- تعتبر النساء القاعدة الناخبة التي يمكن ان ترجح كفة الانتخابات الرئاسية الاميركية في 6 تشرين الثاني/نوفمبر وهي حقيقة يدركها جيدا المرشحان الى البيت الابيض ويحاولان اجتذاب اصواتهن عبر مسائل مثل الصحة او الاجهاض. ويتفق المحللون السياسيون على القول انه من الضروري استمالة اصوات النساء خلال حملة الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة لانهن يشكلن 53% من الناخبين ويصوتن كذلك باعداد اكبر مقارنة مع الرجال، كما انهن يشكلن اكبر شريحة من الناخبين المترددين وبالتالي الاصوات الحاسمة. وتقول ديبي والش من مركز النساء والسياسة الاميركية في جامعة راتغيرس (نيوجرزي، شرق)، انه "في انتخابات متقاربة جدا ومع حوالى عشرة ملايين امرأة اكثر من الرجال يتوجهن الى صناديق الاقتراع، فان مسالة الهوة بين الجنسين يمكن ان تحدث فعليا الفارق". واذا كان الرجال والنساء يتفقون على واقع ان الاقتصاد يبقى الهاجس الاول في هذه الانتخابات، فهم يؤيدون تدخلا اكبر من الدولة لا سيما في المجال الاجتماعي وهو ما يدعو اليه ايضا الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته باراك اوباما على عكس منافسه الجمهوري ميت رومني. وترى ميليسا ديكمان استاذة العلوم السياسية في واشنطن كوليدج في ماريلاند (شرق) ان "الموقف حيال شبكة الحماية الاجتماعية" يعود فعليا الى "الهوة بين الجنسين" اي نسبة النساء اللواتي يؤيدن اكثر مرشحا ما، مقارنة مع الرجال وفي العام 2008 افادت هذه الهوة الى حد كبير باراك اوباما الذي حصل على دعم 56% من اصوات النساء. وهذه المرة، الفارق بين المرشحين ضيق جدا وتظهر بعض استطلاعات الرأي ان اوباما لم يعد يتقدم على ميت رومني سوى بفارق 3 نقاط وفي هذا الاطار يقيم اوباما بانتظام رابطا مباشرا بين الرفاه الاقتصادي للنساء ونظامه لاصلاح نظام التامين الطبي. والجمعة نشر فريقه شريط فيديو موجها الى النساء الشابات اللواتي يصوتن للمرة الاولى وتظهر فيه لينا دونهام، مؤلفة برنامج "غيرلز" (فتيات) التلفزيوني الذي تبثه شبكة "اتش بي او"، وهي تشبه الرئيس بالرجل المثالي "الذي يفهم النساء ويعتني بهن". وتقول في تلميح مبطن "مرتكن الاولى يجب الا تكون مع اي كان". وفي المقابل فان رومني توعد منذ بداية الحملة بتفكيك نظام التامين الصحي "اوباما-كير" في حال انتخابه ووقف التمويل العام للتخطيط الاسري. واذا كان امضى القسم الاكبر من وقته في الدفاع عن حجج المحافظين الاجتماعية فان المرشح يحاول الان قبل بضعة ايام من الانتخابات تحويل الانظار عن مسالة الاجهاض. وفي اعلام متلفز بث في الاونة الاخيرة تقول الراوية ان رومني يدعم الاجهاض في حال الاغتصاب او في حالة سفاح القربى. لكنها تضيف ايضا انها "قلقة اكثر ازاء مسألة ديون البلاد". وما لم يساعد رومني تصريحات المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ في انديانا (شمال) ريتشارد موردوك الذي اثار جدلا واسعة الثلاثاء عبر تكرار معارضته لحق الاجهاض حتى في حال الاغتصاب، وذلك لاسباب دينية. واذا كان رومني نأى بنفسه عن هذه التصريحات، فانه لم يسحب دعمه لترشيح موردوك. وقالت كورتني كيلي (24 عاما) الناخبة التي لم تحسم امرها في نيفادا (غرب) "انه امر مقلق جدا" ويلفت مايكل ديموك من معهد بيو الى انه اذا كانت بعض الناخبات لا تزال لديهن بعض الشكوك حيال المرشحين فان قرارهن في 6 تشرين الثاني/نوفمبر يمكن ان تمليه اسباب اخرى غير اقتصادية "تحتل ادنى المراتب على لائحة" الاهتمامات.