الخرطوم (رويترز) - أعلن مسؤولون سودانيون يوم الثلاثاء جدولا زمنيا للاستفتاء على انفصال الجنوب لكنهم حذروا من أن ظروفا غير متوقعة يمكن أن تؤجل التصويت. وينظم الاستفتاء بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 ومن المقرر اجراؤه في التاسع من يناير كانون الثاني 2011 وقد تأخرت الاستعدادات بالفعل عن المواعيد المحددة ويتهم الجنوبيون الشمال بمحاولة تأجيله لمواصلة السيطرة على نفط الجنوب وهو اتهام تنفيه الخرطوم. وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان يوم الجمعة ان كل المؤشرات تشير الان الى أن الجنوبيين سيختارون الاستقلال وان خطر "العودة الى العنف على نطاق واسع" قائم في حالة تأجيل الاستفتاء أو تعطيله. وقال عضو مفوضية الاستفتاء تشان ريك مادوت لرويترز انه طبقا للجدول الزمني يتعين أن يبدأ تسجيل الناخبين في منتصف نوفمبر تشرين الثاني على أن تكون القوائم النهائية للناخبين جاهزة بحلول 31 ديسمبر كانون الاول أي قبل ثمانية أيام فقط من موعد الاستفتاء في التاسع من يناير كانون الثاني. واضاف "الجدول الزمني أصبح جاهزا. تم الاتفاق عليه... المواعيد والفترات الخاصة بالاعتراضات والتعديلات (في قوائم تسجيل الناخبين) كلها تم ضغطها لضمان أن ينتهي التسجيل النهائي للناخبين في حدود 31 ديسمبر." وتابع "لا نريد أن يعبث أحد بموعد التاسع من يناير. الجميع يركزون على هذا التاريخ." وقال مادوت ان الخطط الخاصة بتحديد مراكز التصويت وموظفي الاستفتاء تجري على قدم وساق في الجنوب لكنه اضاف انه أقل ثقة بشأن سير العمل في تسجيل الناخبين الجنوبيين المقيمين في الشمال وخارج السودان. وتابع مادوت ان الوقت ضيق للغاية ومن المحتمل أن تؤدي ظروف غير متوقعة الى تأحيل التصويت. ومضى يقول "بحلول ذلك الموعد سيكون مع كل ناخب مسجل بطاقة في يده.وعندئذ سيفهمون الاسباب العملية لاي تأجيل." ويتصاعد التوتر السياسي بشأن استفتاء اخر نص عليه اتفاق السلام لعام 2005 وهو الاستفتاء على وضع منطقة أبيي المنتجة للنفط والتي تقع على الحدود بين الجنوب والشمال. ومن المفترض أن يجري هذا الاستفتاء أيضا في التاسع من يناير كانون الثاني 2011 لكن الشمال والجنوب ما زالا مختلفين بشأن من سيسمح لهم بالتصويت بل ولم يتفقا حتى على أعضاء لجنة تنظيم الاستفتاء. وحذر علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني يوم الاثنين من ان الاستفتاء لن يجرى دون التوصل لاتفاق. ويعقد مسؤولون من الشمال والجنوب اجتماعات في اديس ابابا منذ يوم الاحد في محاولة للتوصل لاتفاق بهذا الشأن. وقال جي. بي كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية انه من المرجح أن تستمر المحادثات التي تجرى في أديس أبابا بشأن أبيي حتى يوم الاربعاء. ومضى يقول "يواصلون اجراء محادثات مباشرة للغاية وصريحة للغاية. الطرفان لم يتفقا على كل التفاصيل لكننا نعتقد يقينا أن التوصل الى اتفاق بشأن أبيي ممكن." وأضاف "سنرى ان كان بمقدورهم التوصل اليه أم لا لكننا مازلنا على صلة وثيقة بذلك." وقال كرولي ان الولاياتالمتحدة مازالت تأمل أن يتمكن السودان من اجراء الاستفتاءين بنجاح في يناير كانون الثاني القادم على الرغم من القدر الهائل من الاستعدادات لذلك. وتابع "نعتقد أنه مازال من الممكن حدوث ذلك في موعده وبنجاح اذا اتخذ الطرفان القرارات ثم تحركا بسرعة. واشنطن تطرح ورقة من 5 محاور حول أبيي.. وصعوبات تواجه المفاوضين بأديس أبابا الخرطوم: فايز الشيخ طرحت الولاياتالمتحدة ورقة من خمسة محاور لمفاوضي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول منطقة أبيي الغنية بالنفط وسط صعوبات بالغة التعقيد واجهت المفاوضين خلال الجولة التي انطلقت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. في غضون ذلك اقترح النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت استمرار التواصل بين الشمال والجنوب دون حواجز وتأشيرات دخول حال وقوع الانفصال، فيما شدد والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر على أن «الجنوبيين أحرار في البقاء في العاصمة بعد الاستفتاء». وعلمت «الشرق الأوسط» أن جولة المفاوضات بين مفاوضي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حول أبيي الغنية بالنفط تواجه عددا من الصعوبات بعد أن انطلقت الجولة أول من أمس الاثنين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ويشارك فيها مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن، وقالت المصادر إن «واشنطن طرحت ورقة عمل من خمسة محاور» ولم تفصل المصادر ما جاء بالورقة، لكن مصادر دبلوماسية أخرى كشفت ل«الشرق الأوسط» أن مفاوضي الطرفين قسموا لمجموعات عمل لمناقشة قضايا تشمل حدود أبيي، تكوين مفوضية استفتاء سكان أبيي، وتوصيف من يحق لهم الاستفتاء على مصير المنطقة، والشراكة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، والموارد الطبيعية والمائية، ويترأس وفد المؤتمر الوطني الفريق صلاح عبد الله قوش مستشار الرئيس لشؤون الأمن، فيما يترأس وفد الحركة الشعبية الأمين العام للحركة ووزير السلام بالجنوب باقان أموم، ودعا مبعوث الرئيس الأميركي للسودان سكوت غريشن المفاوضين للإسراع بإيجاد حلول عاجلة وعادلة ترضي كافة الأطراف لقضية أبيي قبيل حلول الاستفتاء القادم، ورأى غريشن أن «الموضوعات المطروحة على طاولة النقاش لن تستعصي على الحلول إذا توفرت لها الإرادة السياسية». إلى ذلك شدد رئيس حكومة جنوب السودان والنائب الأول للرئيس سلفا كير ميارديت على ضرورة التواصل بين الشمال والجنوب مهما كانت نتيجة الاستفتاء دون حواجز أو تأشيرات دخول، في وقت قال فيه والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر إن «مسألة الوحدة أو الانفصال يقررها المعنيون بالاستفتاء حسب نص اتفاقية السلام التي نلتزم بها وإن الولاية ستعمل على تأمين الداعين إلى الوحدة أو الانفصال معا وأن الجنوبيين أحرار في البقاء بالخرطوم بعد الاستفتاء»، وجاءت تصريحات المسؤولين السودانيين في أعقاب تصريحات تتوعد الجنوبيين بالشمال حال وقوع الانفصال، وكان والي الخرطوم قد توجه إلى جوبا عاصمة الجنوب ووقع على اتفاق للتوأمة بين الخرطوم وولاية الاستوائية الوسطى، في غضون ذلك دعا سلفا كير المجتمع الدولي وخاصة الترويكا والأمم المتحدة والإيقاد والاتحاد الأفريقي للاستعداد للتدخل في حالة نشوب أي نزاع أثناء أو بعد إجراء الاستفتاء وأن يكونوا في حالة تأهب لمنع أي مغامرة سياسية خطرة، ودعا سلفا كير الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي للمصادقة على نتائج الاستفتاء والاعتراف بخيار شعب جنوب السودان وأبيي. وزاد في خطاب له بجوبا: «يجب أن ينظر العالم إلى جنوب السودان كمساهم أساسي في السلام الإقليمي والدولي إذا نال استقلاله عند إجراء الاستفتاء»، وتابع: «يجب أن يطمئن الجميع أن جنوب السودان سيكون العامل المحفز للديمقراطية في السودان ونموذجا لاحترام حقوق الإنسان». واعتبر سلفا كير أن جنوب السودان سيكون سوقا واعدة للإقليم، وأطلق دعوة للمستثمرين من جميع العالم للاستثمار في الموارد الضخمة والمتنوعة بالجنوب، وقال إن القطاع الزراعي بالجنوب سيكون سلة غذاء للإقليم والعالم.