مثيرة وحسية وغريبة الأطوار! إنها "ليدي جاجا" المطربة المثيرة للجدل التي جاءت من مدينة نيويورك، والملكة المتوجة على عرش موسيقى البوب في الوقت الحالي، إنها الشابة ذات الألف (طلة وطلة) والتي رشحت لجائزة ال"إم.تي.في فيديو ميوزيك أووردز"،“MTV Video Music Awards" لأغاني الفيديو الشعبية (البوب) والتقليدية المصورة، والتي تمنح سنوياً من قبل شركة "إم.تي.في" وتعد بديلاً لجائزة "جرامي" وتسمى (أوسكار الشباب)، وقد أعلنت أول جائزة في الرابع عشر من أيلول /سبتمبر عام 1984 وآخرها في الثاني عشر من أيلول /سبتمبر من العام الجاري على مسرح "نوكيا" في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وهو ما يؤكد أن نجمة موسيقى البوب اصبحت بالفعل تتولى زمام الأمور في الحيز الذي حدده إيقاع الموسيقى الحالي بما يحويه من وسائل حديثة وإعلام جديد. أطلقت هذه البريمادونا او المغنية الشهيرة، يوم الاثنين الموافق 30 آب/ أغسطس 2010، أغنية مصورة ذات موضوع جديد تحمل اسم "ليفينج أون ذا راديو" “Living on the Radio" أو "على الراديو" وقد قدمتها في حفل مدينة "مينيسوتا" في الولاياتالمتحدةالأمريكية. إنها حالة من التواضع والحشمة الزائفة! وقد حققت انتشارا واسعا ونالت شعبية كبيرة على شبكة "الفيس بوك" للتواصل الاجتماعي و "اليوتيوب" وكذلك على شبكة "تويتر" الاجتماعية. ولا تخفي المغنية الشابة إعجابها بنجم موسيقى الروك "فريدي ميركوري"، المعروف باسم "الزئبق" والذي توفي عام 1991 وبفرقة "كوين" “Queen" التي تكونت في لندن عام 1970 ثم انضم إليها "فريدي ميركوري" فقد استوحت اسمها الفني من أغنية "راديو جاجا" “Radio Ga Ga" لهذه الفرقة البريطانية الأسطورية، وقد أهلها نجاحها وأسلوبها المثير من الإطاحة مؤخراً بمواطنتها "بريتني سبيرز" من على عرش خدمة الرسائل القصيرة بأقل من ستة ملايين مشترك عن طريق "التويت" أو "الرسائل القصيرة الخاصة بتويتر". بل وتفوقت خلال مسيرتها الفنية عبر شبكة الإنترنت على الرئيس الأمريكي، "باراك أوباما" نفسه، بالرغم مما عرف عنه من مهارة فائقة كخطيب مفوه ومتحدث بارع في وسائل الإعلام الجديدة والحديثة ولم يذهب كل ذلك سدى فقد أعلنتها مجلة "تايم" مؤخرا الفنانة الأكثر تأثيراً لعام 2010. تعد أغانيها المصورة تتويجا ل"أداء" جميع موسيقي ومطربي البوب خلال الثلاثين عاماً الأخيرة ويمكن تحميل لقطات منها من عبر موقع "اليوتيوب" ومشاهدتها مجاناً على "قناة فيفو" “Vevo"، والذي يعتبر موقعا مخصصا لعرض الأشرطة الموسيقية المصورة برعاية شركة "سوني" للأسطوانات، والتي تسعى من خلال ذلك إلى مواكبة الأعمال التجارية الخاصة بالموسيقى أو إذا جاز التعبير "بيزنس" الموسيقى المتزايد والذي ينمو يوماً بعد يوم على الشبكة العنكبوتية، هناك حيث العقود الآجلة والمستقبل المشرق والأجيال الذكية واللجوء إلى التحميل بصورة عملية قبل التفكير في الوسائط الإعلامية التقليدية كال"سي دي" أو الأقراص المضغوطة (الدي في دي ). وننتقل إلى "جاستين بيبير" والذي يعد تجربة أخرى أو اختبار آخر لفقاعات وسائل الإعلام الرقمية، وهو مطرب كندي شاب في السادسة عشرة من العمر، بدأ مشواره الفني عام 2007 مع موسيقى البوب وموسيقى ال(آر ن بي) وهو الوحيد الذي استطاع أن يقف في مواجهة "ليدي جاجا"! على الأقل فيما يختص بالرمزية، حيث حقق انتشارا مؤثرا وجدير بالاحترام على "اليوتيوب". وطبقاً للأرقام والإحصائيات فقط حظي “Baby" أو "حبيبي"، الشريط المصور الذي قام بتقييمه أكثر من ثلاثمائة مليون زائر ومشاهد في مقابل مائتين وسبعون مليون ل “Bad Romance" أو "رومانسية سيئة"، المتربع على عرش "اليوتيوب" ونجم هذه الموقع لمغنية نيويورك المتألقة. إن النجاح في الشبكة يقارن بين ظاهرتين مختلفتين تماماً إحداهما سلسة وطيعة كحلوى الكرامل والأخرى غريبة الأطوار وولودة وغزيرة الإنتاج!. وتعليقاً على ترشيحها الثالث عشر لجائزة "إم.تي.في آووردز" “MTV Awards" في أيلول/ سبتمبر ، والذي يعد رقماً قياسياً في حد ذاته، قالت ليدي جاجا: "أشعر أنه قد تم تكريمي من قبل كل المسوخ والكائنات الخرافية الصغيرة، (Freaks) التي أعلنت عن نفسها أو "نزوات وكائنات الكون الغريبة والاستثنائية"، مما يجعلنا نسترجع فيلم الرعب الأمريكي الذي أنتجته شركة "مترو جولدن ماير" عام 1932، والذي أطلق عليه الإسم ذاته “Freaks" "المسوخ" وقد تلاعبت كذلك بكلمات ألبومها “The Fame Monster" أو "الوحش الشهير"، الذي أصدرته في الثامن عشر من تشرين ثان/ نوفمبر عام 2009. وفي الوقت نفسه أشارت إلى جولتها الموسيقية الثانية التي عرفت باسم „The Monster Ball Tour" أو "جولة كرة المسخ"، وهي جولة فنية لدعم ألبومها الثاني "المسخ الشهير". وفي حين تجاسرت قلة قليلة على طرح تساؤل حول النجمة الجديدة لموسيقى البوب والمنتشرة كالمخدرات والمؤثرة نفسياً، والتشكيك في موهبتها الفنية، لا يزال يتوجب على "بيبير" أن يصنع اسما موسيقياً يلفت به أنظار الكثيرين من الخبراء ! هذا بينما تتفاخر وتتباهى والدته (باتي ماليت) بأن هذا المغني اعتمد على نفسه وعلم نفسه بنفسه أسلوب العزف على آلة البيانو والجيتار وأن شهرته تعتمد في الأساس على مقاطع الفيديو المنزلي على اليوتيوب. ومن هنا نجزم أن الهالة حول هذا الشاب والإقبال عليه ما هي إلا عن طريق وسائل الإعلام الحديثة، حيث أعلن، على هامش حفله الموسيقي الذي أقيم مؤخرا في قلب "منهاتن"، على ال"تويتر" الخاص به: "أنا متحمس ! نعم إنها حديقة ميدان (ماديسون سكوير)"، أما بالنسبة لل"فيس بوك" فقد أثار هذا المراهق حالة من الهستريا بين معجباته الشابات واللائي وصل عددهن حتى يومنا هذا إلى أكثر من 5ر10مليون. ومع كل هذا وذاك لا تزال "ليدي جاجا" تفرض سيطرتها على الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية من حيث عدد المعجبين الذي وصل 6ر16 مليون وتظهر في مدونة "قبلة إلى الملكة" صورة لهذه ال"ديفا" أو "البريمادونا" الساحرة الخلابة مع فرقة “Kiss" أو "قبلة" التي تألقت في منتصف السبعينيات. ونشير هنا إلى أن كل ما نشر يبرز غالبا البراعة الفنية الفائقة لهذه المغنية، ذات الاربعة وعشرين ربيعاً، في كيفية الترويج لفيديو كليب "ألكساندر"على شبكة الإنترنت بما في ذلك موقعها الخاص "ليدي جاجا دوت كوم" “LadyGaga.com" وموقع قناة فيفو واليوتيوب، فتنتبه إلى ظهور الفنانة في الوقت المناسب، على سبيل المثال، دون أن تنسى وضع الوقت الصحيح في المناطق الزمنية المختلفة، وهي مع هذه البراعة الفنية لا تتوانى أو تتردد في الحديث عن تعاطي العقاقير والمخدرات. وتطلق الفنانة الشابة على فريق الإنتاج الخاص بها "منزل جاجا" هذا الفريق الذي ينتشر بدوره على شبكة الإنترنت بأكملها، كما أن موادها الفنية وكل إنتاجها من الأسطوانات بالكامل ما هو إلا نجم ساطع في مجال الموسيقى يمكننا التواصل معه مجاناً عن طريق موقع "سبوتفي دوت كوم" أو “Spotify.com" والكثير غيره من المواقع والوسائط الفنية والإعلامية الأخرى.