سبرينغفيلد (الولاياتالمتحدة) - في ولاية فرجينيا المحورية للانتخابات الرئاسية الاميركية، كان الخلاف حول الاجهاض عنيفا الى حد ان الحاكم الجمهوري لقب ب"حاكم الصورة الصوتية"، وبات من المحتمل ان تؤثر القضايا الاجتماعية واصوات النساء على نتائج الاقتراع. وقالت غاي شلبي "بالفعل ان قضية الاجهاض كانت موضوعا مهما" في فرجينيا. وكانت شلبي تحمل لافتة كتب عليها "ميت رومني رئيسا" عند خروجها من لقاء انتخابي عقده المرشح الجمهوري للبيت الابيض في سبرينغفيلد (فرجينيا). واضافت شلبي الشقراء الاربعينية التي تعلم الرياضة البدنية في وودبريدج "الاجهاض لن يحدد الاصوات لكن الجمهوريين والديموقراطيين متقاربون الى درجة ان اي شيء يمكن ان يرجح كفة الميزان". وتعتبر فرجينيا القريبة من واشنطن واحدة من عشر ولايات ينشط فيها رومني والرئيس الاميركي باراك اوباما بشكل حثيث لكسب الاصوات. وتعتبر اصوات الناخبين في هذه الولايات حاسمة في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر. وصوتت فرجينيا المؤيدة تقليديا للجمهوريين للرئيس الجمهوري جورج بوش في 2004 ثم لاوباما الديموقراطي في 2008 قبل ان تعطي الغالبية للجمهوريين في الهيئات المحلية وفي الكونغرس. وستعتبر خسارة رومني في هذه الولاية بمثابة فشل ذريع. وفي فرجينيا، كان لمسالة الاجهاض وقع اكبر منها في ولايات اخرى، اذ تم التركيز على ما اعتبرته الناشطات للدفاع عن حقوق النساء "حربا ضد النساء" يشنها جمهوريون. والمسالة حساسة في كل انحاء البلاد. واي مشروع قانون او بيان يزيد من حدة النقاش بين "انصار الحياة" من معارضي الاجهاض و"مؤيدي حرية الاختيار"، وذلك علاوة على النقاش الوطني اثر الاصلاح الصحي الذي حققه اوباما والشق المتعلق بالوقاية من الحمل الذي يرفضه الكاثوليك. ورومني نفسه بعد ان كان من مؤيدي الحق في الاجهاض تراجع عن موقفه. وبات اليوم من معارضيه الا في حالة الاغتصاب او السفاح وهو موقف يعتبر ليبراليا مقارنة ببول راين المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الذي يعارض الاجهاض في كل الحالات. وباتت فرجينيا في واجهة النقاش الوطني بعد اصدار الحكومة المحلية العديد من القوانين والتشريعات الجديدة التي تحد من امكان اجراء اجهاض. ويعود السبب في حصول الحاكم الجمهوري بوب ماكدونال على لقب "حاكم الصورة الصوتية " الى قانون يفرض على اي امراة تريد الخضوع لاجهاض ان تجري صورة صوتية وهو ما يعتبره المعارضون اجراء مهينا وغير مجد. واعتبرت كارول ابرامز (58 عاما) الناشطة الديموقراطية والتي تعمل مرشدة سياحية في الكسندريا ان النواب الجمهوريين "يحرمون النساء في فرجينيا بالتدريج من امكان اجراء اجهاض". واضافت "بالنسبة لي ارى انه من المهم ان يتم الحفاظ على هذا الحق". ويقول جيفري سكيلي المحلل في المركز من اجل السياسة في جامعة فرجينيا لوكالة فرانس برس ان "الاجهاض ليس المسالة المحورية في الانتخابات الرئاسية لكنه يلعب بالتاكيد دورا اكثر اهمية في فرجينيا من سواها بسبب كل هذه القرارات". واضاف سكيلي ان "الاقتصاد يحتل المرتبة الاولى لكن الاحداث السابقة تلعب دورا ولهذا السبب يتقدم اوباما بعشر نقاط على رومني بين النساء في فرجينيا". وفي الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الراي الى تقدم طفيف للرئيس المنتهية ولايته، يضاعف المعسكران جهودهما. وتعتبر فرجينيا احدى الولايات التي شهدت العدد الاكبر من الزيارات التي بلغت 16 من قبل اوباما و11 من رومني. كما توزع الاعلانات على صناديق البريد وشاشات التلفزيونات. فقد اطلق مؤيدو حرية الاختيار للمراة من منظمة "نارال" حملة استهدفت بحسب احدى المسؤولات الينا يارموسكي "النساء المحرومات من التمثيل و(المتحدرات) من اقليات او هن امهات عازبات او من الاكثر فقرا وذلك لايصال صوتهن". وفي الجانب الاخر، صرفت مجموعة "وومن سبيك آوت" المعارضة للاجهاض 500 الف دولار على اعلانات تلفزيونية في ثلاث ولايات اساسية احداها فرجينيا للتنديد ب"الارقام القياسية التي حققها اوباما في ما يتعلق بالاجهاض".