من المشاهد المألوفة داخل البيوت السودانية ( الكرور)... أو (الخردة) تلك الادوات التى يتم تجميعها داخل المخزن، أو في أسطح المنازل وفي بعض الأحيان نجدها في ركن قصي من أركان البيوت ، مع العلم أن هذه (الخردوات) في زماننا هذا أصبحت تجارة متخصصة ذات أرباح مجدية حيث يتم إعادة تصنيعها والإستفادة منها...(السوداني) تجولت داخل بعض المخازن وتقصت حول الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية: إرتفاع أسعار: التاجر ميرغني السماني وشقيقه محمد هما تجار (خردة) سألناهما عن عملهما...فقال ميرغني:(والله الأوضاع متقلبة يعني في اليوم بنكسب 20 -30 جنيها، وأضاف هنالك زيادة في حركة البيع ناتجة عن الزيادة في أسعار الخردة، فمثلاً كيلو الحديد من 400 قرش إرتفع إلي 2 جنيه والنحاس إرتفع من 4 جنيه إلي 32 جنيها للكيلو والالمونيوم إرتفع من2 جنيه إلي 10 جنيهات للكيلو أما البطاريات إرتفع سعرها من 1جنيه إلي 4 جنيهات). وقت الضيق: وعن الموضوع يحكي الطالب بجامعة امدرمان الأهلية معز الفاتح ويقول :أنا دائماً عندما أعلن إفلاسي أذهب إلى المخزن وأقوم ببيع بعض الخردة) وزاد : (والله الخردة بتنفع وقت الضيق وخصوصاً مع ( الفلس الحاصل الأيام دي)... وأضاف ضاحكاً : والدتي تقوم بتجميع (جركانات الزيت وأنا مابقصر في البيع). مشاكل صحية: على ذات السياق تقول المحاسبة مي صديق : (أم صديقتي تقوم بتجميع (الخردة) ودائماً ماتحكي لي صديقتي عن مخزنهم وعند زيارتي لها بالمنزل دعتني إلى مشاهدة المخزن وتفاجأت كثيراً لأنني وجدته ممتلئا بالأجهزة الكهربائية المعطلة والحديد والخشب وكمية من الأحذية والملابس القديمة وتوجد أشياء كثيرة لا فائدة منها، وأضافت: (إن هذه الخردة المتجمعة قد تجمع الغبار والحشرات والفئران وقد تسبب مشاكل صحية وأيضاً قد تشوه منظر المنزل). إضطراب شخصية: ويؤكد علماء النفس إن الأشخاص العاديين يقومون بتجميع أشياء تتعلق بهواياتهم أو اشياء تكون ذات فائدة ولكن عندما تكون هذه الأشياء التي يتم تجميعها لا فائدة منها أو مجرد أوساخ فهذا عرض من أعراض إضطراب الشخصية الإستحواذي أو (الوسواس القهري) وقد تحدث مواجهة منهم بالعنف أو الغضب عندما نحاول التخلص منها لذا ينصحون بإستشارة الأخصائي النفسي. السوداني