أفادت اليوم صحيفة التلغراف البريطانية بأن وكالات إنفاذ القانون في الولاياتالمتحدة وأوروبا تقوم الآن بتتبع مجرمي إنترنت دوليين قاموا بسرقة 70 مليون دولار باستخدام فيروس حاسوبي نجح في الاستيلاء على كلمات مرور وتفاصيل خاصة بحسابات مصرفية. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي إن العملية التي تعرف ب Trident Breach قد بدأت في أيار/ مايو عام 2009، عندما تم إخطار عملاء موجودين في نبراسكا بجزء من الأموال المسروقة، التي كانت تتدفق في دفعات ضخمة إلى 46 حساب مصرفي بجميع أنحاء الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة في السياق ذاته إلى أن السلطات الأوكرانية تمكنت من تحديد هوية خمسة أشخاص، يُعتقد أنهم شاركوا في جانب من السرقات، وأن أوكرانيا قامت كذلك بتنفيذ ثمانية أوامر تفتيش في التحقيق الجاري. وأوضحت الصحيفة أن معظم الضحايا كانوا شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، ليس لديها المال الذي يكفي للاستثمار في الأمن الحاسوبي رفيع المستوى. وقد وُجِّهت يوم الخميس الماضي اتهامات إلى 37 شخصاً في مستندات تم كشف النقاب عنها في محكمة اتحادية بمانهاتن بالتآمر لارتكاب احتيال مصرفي، وعمليات غسيل أموال، واستخدام هويات وجوازات سفر مزورة خلال قيامهم بالهجوم على العشرات من حسابات الضحايا المصرفية. وقد تم توجيه اتهامات إلى 55 شخصاً في إحدى محاكم الدولة بمانهاتن. وقالت الصحيفة إن تلك الواقعة تأتي بعد أيام من إلقاء الشرطة البريطانية القبض على تسعة عشر شخصاً، لسرقتهم ما يصل إلى 6 مليون إسترليني من حسابات مصرفية في المملكة المتحدة، بعد أن شنوا هجوماً على الحواسيب بفيروس يعرف باسم "زيوس". في ما ذكرت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" قدموا تفاصيل جديدة عن تحقيق موسع يشتمل على اعتقالات تمت في وقت سابق من الأسبوع لأشخاص يشتبه تورطهم في شبكة تم تكليفها بنقل الأموال المسروقة عبر حسابات مصرفية فُتِحَت بأسماء وهمية. ثم مضت الصحيفة الأميركية لتنقل في السياق ذاته عن راشل براون، الوكيل الخاص بشعبة الإنترنت في مكتب التحقيقات الفيدرالي، قوله إن الشبكة ركزت على الحسابات المصرفية الخاصة بالبلديات والكنائس، بالإضافة إلى حسابات الشركات الصغيرة. واستناداً إلى ما أوردته الصحيفة من معلومات، فإن السلطات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهولندا وأوكرانيا قد قامت باعتقال أو اتهام ما يزيد عن مئة شخص. وأشار الإف بي آي إلى أن المنظمة التي تدير شبكة القرصنة كان من بينها مبرمجو شفرات حاسوبية في أوكرانيا، ومشغلو الشبكة المكلفة بتحويل الأموال المنتشرون في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأوكرانيا. كما اتضح أن معظم الضحايا كانوا في الولاياتالمتحدة، رغم استهداف بعض الحسابات المصرفية أيضاً في بريطانيا وهولندا والمكسيك. وأوضح مسؤولو الإف بي آي كذلك أن اللصوص الذين يستعينون بتكرارات برنامج زيوس الحاسوبي تمكنوا من سرقة مئات الآلاف من الدولارات في وقت واحد – وهو ما عزوه إلى تركيز أعضاء شبكة الاحتيال على حسابات الشركات بدلاً من المستهلكين الأفراد. وقال المحققون أيضاً إن الصفقات التي كان يحاول المجرمون إتمامها كانت ستسفر عن خسائر تصل إلى 220 مليون دولار، لكن عدداً كبيراً منها لم يتم. أما صحيفة واشنطن بوست الأميركية فنقلت من جانبها عن غوردون سنو، المدير المساعد المسؤول عن شعبة الإنترنت في الإف بي آي، قوله " تلعب وكالات الشرطة في الخارج دوراً في إيجاد المجرمين الذين قاموا بتصميم البرمجيات الخبيثة، والأشخاص الآخرين الذين قاموا باستخدامها، والآخرين الذين قاموا بتحويل الأموال المسروقة إلى أماكن آمنة بعيدة مثل هونغ كونغ، وسنغافورة، وقبرص". بينما ذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن اتهامات قد وُجِّهت إلى أكثر من 80 شخصاً بعد سرقة مبلغ يقدر ب 3 مليون دولار عن طريق فيروس حاسوبي من حسابات بمصارف أميركية على يد مجموعة من القراصنة في شرق أوروبا. وأفادت الصحيفة بأن المحتالين استعانوا بطلاب أميركيين في عملية السرقة لفتح حسابات مصرفية في الولاياتالمتحدة، وهي التي تم استخدامها بعد ذلك لتحويل الأموال التي سُرِقَت ضمن نظام السرقة الإلكتروني. من جانبها، قارنت المحامية بريت بهارارا، بين مجرمي الإنترنت ولصوص البنوك التقليديين، بقولها :" قد تكون الفأرة ولوحة المفاتيح أكثر فعالية من البندقية والقناع. وقد كان من بين ضحايا الهجمات الاحتيالية الأخيرة خمسة بنوك وحسابات خاصة بعشرات الأفراد في أميركا".