نظم عشرات النشطاء سلسلة بشرية في مدينة نصر بشرق العاصمة المصرية القاهرة، ضمن عدد من الخطوات الهادفة إلى الضغط على الحكومة -ممثلة في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات- من أجل تنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا القاضي بحجب المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت. ورفع المشاركون في السلسلة التي نظمتها حملة "بيور نت" لافتات تطالب الحكومة بالتدخل "الفوري الجاد" لمنع الوصول إلى هذه المواقع، حرصا على الأسرة المصرية وتقاليد المجتمع، متهمين الجهات المختصة بالتقاعس عن تنفيذ الحكم القضائي من أجل خدمة مصالح مجموعة من الشركات التي تقدم خدمات الإنترنت وتحقق أرباحا كبيرة كلما زاد الدخول على هذه المواقع. وألقى جانب من اللافتات باللوم على رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عمرو بدوي، حيث اتهموه بالتقصير ومخالفة القانون بعدم تنفيذه حكما باتا واجبَ النفاذ من المحكمة الإدارية العليا. من جانبه حرص منسق حملة "بيور نت" محمد رائد على التأكيد أن هذه السلسلة البشرية لن تكون آخر الفعاليات، موضحا للجزيرة نت أن الحملة ستنظم وقفة احتجاجية يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو اليوم المحدد لنظر دعوى تطلب إلزام الجهات المختصة بتنفيذ الحكم القضائي. أبعاد كثيرة أما الشاب أحمد عاطف فقال للجزيرة نت إنه حرص على المشاركة في هذه السلسلة البشرية أملا في توصيل رسالة إلى المسؤولين بضرورة التصدي لهذه الآفة التي تشعبت أبعادها، وتخطت أخطارها فئة الشباب والفتيات لتصل إلى الأطفال في بعض الأحيان. وأشار عاطف إلى ما نشر في الإعلام المحلي مؤخرا عن انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في الشوارع والمواصلات العامة، وأكد أن من بين أسبابها إدمان البعض الدخول على المواقع الإباحية، وهو أمر لا يحتاج إلا كتابة كلمات بسيطة للوصول إليه عبر أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية. وبدوره فإن عبد الرحمن السرجاني -أحد منظمي السلسلة- يرى أن الأمر بات خطيرا ولا بد من المصارحة والمكاشفة بشأنه، بعدما انتشر الفساد وأصبح بإمكان الأطفال مشاهدة المواقع الإباحية عبر الهواتف، مستشهدا بالآية الكريمة التي تقول "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس". عبد الرحمن السرجانى: على الحكومة ضرورة المسارعة ويعتقد السرجاني أن الأمر لا يحتمل أي تباطؤ أو تراخ، مشيرا إلى أن دولا كثيرة سبقت إلى حجب هذه المواقع بعضها عربي مسلم كتونس وبعضها غير ذلك كالصين، والأولى بمصر أن تسارع إلى ذلك لحماية النشء والحفاظ على المبادئ الدينية والتقاليد المجتمعية. وتساءل مشارك آخر هو محمد عبد الهادي، كيف لمصر الثورة التي يقودها رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أن تسمح باستمرار هذه المواقع؟ كما انتقد تصريحات وردت مؤخرا على لسان وزير الاتصالات هاني محمود قال فيها إن حجب المواقع الإباحية ممكن، لكن تكلفته باهظة. ورفض عبد الهادي قول الوزير إن حل المشكلة لا يكون بحجب المواقع وإنما بزيادة الوعي لدى الشباب بأضرارها، مؤكدا أن هذه المواقع مخالفة للدين والأخلاق والعرف والتقاليد، فضلا عن كونها مدمرة للشباب والأسرة والمجتمع، ولذلك فمن الواجب المسارعة إلى إغلاقها دون مماحكات أو تبريرات.