مشكلة طالبات دارفور أصبحت في طور الحل الفارس الجحّجاح..يصرخ ويقول.. ها أنا شيال التقيلة..!! باسرع ما يكون جاء الرد على مقالي الذي كتبته في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي حول طرد طالبات دارفور من الداخليات في ليل محزن مما أشعرنا بالخزي والعار، وكنت قد تساءلت: أين ذهب ضوء القبيلة الفارس الجحّجاح..؟. أين ذهب دخري الحوبة للدموع مساح..؟. أين ذهب شيال الثقيلة المابتهزو رياح الما بهمو المال إن كثر ان راح..؟!. وبعد ساعات قليلة من نشر المقال في موقع (الراكوبة) وصلتني ردود الأفعال الرسالة الأولى من أخوة كرماء يعملون في المجال القانوني بشروني بأن عملاً يجري حالياً لحل هذه المشكلة وقال أحدهم لي في رسالة بريدية. "كما تعلم موضوع الداخليات موضوع قديم، كنا نعالجه بطريقة منظمة منذ عام 1977 - 1978 بواسطة رابطة أبناء دارفور وكنا ننسق مع الروابط المشابهة في الجامعات الأخرى لكن هنالك فرق كبير أولاً لأن العدد كان مقدوراً عليه آنذاك، و يكفي منزل واحد لطالبات دارفور من جامعة كاملة مثل الاسلامية، وهكذا و الفرق الثاني هو موقف الحكومة الحالية المعادي لأهل دارفور المسالم منهم والمقاتل والحليف والمعادي وهي عنصرية سافرة ما أنزل الله بها من سلطان. أما الجهود خلال السنوات الماضية فهذه لا تعدو كونها مبادرات افراد .. نأمل ترقيتها لتكون مؤسسية و لكن ما دامت هذه الحكومة بذات السلوك أتوقع أن تعرقل أي عمل مؤسسي من أجل تجفيف الخرطوم من أبناء و بنات دارفور، لهذا تجد الكثيرين من أبناء دارفور يعملون أفراداً لانقاذ ما يمكن إنقاذه من أضرار الحكومة، و نسأل الله التوفيق". وفي رسالة أخرى اقترح عليّ أحد الأخوة الأفاضل تأسيس صندوق خيري يقوم بواجب تأجير بنايات لسكن الطلبة والطالبات يدفع ايجارها مقدماً لمدة سنة كاملة ثم يُجدد من خلال عقود ايجار موثقة قانونياً. لكن لم تمضي ساعة على هذا المقترح حتى فوجئت باتصال هاتفي من إحدى الاخوات التي دعتني من موقعي الاعلامي والصحفي دعوة أبناء السودان من أصحاب الخير والبر والتقوى لحل هذه المشكلة جذرياً، كما تحدثت في اتصالها الهاتفي بألم وحزن عميقين عن الممارسات اللانسانية التي تمارسها الأجهزة الأمنية الرسمية مع عموم أبناء دارفور في العاصمة الخرطوم وتحدثت بحرقة عبرت عن حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعشنها في ظروف صعبة للغاية. وفي اليوم الثاني لنشر المقال الذي تم تعميمه بكل المواقع الالكترونية ذات السقف العالي من الحرية والشفافية بدأت تتشكل أفكاراً عملية أكثر انسانية وبشكل خاص من موقع سودانيزأونلاين بقيادة الأخت الفضلى الكريمة تيسير عووضة، والاخ الكريم هاني أرباب، وتم فتح باب التبرعات وبفضل الله الآن تم جمع مبلغ ولازالت الحملة مستمرة والتبرعات تتدّفق. ومن خلال موقع التواصل الإجتماعي الكبير الفيس بوك قادت الأخت الكريمة الاعلامية البارزة أماني العجب حملة للتبرع لحل مشكلة طالبات دارفور، الحملة الآن بفضل الله تتسع ساعة بعد ساعة من الاخوة المغتربين بدول الخليج العربي والولايات المتحدةالأمريكية حيث الأخت الفضلى الكريمة عفراء سند تتولى استلام التبرعات، وعلمت بأن مجموع هذه التبرعات يُرسل لأخوة كرام في العاصمة الخرطوم وهم بدورهم سيقومون بالتصرف في المبلغ على الوجه الذي يحل هذه المعضلة، ومن المتوقع أن تسفر الأيام المقبلة عن الرقم الكلي الذي تم جمعه. اليوم أخلد للنوم وأنا سعيد للغاية فإن الفارس الجحجاح موجود وقد أطمئنيت لذلك بفضل الله تعالى فإن هذا الفارس وجمل الشيل هو الشعب السوداني العظيم، هذا الدُر النفيس مهما قلنا في حقه فهو أكبر من كلمات شكر في حقه، لكن تبقى كلمات شكر وعرفان نوجهها مع دعوات صالحات صادقات للأخوة الأعزاء في منبر سودانيزأونلاين لإنسانيتهم ووطنيتهم الغيورة، ولجميع السودانيين المنتشرين على نطاقع واسع في (الفيس بوك) الذين تفاعلوا مع الحملة الانسانية لحل مشكلة طالبات دارفور. حفظ الله كل أبناء السودان من كل شر وجمع كلمتهم وبارك في عملهم وفي صحتهم، فإنكم قد وقفتم مع أبناء وبنات دارفور في حل مشكلة السكن، أما مشكلة القمع الأمني والضرب والتكيل بأبناء وبنات دارفور فإن الله سبحانه وتعالى هذا ذو القوة المتين وهو الكفيل بهم. [email protected]