راجت في الفترة الاخيرة تجارة شراء وبيع الحديد الخردة في الاحياء السكنية والاسواق على حد سواء واصبح بعض الناس في البيوت يصنفون نفاياتهم بانفسهم للاستفادة باكبر قدر ممكن من الفوائد ويستخدمون المبالغ في تغطية المنصرفات المنزلية كالكهرباء والمياه و غيرها. في البدء التقينا خليل حسين خليل بالمنطقة الصناعية الجديدة «جبرة « وهو يوزن الحديد الذي اشتراه في نفس لحظة حضورنا وبعد ان اتم عمله تحدث الينا وقال « نحن في هذا المكان نعمل في حديد الخردة وعندنا ناس يذهبوا للاحياء ويشتروا الحديد الخردة من المواطنين ويحضروا الينا بالحديد ونشتريه منهم بسعر الكيلو جنيه وعندما تتجمع لدينا كمية كبيرة نبيعها للموردين وهم بدورهم يبيعوا الحديد الخردة لاصحاب المصانع ،وبالنسبة لدينا هذا العمل مصدر رزق لينا وبنعيش منه نحن والذين يتجولون ويبيعون من المواطنين في الاحياء ،ونحن نتعامل مع كل انواع الحديد مثل الحديد والحديد الظهر والنحاس الاصفر والاحمر وايضا في احيان البلاستيك الناشف والطري لكن علينا منصرفات مثل الايجار ورسوم النفايات والمحلية «. وفي الشارع المقابل من لقائنا مع خليل التقينا مع أبكر صديق وقال لنا « فوائدنا قليلة جدا ونحن نستفيد اقل من الناس البجيبوا الحديد من الاحياء ونحن نبيع الحديد الخردة للتجار وهم بيبيعوا لناس مصانع الحديد ، وكل انواع الحديد بنشتغل فيه بدون فرز لكن انا ما شغال في البلاستيك وفي ناس شغالين في البلاستيك وعلينا التزامات ايجارات ورسوم محلية ونفايات والمواصفات للموازين ، ونحن نقدم فائدة لكل الناس في ناس بتقعد في رواكيبنا بترتاح وفي مواطنين بجيبوا الحديد الخردة مباشرة من بيوتهم وبستفيدوا اكثر . وتوجهنا باسئلتنا الى الخبير الاقتصادي د. عبدالعظيم المهل ليوضح بدايات فكرة بيع الحديد الخردة واهميتها والفوائد التي تعود على الاقتصاد والمجتمع وقال « واحدة من فوائد مصانع الحديد في السودان هي الاستثمار في الحديد الخردة وفي الحقيقة اعتمد السودان سابقا في الحديد على المسبك المركزي لكن نشاطه كان محدودا للغاية لذلك تأخر السودان كثيرا في الدخول في مجال مصانع الحديد مقارنة بالدول الاخرى وكان من المفترض ولوج عمل الحديد في وقت مبكر من ذلك . ويواصل المهل حديثه « الدخول الى مجال صناعة الحديد بدأ بمصنع واحد ثم تمدد عدد المصانع ووصل الى 8 مصانع الآن وهذه المصانع لم تعتمد فقط على الخام المستورد بل اعتمدت على الحديد الخردة والذي كان يصدر للخارج . ويشرح المهل الوضع في السابق قبل وجود تجارة الحديد الخردة ويقول « في السابق كان الحديد الخردة عبئاً ومورداً مهدراً وفي المدن كان مسبباً اساسياً للامراض بالاضافة للمساوئ الامنية والاجتماعية مثل كونه بيئة مواتية لمروجي المخدرات «. ويوضح المهل صورة تجارة الحديد الخردة « بعد قيام مصانع الحديد اصبحت تجارة رائجة خاصة للاطفال الفقراء يجمعون الحديد الخردة وهم يحصلون على مكاسب جيدة ومعظمهم يحصلون على مكاسب جيدة تفوق مرتبات الموظفين . وكانت تجارة الخردة ينظر لها في البداية على انها تجارة هامشية وقذرة و تجارة متشردين اما الآن تعتبر تجارة ضخمة ويجني منها التجار فوائد كبيرة وتوفر للدوله مبالغ كبيرة من النقد الاجنبي الذي كان يستورد به الحديد المستورد. وعن حجم تجارة الخردة والمأمول منها يقول المهل « تبلغ حوالي 100 مليون دولار سنويا وهناك فائدة اخرى جاءت عبر تجارة الخردة وهي تكوين المصانع الصغيرة للحديد المعتمدة على الحديد الخردة خصوصا مع وجود اجهزة استكشاف المعادن في مناطق الشمالية ودارفور وهي معروفة بذلك ومن المتوقع نمو هذه التجارة بزيادة استيراد العربات وتغيير انماط الاستهلاك للمواطن لذلك نجد ان تجارة الخردة ادت الى ادوارجديدة للاقتصاد والمجتمع وادخال مفهوم اعادة التدوير عبر منظور بيئي ووفرت عدداً كبيراً من الوظائف .