهازيين يضعون العراقيل امام لجنة تقييم المشاركة، ويضعون العراقيل ايضاً امام الجهود المبذولة لقيام المؤتمر العام الذى سيناقش امر المشاركة، ووصف السيد ان تصريحات السر تمثل الحزب الإتحادى الديموقراطى الأصل ولا احد يستطيع ان يقول غير ذلك بإعتبار ان السر هو الناطق الرسمى باسم الحزب الإتحادى الأصل. ومضى المحلل السياسى محمد نوري الأمين فى ذات اتجاه على السيد وقال ل «الصحافة» عبر الهاتف أمس ان السر لم يكن فى يوم من الايام من الموافقين على المشاركة فى الحكومة، وقال ان بعض قيادات الحزب الطامعة فى المشاركة فى الحكومة وقتها كانت تنقل صورة خاطئة ووعوداً براقة من المؤتمر الوطنى الى الهيئة القيادية ورئيس الحزب محمد عثمان الميرغنى وضرورة مشاركة الحزب فى الحكومة وضمان اكثر من 40 منصباً قيادياً فى الحكومة، واضاف بغض النظر عن الإجتماع الذى اقر المشاركة فى الحكومة انه شرعى ام لا فإن الإتحادى الاصل خدع فى امر المشاركة ولم تنفذ الوعود على قلتها التى دخل من اجلها ولم يعطِ الفرصة ليكون عضوا فاعلاً في الحكومة، واشار الامين الى ان الاغلبية الساحقة من قواعد الحزب ومركزياته السبعة فى العاصمة وقواعده فى الولايات ترفض الإستمرار فى الحكومة وترى ان الحزب لم يحقق اى شئ فى مشاركته وان المؤتمر الوطنى لايريد اصلا مشاركة جادة وفعالة من القوى السياسية المختلفة بعد عمله على اضعاف الحزبين الكبيرين الاتحادى والامة، واشار الامين الى ان تصريحات السر تجد قبولاً واسعاً من قواعد الحزب. الصحافة