وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لو داير تسيبنا وقصة غطَّى قدحك
نشر في الراكوبة يوم 04 - 10 - 2010


قصة أغنية: لو داير تسيبنا وقصة غطَّى قدحك
كلمات: إبراهيم الرشيد
غناء: إبراهيم عوض
روى لنا الشاعر الكبير إبراهيم الرشيد إنه كتب أغنية (لو داير تسيبنا) عن قصة حب كان يعيشها مع إحدى الفتيات استمرت لمدة ثمانية سنوات التقيا فيها مرة واحدة وعندما تطورت العلاقة كانا يتحدثان بالهاتف إلا أنهما صدما بعادة (غطِّى قدحك) حيث تقدم للفتاة ابن عمها لتتزوجه فكتب إبراهيم الرشيد الأغنية التي يقول مطلعها:
لو داير تسيبنا جرب وانت سيبنا
لو داير تحب حب وانساه ريدنا
يوم ترجع تصافى نسامحك يا حبيبنا
** **** **
يا عايش فى دنيا من اوهام خيالك
يا تاعب ضميرك وما رتيان لحالك
روق ..وهدى بالك وما تودر شبابك
رفقا بقلوبنا
ورفقا بحياتك
** *** **
لو حنيت لقربى او جافيت مداري
لو فارقت دربى
هواك فى دمايا جاري
يكبر ويبقي قصه.. ارويها لصغاري
نعيش ونموت عليها
ويقولو غرام مثالي
** *** **
انت غرامي عارفه
غرام محرابو راهب
غرامى اخترته مذهب من اسمى المذاهب
ينور لى طريقى .. ويفتح لى مواهب
اشوف املى فى جزيرة
وحبك لى قارب
ويزيد الرشيد ولم يتحول احساسى بحبها الى كره بل على العكس تمنيت لها السعادة والاستقرار فى حياتها الجديدة.
الشاعر إبراهيم الرشيد :خالد أبو الروس أول من اكتشف موهبتي
حوار: رندة بخاري
إبراهيم الرشيد ذلك المبدع الذي شنف آذاننا عبر اشعاره التي تغنى بها كبار الفنانين وعلى رأسهم الفنان الذري إبراهيم عوض .. عقدت حاجب الدهشة وانا ابحث عن هاتف لهذا الشاعر المرهف حيث كانت اجابات بعض من زملائه الشعراء(لانعرف له رقم هاتف) فالرجل منزوي منذ فترة في منزله بسبب المرض ولايفارقه الا لماما وبعد رحلة بحث مضن ارشدني الشاعر مدني النخلي الى منزله الكائن بالخرطوم جبرة لأذهب واجلس إليه ونقلب معا اوراق كثيرة تجدون تفاصيلها في مضابط الحوار التالي
} بدءاً من هو ابراهيم الرشيد ؟
انا من مواليد مدينة أم درمان وتحديدا بيت المال ذلك الحي الأمدرماني العريق واعتبر انني شاعر استثنائي لعدد من الاسباب اولها ان صرخة ميلادي كانت في نفس اليوم الذي انتقل فيه خليل فرح الى الرفيق الأعلى وكان ذلك في العام 1932 م ليشهد ذات العام مولد الفنان محمد وردي في قرية صواردة وبعد اسبوع فقط جاءت صرخة ميلاد البروفيسر علي شمو في مدينة الجنينة فأخذ الله روح احد المبدعين لتأتي ثلاثة ارواح مبدعة.
} من اين انطلقت رحلتك الدراسية ؟
في القدم كانت الخلوة محطة يتوقف عندها الجميع لذا بدأت الدراسة بالالتحاق الى خلوة الفكي عبد الرحمن لاذهب بعدها الى مدرسة الهداية التي كانت تقع في حي عبدالله خليل وبالقرب من منزله، ومن حسن حظي وجدت بمدرسة الهداية الاستاذ خالد أبو الروس الذي كان يدرسنا مادة اللغة العربية وهو من اكتشف موهبتي حيث كنت أكتب القصص القصيرة، فقام بمدي بالكتب والمجلات مثل مجلة المصوّر ... آخر ساعة واذكر ان في تلك الفترة مابين العام 1940 الى العام 1944 كانت الحرب العالمية الثانية وكان في سوق ام درمان زقاق اسمه زقاق العرديبة وكانت وسيلة مواصلات هؤلاء التجار الحمير وكانوا يخصصون لهم موقفا حيث يأتي التاجر ويقوم بربط حماره في (البربندي) وينزِّل السرج من على ظهره ويعطي كلا منهم الحارس قرشاً، وكانوا يحفرون في السوق خنادق معروشة بالقنا اذا ما حدث أمر طارئ ويدخلون اليها بعد سماع صفارة الإنذار وذات يوم القيت القنابل في السوق، فهرع كل من التجار الى حماره فاذا برجل تملك الخوف من قلبه وجاء لفك (البربندي) وصادف ان جاءت امرأة تحمل حطبها وعند سماعها لصوت القنابل انكفت على وجهها فاذا بالرجل يضع السرج على ظهر المرأة حيث ظنها من شدة الخوف انها حماره فطلب مني خالد أبو الروس تصوير هذا المشهد بكتابة شيئ عنه ففكرت عميقاً وتساءلت من أين أبدأ فكتبت أربعة أبيات وهي :
يوم ضربت الصفارة قامت الرجال تتجارى قاصدين خنادق الحارة شدو الولية حمارة
وعندما قرأت على ابو الروس ابياتي هذه ضحك كثيرا فقال لي نجحت في الامتحان، ولكنه قال ما كتبته يعتبر سجع وطلب منى ان اقرأ كتب ومجلات كثيرة.
} مقاطعة من هم ابناء دفعتك؟
دفعتي في المدرسة كل من فيصل محمد سرور ..الفنان صلاح محمد عيسى ...مولانا دفع الله الحاج يوسف الذي تقلد منصب وزير العدل في حكومة نميرى ..محمد محجوب عثمان شقيق عبدالخالق وجمعتني مع هولاء علاقة صداقة وكنا نقوم بتأليف الاناشيد ليتغنى لنا بها الفنان صلاح محمد عيسى صاحب الصوت الجميل لتفرقنا بعد ذلك سبل الحياة ويمضي كل منا الى حال سبيله. وانتقلت انا الى مدرسة الاحفاد الوسطى ليحالفني الحظ مرة اخرى لاجد بالمدرسة الاستاذ أحمد عمر الشيخ الذي كان منشداً بالإذاعة ويقدم اشعار إبن زيدون ليكلفني استاذ عمر بمهام الجمعية الأدبية بجانب تحريري لصحيفة حائطية، وبالمدرسة كان استاذ يدعى احمد علي داش الذي تعلمت على يديه عزف آلة العود وفي رابعة ابتدائي كان من ابناء دفعتى الشاعر الطاهر إبراهيم وبعد اكمال الصف الرابع كان لابد من الانتقال الى مدرسة وادي سيدنا وهي المدرسة الوحيدة فى تلك الحقبة وكان والدى من محدودي الدخل فقررت الاجتهاد وأخذ دروس اضافية من اجل التقوية وقررت ايضا الجلوس لامتحان السكرتير الإداري ومدته عامان وبفضل من الله نجحت ليتم اختياري للعمل فى مصلحة البريد والبرق فى وظيفة سكرتير اداري وقدمت لي علاوة ولم تقف طموحاتي عند هذا الحد وجلست لامتحان الشهادة السودانية وتم قبولي لدارسة اللاسلكي ومدة الدراسة 18 شهرا، وبعد تخرجى تم نقلي الى مدينة سنجا، وكان عمري ثمانية عشر سنة ومكثت بتلك المدينة الجميلة سنتين واذكر ان الإنجليز كانوا المسيطرين على البلد هم ونسائهم حيث كانت الفتاة السودانية لاتمتهن سوى التدريس والتمريض وكان مولانا الفاتح البدوي والد سعاد أول مفتش سوداني.
} وفي هذه الفترة هل شغلتك الوظيفة الجديدة عن الشعر ؟
كنت اقوم بالعزف على العود فى نادي الموظفين فى مدينة سنجا فقمت بتأليف مقطوعة موسيقية واطلقت عليها اسم ليالي سنجا وسجلتها على شريط وارسلتها الى خالي واسمه يوسف وكان عازف مجيد لآلة العود وكان يصاحب الفنان عبدالحميد يوسف بالعزف، ليجيز لي خالي المقطوعة لتبث من على إذاعة أم درمان وكتبت بعدها قصيدة سحابة صيف التي تغنى بها الفنان الرحل إبراهيم عوض.
} مقاطعة أروي لنا قصة لقائك بالفنان الزري إبراهيم عوض ؟
التقيت بإبراهيم عوض عليه رحمه الله في العام 1948 م فهو من مواليد حي العرب بأم درمان وكان يجاور الشاعر عبد الرحمن الريح ...الشاعر الطاهر إبراهيم ...الفنان التاج مصطفى وعرف عن عبد الرحمن الريح تبنيه للمواهب الشابة ويقدم لهم اشعاره وكان والد ابرهيم عوض رجل صعب للغاية ويعتقد وكل من هو في عمره ان الفن صياعة وطلب من عبد الرحمن الريح الابتعاد عن ابنه إبراهيم وقالها له بالحرف الواحد (انا ماداير ولدي يبقى صايع ) وقال له إن جد ابراهيم عوض هو أول من أذن للإمام المهدي فى العام 1885 وزاد بالقول أي والد ابراهيم نحنا ناس سبحة وسجادة وماسكين الطريقة السمانية ولكن عبد الرحمن الريح لم يهتم لحديث العم عوض لتكون النتيجة ان يكسر عود ابراهيم عوض على يد والده بل وطرده من المنزل ليحط ابراهيم برحاله فى منزل عمه فى بيت المال حيث كنا جيران بابنا يفتح على بابهم وابراهيم كان يعمل صبي حداد وعرف عنه الاناقة واستمعت الى قصة طرده ووعدته بحلها وفى الامسيات نذهب معا الى البحر ونحمل معنا العود ونذهب الى البحر حيث تقف باخرة السيد عبد الرحمن واسمها الطاهرة ونجلس فى كراسي مصنوعة من الاسمنت ويسألني ابراهيم كل مرة (حتحل لى مشكلتي كيف).
لاوسط له جدي عند السيد عبد الرحمن الذي وقف مع خالى العازف يوسف عندما رفضت الأسره ان يسلك طريق الفن وكان السيد عبد الرحمن يقابل بعد صلاة العصر المداح وبعد صلاة المغرب يجلس الى سيد عبد العزيز الشاعر ..العبادى ...عبيد عبد الرحمن ...وود الرضي ويعتبر الجميع ان السيد عبد الرحمن كان ملكا غير متوج فطلب من ابراهيم ان يعزم ابوه ليتناول معه وجبة الغذاء وتحدث اليه قائلا : لماذا يا رجل انت تقليدي الم يستقبل الرسول فى المدينة بطلع البدر علينا وتساءل رسولنا الكريم عن الدفوف في زواج السيدة فاطمة وطلب منه ان يتركه يغني وان يراقبه ويقومه إذا ما حاد عن الطريق لتحل مشكلته فقمنا بعمل حفلة وداع صغيرة له وتغنى ابراهيم بعدد من الاغنيات ليشيد عثمان الشفيع بصوته وقال له سيكون لك مستقبل باهر في الغناء وفي الفترة ما بين العام 1948 الى 1953 م سعي ابراهيم الى اثبات وجوده ليقدم له عبد الرحمن الريح عددا مقدر من الاغاني هو وابراهيم الطاهر وكنا نحرص على حضور كل بروفاته وطيلة تلك الفترة لم افكر في أن أقدم له عملا حوفا من ان يقال إنني قمت باستقلال علاقة الصداقة التي ما بيننا ويعتبر ابرهيم عوض من المجددين فى الاغنية السودانية حيث ادخل البنقس ذو الثلاثة اعين فى فرقته بالاضافة الى ادخاله الى آلة الطوربيد وآلة الجيتار وهو اول من تغنى بالمايك واناقته مثل اناقة الفنان الأمريكي الفث بير سلي وأول الاغنيات التي قدمتها له كانت سحابة صيف وطلبت منه الا يستعجل اخراجها للناس فالأغنية فى الأصل كتبتها من اجل ان يتصالح مع محبوبته
} يقال ان وراء كل قصيدة قصة فهلا رويت لنا قصة بعض من اغنياتك ؟
الزمن اشقانا مرة لما ايامو استبدت
والحصل بيناتنا يوم كان سحابة صيف وعدت
هذه مقاطع من اغنية سحابة صيف التي كتبتها لإبراهيم عوض الذي كان يعيش قصة حب مع فتاة تقطن في حي الشهداء وتسببت الوشايات والأقاويل في توتر العلاقة بينهم مما سبب له ولها حزن عميق واهتديت الى فكرة وهي ان ادعوهم الى تناول وجبة الغذاء دون ان يعلم كلا منهم ان الطرف الآخر مدعو فطلبت من شقيقاتي الذهاب الى الفتاة والمجيء بها وذهبت انا الى ابراهيم واحضرته فعندما جاؤوا لنا بالغذاء تفاجأ إبراهيم بدخولها مع شقيقاتي وتفاجأت هي بوجود إبراهيم وجلينا لتناول الطعام ليسود صمت رهيب وبعد الغداء وضعت القصيدة بينهم فنظر اليها ابراهيم فاصبح يقرأ ويعزف ويلحن ويبكي هو وفتاته وطلبت منهم عدم الحديث في الماضي وفتح صفحة جديدة ليتم الصلح بينهم وتعود المياه الى مجاريها.
هذه قصة والاخرى قصة اغنية لو داير تسيبنا جرب وانت سيبنا ولو داير تحب حب وانساه ريدنا، حيث كانت لي علاقة حب مع إحدى الفتيات استمرت لمدة ثماني سنوات التقيتها فيها مرة واحدة وعندما تطورت العلاقة كنا نتحدث بالهاتف لانصدم بعادة غطى قدحك فتقدم لها ابن عمها لتتزوجه فجاءت اغنية لو داير تسيبنا فكل شيء قسمة ونصيب.
} ومتى تعاملت مع ابراهيم عوض بصورة رسمية؟
فى عام 1959 م ظهر الفنانان محمد وردي والطيب عبد الله فى برانامج اشكال والوان الذي تذاع فيه الاغنيات الجديدة وفي هذه الفترة انشغل عبد الرجمن الريح بالفنانين الجدد ليتوقف إبراهيم عن الغناء لمدة عام فتحدث الي قائلا :انا لم اتغن لعام واخاف على صوتي فقلت له ساقدم لك اغنية وهي بمثابة تحدي فكتبت له اغنية تقول مقاطعها :
بتحبينى من جوه قلبك بتريدنى عاملة مخاصمة اتحداك واتحدى عواطفك صحى الريدة البيني وبينك واوعى تفكري يوم تطريني قلبك عارفو ابيض وصافى الغرام ابدا ما خافى فى عيونك ناس شافوهوا فاجاونى باوصافى حيرونى لاول مرة يالجريئة الما بتخافي.
وصادفت الاغنية احتفالات 17 نوفمبر ويصادف هذا التاريخ العيد الاول لثورة عبود واقيم الاحتفال فى ساحة جامع الخليفة وعادة ابراهيم الغناء فى آخر الحفل ليحيي الحفل حتى الصبح وحققت الاغنية نجاحا منقطع النظير وكتب عنها محررو الصفحات الفنية وهم السر قدور ...ميرغني البكري ...نعمان على الله واحدهم كتب فى المانشيت شاعر جديد لنج يتحدى المرأة وكنت اعمل وقتها فى مطار الخرطوم وتلقيت مئتي محادثة بعضهم شكرني قائلا عبرت عنا وقلت ما كنا نود قوله وهاجمني عمر البنا وقاسم الحاج فدار بيننا سجال وهدفي كان فقط ان اقدم لإبراهيم اعمالا مميزة فنحن ابناء أمدرمان نتعصب لبعضنا البعض فاخذنا انا وعبداللطيف وود الحاوي إبراهيم كمقاولة فانا اكتب وهو يضع الألحان واذكر انه كان خائفا من خوض التجربة خاصة والساحة بها حسن عطية ...إبراهيم الكاشف ...وقال لي هذه مغامرة فدفعت اليه بعدد من الاغنيات وهم وشاية. وتقول ما تسمع كلام وما تصدق وشاية..مهما يقولوا ليك حكاية ورا حكاية.. ديل حساد وحاتك.. غايرين من هوايا..
لتحدث هذه الأغنية نقلة لإبراهيم الذي كان ينافس وردي والطيب عبد الله ..واغنية لو مشتاق حقيقة ...ابقى ظالم ابقى قاسي ابقى ناكر ...ما بعاتبك وما بلومك ...غالي علي ...بعد الرحيل ...سليم الذوق ...يا زمن وقف شوية ...فانا وخضر اخذنا ابراهيم مقاولة لمدة عشر سنوات وسعينا الى بعض الشعراء واخذنا منهم بعض الأغنيات فاخذنا من حسين عثمان منصور اغنية صاحب جريدة الصبح الجديد ...واخرى من عوض خليفة وهي غاية الآمال ومن عثمان خالد قلبك حجر، واخذنا ايضا من السني الضوي ومحجوب سراج وهدفنا ان نقدم له تشكيلة فنية لترضي جميع الأذواق، وكنا ايضا نقوم برحلات فنية الى أسمرا واديس ابابا لتصيب ابراهيم تخمة من اغنياتنا لاتركه واقدم اغنياتي لفنانين آخرين وهم عثمان مصطفى الذي قدمت له ما بعاتبك ما بلومك ...لو تخاصم ...بعد الرحيل ...عاد الأمير ولثنائي الجزيرة.. من نفسي وافكاري ولأبوعبيدة حسن عقد الجواهر .. وقدمت أيضا لمجذوب اونسة آخر خبر كتبوا فى جواب ولسيد خليفة الزحام والشارع ..وخوجلى عثمان بدر الهلال الهلا ...محمد الأمين صورتك ...عثمان حسين مشوار غرام ...ولابراهيم موسى ابا اغنية انا كنته فى مشوار وقدمت سبع اغنيات للفنان اسماعيل حسب الدائم ..ولأم بلينة السنوسي اغنية دلال.
} الى الآن استاذنا ابراهيم تكتب الشعر فهل للفنانين الشباب نصيب فيه ام انك لم تجد صوتا تقدم من خلاله اعمالك الجديدة ؟
لدي تعاملات مع عدد من الفنانين الشباب واتصل بي ذات يوم الفنان جمال فرفور بعد ان تغنى باغنية لو داير تسيبنا وعاتبته على عدم اتصاله وأخذ الإذن مني وقدمت له اغنية سماحة ...وأغنية أخرى وهي في الطريق فايت لاقانا وحضر الى أحمد الصادق فقلت له انا ما يهمني هو التطريب قبل الدعاية وطلبت منه ان ياخذ الغناء الذي يحسه ويهز دواخله وابديت له استعدادي للتعاون معه فقط اشترطت ان احضر واصدقائي الذين لهم خبرة في الفن حضور البروفات وإذا ما استمعنا انا وهم الى ادائه وحكمو عليه بالجديد اقدم له اغنياتي، ونصحته وشقيقه حسين بضرورة الذهاب الى كلية الموسيقى من اجل الدراسة ومعرفة السلالم الموسيقية من اجل حمل الراية بجانب ارتداء الزي المحتشم والسير فى النور وعدوني خيرا، ولكن الى الآن لم يصلني ردهم على ما طلبته منهم وانا لا اركض وراء احد وشعري موجود فى دواوين الشعر لمن ارداه.
} ابراهيم الرشيد يعاني من الظلم والتهميش من قبل المسئولين ؟
المبدع السوداني يعاني كثيرا في حصوله على ابسط الأشياء وعندما تم تكريم ود الحاوي عزفت الاوركسترا 13 من اغنياتي وفى تكريم ابراهيم عوض قدمو 19 من اغنياتي فلم يتفضل احدهم بالحديث عني أو الإشارة لي من قريب او بعيد ليستفزني هذا الموقف واكتب قصيدة ظلم الحسن والحسين وارسلتها الى عبد الباسط سبدرات والى علي عثمان وتقول : ظلم الحسن والحسين يا شيخ علي يا سبدرات تكريمنا وين.. فانا تعرضت لمواقف عصيبة فى هذه الدنيا فقمت بفتح دكان ولم يحقق ربحا بل خسر فقمنا وزوجتي بشراء رقشة ولكنها ذهبت نتيجة لحادث حركة وكان والي الخرطوم اوقف ترخيص وتأمين الركشات وبسب تلك الرقشة دخلت الحراسة وكتبت من تلك الحراسة قصيدة وسام شرف وإليكم بعضا من ابياتها :
وسام شرف يا والي ما كان خطر من بالي.. ادخل
حراسة الحركة واعزف هناك موالي
واقعد مع الشماسة فى البرش البالي
سالنى زول مسطول ان شاء الله بس
كلمت اهلك وناس البيت شان
انته فى ضيافتنا بس حتاكل معانا البوش
من غير ملح او زيت
قت ليه يا فردة الليلة اليوم يوم عرضة
افراح مسيح القوم زينة وجمال فرضة
جابونا ناس الحركة فى كشة او جردة
قال الوالي حيرنا قرارو ودرنا خلانا
سرحانين من عهد روبرت هاو وما حد حقرنا
فالمبدع السوداني يعاني يوميا وانا واحد منهم والآن لدي عمليتين يجب علي اجرائهم واحدة فتاك والثانية بروستات وضيق اليد يقف حائلا وانتظر الفرج فالبلد اصبحت طاردة وحتى ديوان الشعر الذي احلم بطباعته الامكنانيات وقفت سدا امامه فلم ير النور
} ختاما ماذا عن الاسرة ؟
انا متزوج من السيدة سعاد يوسف عثمان تلك المرأة التى كانت مغلوبة على امرها ومتزوجة من رجل يعذبها زي عاملها معاملة سيئة فطلبت منه الطلاق لأتزوج بها وشاءت الاقدار ان تجرى لها عملية لاستئصال المبيض فلم تستطع ان تنجب لي فاعتبرت ابناءها ابناءً لي، فهم كذلك وجميع ابناء السودان هم ابنائي فسعاد امرأة عظيمة وجعلت مني رجلا عظيما، حيث وقفت بجواري ولم تتخلى عني يوما وأتمنى ان اطبع ديوان شعري لأقدمه هدية لها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.