فيما استمر قصف ميليشيات ليبية تعمل تحت راية وزارة الدفاع لبني وليد مما يعكس الانقسامات العميقة في البلاد بعد عام من مقتل الزعيم السابق، أعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه البالغ من تصاعد وتيرة أعمال العنف والقتال في المدينة الليبية، ومن الأنباء التي تتردد عن اقتحام مبنى البرلمان الليبي وقناة 'ليبيا الحرة' في طرابلس. واقتحم زهاء 500 شخص مجمع المؤتمر الوطني العام في ليبيا مساء الأحد مطالبين بوقف العنف في بلدة بني وليد التي تتعرض للقصف من قبل رجال ميليشيات من مصراتة. وتقصف ميليشيات ليبية متحالفة مع وزارة الدفاع ينتمي كثير من افرادها الى مصراتة بلدة بني وليد التي يقطنها 70 الف شخص منذ عدة ايام. وقالت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان 22 شخصا قتلوا واصيب 200 آخرون في الاشتباكات. وقال محتج يدعى نصر الدين 'جئنا لمطالبة الحكومة بايجاد حل سلمي للحرب القبلية المستعرة في بني وليد'. وشق المحتجون غير المسلحين من الرجال والنساء طريقهم متجاوزين حراس الامن عند بوابات مجمع المؤتمر الوطني في طرابلس وهم يهتفون قائلين 'لا إله إلا الله (محمد) المقريف عدو الله' في اشارة الى رئيس المؤتمر الوطني. واقتحم متظاهرون ليبيون من أبناء قبيلة ورفلة مقر قناة 'ليبيا الحرة' في مدينة بنغازي مساء الأحد وقاموا بإتلاف محتوياتها بالكامل، احتجاجا على تغطية القناة للمعارك في بني وليد، على ما افاد مراسل وكالة 'فرانس برس'. وتمكن العديد من المتظاهرين من دخول مقر القناة الواقع بمنطقة الحدائق جنوب بنغازي، واضرموا النار في عدد من المكاتب واتلفوا محتوياتها بالكامل. وقد تمكن عدد من الاعلاميين من الفرار في حين تمت محاصرة عدد آخر في الطابق الثاني أصيبوا بإصابات خفيفة بعد أن قفزوا من السور الخلفي للمبنى. وردد المتظاهرون شعارات منددة بالأخبار التي اذاعتها القناة السبت بشأن القبض على خميس القذافي احد ابناء الزعيم الراحل معمر القذافي، فيما اعتبروا انه يهدف للتغطية على هجوم متمردين سابقين منضوين في الجيش الوطني على هذه المدينة المتهمة بايواء انصار لنظام القذافي. الى ذلك قال المتحدث باسم تكتل شباب ليبيا السياسي، وهو تجمع لعدد من الأحزاب السياسية في مدينة بنغازي، إنه تم تنظيم مظاهرة كبرى امس الاثنين بوسط المدينة، من قبل عدد كبير من الحقوقيين والسياسيين ومؤسسات المجتمع المدني والمتضامنين مع قضية بني وليد. وأضاف مؤيد بوراوي في تصريح لوكالة انباء الشرق الأوسط، 'ان قضية بني وليد وما يحدث بها من معارك، جاء بسبب قرارات خاطئة من رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف، تحت تأثير ضغوط من قبل بعض القبائل في مدينة مصراتة الليبية، التي تحاول الاقتصاص والقيام بأمور انتقامية باتجاه جارتها مدينة بني وليد'. وأوضح بوراوي 'استخدام المؤتمر الوطني لحجج وجود عصابات مسلحة تابعة لنظام القذافي واختباء أعوان بداخل المدينة، وكذلك تداول بعض الأسماء في وسائل الإعلام، التي نعتقد أنها خارج ليبيا حالياً، والإعلان عن إلقاء القبض عليهم، هذا بدوره خطأ إستراتيجي على الأمن القومي الليبي'، محذراً في الوقت ذاته من وقوع حرب أهلية قد تنتقل إلى المدن الليبية المختلفة. من جانبه طالب عبدالرحمن الشاطر عضو المؤتمر الوطني العام بمساءلة الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان، مشيرا في تصريحات لصحيفة 'الوطن' الليبية انه يطالب بإقالة حميدان من منصبه. وأوضح الشاطر انه لا مناص من إعادة ضبّاط الجيش والشرطة إذا اردنا تحقيق الأمن، مشيراً إلى ان 'تهمة الازلام تستعمل لإقصاء الكفاءات لإحلال المتسلقين'.