إلى وقت ليس بالبعيد راجت وسط المبدعين من الكتاب والقراء عبارة «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ».. ولكن يبدو أن الأمر قد تبدل في ظل السباق الحميم في عصر السرعة والميديا.. فلم تعد الخرطوم تقرأ بل ظلت أرفف المكتبات العريقة مكدسة بأمهات الكتب دون إقبال يذكر، حتى أصبحت من السلع الكاسدة أن صح التعبير. «آخر لحظة» أجرت جولة داخل عدد من المكتبات بالعاصمة السودانية لمعرفة المزيد من آراء القراء وأصحاب المكتبات حول تلك القضية بحسبان أن عدم القراءة يعود سلباً علي الأمة. * تراجع مخيف من القراء والكتب تشكو البوار: سوسن عبد الله من دار عزة للنشر تقول: إن تراجع القراة مخيف والكتب تشكو البوار، وعزت ذلك إلى الانترنت وظروف المعيشة الصعبة. مؤكدةً أن «روايات الطيب صالح» هي الأكثر مبيعاً، وفي «القصة» هنالك عبد العزيز بركه ساكن وفي «الشعر» روضة الحاج وصلاح أحمد إبراهيم ومصطفى سند وفي «السياسة» نقد ومنصور خالد.. أما الكتب الاقتصادية فهي مطلوبة من ذوي التخصص فقط. والكتب الثقافية مطلوبة من الشباب والطلاب، أما السياسية مطلوبة من المعاشيين ورجال الأعمال بجانب كتب المديح والكتب الدينية. ومن مكتبة الجريفاوي يقول أبو عرب إن أكثر الكتب طلباً هي سلسلة إبراهيم الفقي في التنمية البشرية أما الكتب الدينية كالتفاسير والفقه والسيرة مطلوبة من قبل الشيوخ عمر «40» فما فوق.. وعن أسباب عزوف أو تراجع القراء عن الكتب يقول: إن ظروف الناس صعبة والانترنت له أثر كبير في هذا التراجع، ونوَّه إلى أنه في مكتبته يوجد نظام الاشتراك بحيث يستطيع الشخص الذي اشترى منه كتاباً قبل فترة أن يرجعه إلى المكتبة ويستبدله بكتاب آخر بدفع فارق بسيط، أي فيما يعرف بنظام «المقايضة» وفي الختام تمنى أن تعود الخرطوم تقرأ كما كانت. ولمعرفة حجم التراجع نقرأ هذه المعلومة.. ففي دراسة لمعرفة أكثر الشعوب قراءة للكتب وجدوا أن الرجل في أروبا وأمريكا يقرأ «4» كتب خلال العام، أما في العالم العربي فكل «40000» يشتركون في كتاب واحد خلال السنة. جولة: الجزولي باكر