أحاسيس ومشاعر متداخلة منها المفرح والمحزن.. المضحك والمبكي.. تطفو على وجه الانسان.. تنعكس على حديثه وتصرفاته وفي تعامله مع الناس.. ولكن الشعور بالحسرة أشد ملوحة من أية مشاعر أخرى.. تتمدد مساحاتها في دواخل الشخص وتكون مؤلمة وساخنة تمتلكه وربما يعيش على تأثيرها العمر كله لأن مرارتها تظل عالقة في حلقه مهما فعل لازالتها بصنع اللحظات «الحلوة»..! «الحسرة» شعور موجع للحد البعيد.. يهرب الجميع منها.. يتفادى الناس مسبباتها.. والدخول في نفقها المظلم.. و«الحسرة» على الحب الضائع والسلوان والهجر اكثر مرارة من «الحسرة» على أشياء أخرى فالأسف عليها يصل عمقاً بلا نهاية لذلك احتشدت معاني «الحسرة» في الأغنيات السودانية.. وكانت رائعة سيد خليفة «في ربيع الحب كنا نتناجى ونغني.. نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن.. ثم ضاع الأمس مني وانطوت في القلب حسرة».. ايضاً زيدان ابراهيم تغنى ب «شفت الدموع خلف الرموش مكبوتة بي حسرة وضياع» وصدح الراحل مصطفى سيد أحمد «وبقيت اغني عليك غناوي الحسرة والأسف الطويل.. عشان اجيب ليك الفرح ندمان مشيت للمستحيل».. المخضرم التجاني حاج موسى قال: لا شك في ان الأغنيات السودانية مليئة بمفردات الحسرة والندم ولكنها لا تخلو من الفرح الجميل وان كانت مساحته ضيقة عندنا.. بينما تتسع مساحة «الحسرة» وقال: كتبت «ليه كل العذاب ليه كل الألم بزرع في المحبة وحصادي العشم» ودائماً ما يتحسر الشخص على أشياء جميلة فعلها ولم يجد مقابلها سوى الجحود والنكران.. الخرطوم: خديجة عائد