الخرطوم (رويترز) - أعلنت السلطات السودانية يوم الثلاثاء عن تأخير مدته ثلاثة اسابيع في تسجيل اسماء الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في استفتاء على استقلال الجنوب مما يزيد من التوتر قبل نحو 100 يوم من الموعد المقرر لاجراء الاستفتاء. وحصل شعب جنوب السودان المنتج للنفط على وعد باجراء استفتاء على ما اذا كان سيبقى جزءا من السودان أم ينفصل بموجب اتفاق سلام تم التوصل اليه في عام 2005 أنهى عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب. لكن الاستعدادات تأخرت حيث لم يتم تعيين اللجنة التي ستنظم التصويت الا في يونيو حزيران الماضي ولا يتوقع تسلم نماذج التسجيل من مطابع جنوب افريقيا حتى أواخر اكتوبر تشرين الاول. وحذر محللون من انه توجد مخاطر لتجدد الصراع اذا شعر الجنوبيون الذين يتوقع على نطاق واسع ان يصوتوا لصالح الاستقلال بأن الخرطوم تحاول تأخير أو تعطيل التصويت لابقاء سيطرتها على الاقليم المنتج للنفط. وقال رئيس اللجنة محمد ابراهيم خليل لرويترز يوم الثلاثاء انه مازال يأمل بالوفاء بموعد التاسع من يناير كانون الثاني لكن تسجيل الناخبين قد يبدأ بعد ثلاثة اسابيع من الموعد المقرر في نوفمبر تشرين الثاني للسماح للعاملين بنقل النماذج الى 3600 مركز للتسجيل. وقال خليل انه من المتوقع الان وصول النماذج الى مراكز التسجيل بحلول 15 نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف انه بحلول ذلك الموعد سيكون قد تم تدريب العاملين. وفي اشارة الى الموعد المقرر ان يبدأ فيه التصويت قال لوال تشاني عضو اللجنة "اذا عمل الناس ليل نهار فانه سيكون بالامكان الوفاء بموعد التاسع من يناير 2011 ." جاء الاعلان فيما ذللت اللجنة عقبة في الاستعدادات باقرارها ميزانية قدرها 370 مليون دولار للاستفتاء. وقال خليل ان وزارة المالية السودانية أكدت انها ستدفع نصيبها وسيتحمل مانحون دوليون نصف التكاليف بينما ستتحمل الحكومة السودانية مع الحكومة شبه المستقلة في الجنوب النصف الاخر. وكان مركز كارتر الامريكي قد قال يوم الثلاثاء انه ارسل أول 16 مراقبا الى انحاء السودان لبدء مراقبة الاستعدادات للتصويت. وقال مركز كارتر في بيان ان اللجنة مازالت تحتاج الى اتخاذ عدة خطوات مهمة من بينها توزيع الاموال وتدريب العاملين ونشر جدول مواعيد تفصيلي. وأكد زعماء الشمال والجنوب الاسبوع الماضي لواشنطن والامم المتحدة ان التصويت سيجري سلميا وفي الموعد المقرر. لكن خلال ايام غير اعداء الحرب الاهلية السابقون تصريحاتهم. وقال محللون ان الثقة بين الجانبين تراجعت الى أدنى مستوى منذ التوصل لسلام. وهدد وزراء من حزب المؤتمر الوطني المهيمن في الشمال الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير برفض نتيجة الاستفتاء اذا لم يف الجنوب بقائمة شروط وقالوا ان الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال قد يفقدون الجنسية والحق في العمل. ورد متحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان يوم الاثنين بتوجيه الاتهام الى الشمال بحشد قوات قوامها 70 الف جندي في مناطق متنازع عليها بالقرب من الحدود التي لم يتم ترسيمها بوضوح والتخطيط لشن هجوم