تواجه الأغنية السودانية مع كل مرحلة جديدة نقاشاً وجدلا ً واسعاً في عملية تطورها وإدخال الجديد من الأفكار عليها حيث تواجه حالياً الموسيقى والأغنية السودانية تحدياً حول المحافظة على الألحان والموسيقى التي تعتمد منذ فترة طويلة على السلم الخماسي الذي يميزها عن نظيراتها من الموسيقى العربية والعالمية حيث يحاول بعض الفنانين في الفترة الأخيرة إدخال الموسيقى الشرقية والغربية على الموسيقى السودانية الشيء الذي لم يرضِ بعض الموسيقيين والفنانين والمهتمين بالغناء السوداني فيما يرى البعض الآخر أنها عملية تطور ليس إلا, (مع الناس) تحاول أن تقف على رأي أهل الاختصاص في هذا الشأن فماذا قالوا. إستخدام غير مخل البداية كانت مع الموسيقي وعازف الكمان محمد عبدالله محمدية الذي قال لنا في الاتصال الهاتفي الذي جمعنا به أنه لا يوجد استخدام بالشكل الواضح للسلم السباعي أو المقامات العربية في الموسيقى السودانية وأن الموسيقى والغناء السوداني لها طعمها المميزنتيجة لاستخدام سلالم محددة وذلك لا ينفي استخدامنا لبعض السلالم العربية والغربية وهو استخدام غير مخل بالأغنية والموسيقى السودانية, فالأغنية السودانية ليست محتاجة إلى سلم سباعي أو مقام شرقي أو غربي هي فقط محتاجة إلى التجويد والنظر إلى الموسيقى العالمية وكيف تطورت فالموسيقى السودانية لن تتطور باستخدامنا لسلم غربي أو شرقي ولكن تتطور بالاهتمام بالجانب العلمي. تقليد للتجارب الأوربية ويرى الدكتور الماحي سليمان المحاضر بكلية الدراما والموسيقى أن أي دائرة ثقافية لها خصوصية لحنية فمثلاً أهل الشرق لديهم نغمة خاصة بهم وكذلك بالنسبة للغرب والشمال والجنوب إضافة إلى موسيقى الوسط والتي عرفت بأغنية أمدرمان و 95% من الموسيقى السودانية يسيطر عليها السلم الخماسي. ويضيف الماحي: أما بشأن ما يقوم به بعض الفنانين الشباب من إدخال للنغمات الشرقية والغربية هو شيء مرفوض رفضاً باتاً لأنه تقليد للتجارب الأوربية التي لا تتوافق مع المزاج السوداني وبعض الشباب لديهم حالة من الانبهار بالتجارب الأوربية ليس في مجال الغناء والموسيقى فحسب بل في كل المجالات الحياتية الأخرى بحكم أن الثقافة الأوربية عمرها كبير جداً لكن لا توجد علاقة تجمع النغمة السودانية مع النغمات الأوربية وهذا تشويه للأغنية السودانية الأصيلة الجميلة. سلم عالمي أما الملحن يوسف القديل الذي فاز إحدى ألحانه وهي أغنية (حورية) بمهرجان الأغنية العربية بالقاهرة في هذا العام تحدث لنا أن السلم السباعي (الدياتونك) هو سلم عالمي يستخدم في أغلب دول العالم وخاصة في أوربا وفي كلية الدراما والموسيقى بالسودان يدرس المنهج الغربي وهو يحتوي على السباعي ذي السبع نغمات مما أدى إلى استخدام السلم السباعي في بعض المؤلفات الموسيقية السودانية الحديثة مثلاً كورال كلية الموسيقى والدراما واستخدام الموصلي للسلم السباعي في ألحانه في فترة من الفترات, ومعالجة بعض الأعمال القديمة ونتج عن ذلك تطوير واضح في الأغنية السودانية. الاحداث