يستعرض الكاتب ثروت قاسم كيف رفض الرئيس البرازيلي لولا الجلوس في مقعد يجاور مقعد الرئيس البشير في الدوحة , وكيف أصبح الرئيس البشير الرئيس المنبوذ دوليأ , وكيف عير الرئيس البرازيلي لولا الرئيس البشير يأنه .... الرئيس المنبوذ ثروت قاسم [email protected] مقدمة في يناير 2010 , اختار منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الرئيس البرازيلي لولا كأبرز شخصية سياسية عالمية ! وأجمع المراقبون , وبينهم الرئيس الأميركي أوباما , بأن لولا يعد من أكثر السياسيين شعبية في العالم . لم يسع الرئيس لولا لتغيير الدستور للبقاء في السلطة بعد انتهاء دورته الرئاسية الثانية , مثلما فعل القوم في مصر واليمن والجزائر مثلا ! كما أنه لم يفكر , وهو القادر , في توريث أي من أبنائه الخمسة ، كما حدث في سوريا , وسوف يحدث في مصر واليمن وليبيا مثلأ ! بل ترك الرئيس لولا السلطة طوعأ , وهو القادر علي الأستمرار فيها , بشتي الطرق ! ترك الرئيس لولا السلطة وخلفه ارث ضخم من النجاحات , علي مستوي بلاده , ودوليأ ! ترك الرئيس لولا السلطة وصورته تتصدر معظم الصحف والمجلات العالمية , كرجل العام وكأكثر الشخصيات السياسية العالمية نفوذا، هذا الرجل الاهرام غادر مقعده في حفل غداء رسمي في الدوحة عندما أكتشف أن مقعده يجاور مقعد رئيسنا المحبوب البشير ! هرب الرئيس لولا من الرئيس البشير كما تهرب , ياهذا , من الأجرب ! أعترف الرئيس لولا بان ضميره لم يسمح له بالجلوس ملاصقأ لسفاح متهم بأرتكاب جرائم أبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين ضد شعبه ! كما رفض بعض أعضاء مجلس الأمن الدائميين مقابلة رئيسنا المحبوب في عقر داره , عند زيارة المجلس للخرطوم يوم الاربعاء الموافق 6 اكتوبر2010 ! رئيسنا المحبوب اصبح في نظر المجتمع الدولي الرئيس المنبوذ ! وكما أنتم يولي عليكم ! ما أبأس من أقفل على نفسه دائرة الأستكبار والمكر السيئ ... ان مصيره ان يختنق ويموت فيها! ويجر معه شعبه المغلوب علي أمره الي الهلاك في مواجهة المجتمع الدولي ! بينما زعماء وقادة السودان , بخلاف المناضل الجسور علي محمود حسنين , ينامون علي العسل , خوفأ من شقلبة الريكة ! ريكة الابادات الجماعية ! استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا. ( 43 – فاطر ) المشاكل النمطية في دارفور قبل وصول ابالسة الانقاذ للسلطة , كانت سقوف المشاكل في دارفور واطية للغاية , كما يذكرنا بذلك السيد الامام ! كانت المشاكل نمطية , ومقدور عليها , ومقدور علي معالجتها وحلها , بالتراضي والجودية الشعبية , وكذلك بالديات والتعويضات المالية ! قبل وصول ابالسة الانقاذ للسلطة , يمكن حصر المشاكل الكبري في اقليم دارفور في ما يلي : + مشاكل لا تتعدي مطالبة الدارفوريين بردم فجوة التنمية ببناء مزيد من المدارس والمستشفيات والطرق والبني التحتية الانشائية الاخري . + مشاكل الصدامات النمطية بين القبائل المختلفة حول مواضيع محلية , ودوما ما يتم حل هذه المشاكل المحلية وديأ , وحتي بدون تدخل الحكومة المركزية . + المشاكل النمطية المحلية بين الرعاة والمزارعين , والتي تتم معالجتها بالديات والتعويضات في الغالب . + واخيرا مشكلة النهب المسلح التي دخلت في الثقافة الدارفورية نتيجة حروب ليبيا في تشاد , نتيجة تدفق السلاح في المنطقة . كانت المشاكل النمطية المذكورة اعلاه , والمقدور عليها , هي كل ما يشغل بال الدارفوريين السعداء ! المشاكل الجديدة في دارفور اما بعد وصول ابالسة الانقاذ للسلطة , ونتيجة لسياساتهم الشيطانية في دارفور , فقد تشعبت وتعقدت المشاكل , وانفرطت حبات المسبحة ! وتغيرت طبيعة المشاكل من مشاكل نمطية مقدور علي حلها , الي مشاكل خبيثة من نوع جديد ! وظهرت فيروسات سرطانية قاتلة , ومصائب مانزل الله بها من سلطان ! نذكرمنها علي سبيل المثال لا الحصر , المشاكل الجديدة التالية : + استشهاد اكثر من 300 الف دارفوري خلال بضعة سنين , لاول مرة في تاريخ دارفور , + ظهور أزمة إنسانية يجسدها اربعة مليون نازح ولاجئ في معسكرات النازحين واللاجئين في دارفور وتشاد وباقي دول الجوار , ونزع حواكيرهم , وحرق قراهم ومدارسهم ومستشفياتهم وتسميم ابارهم , وأغتصاب نسائهم . + ظاهرة الإثنية أو العرقية ( عرب – زرقة ) المسيسة والمعادية والاقصائية , + ظهور الحركات الحاملة للسلاح المعارضة للحكومة المركزية في الخرطوم , التي تبغي الحصول علي مطالبها بقوة السلاح , وليس عبر الحوار والتراضي كما كان في الماضي , + ظاهرة تدويل ازمة دارفور يجسدها أكثر من عشرين قرار مجلس أمن متعلقة بأحداث دارفور، وما ترتب على تلك القرارات من إجراءات , مثلا : قوات اليوناميد للمحافظة علي امن النازحين , وظهور محكمة الجنايات الدولية , وامر قبض دولي لرئيس الدولة السودانية في اول سابقة في تاريخ السودان منذ دولة كرمة اربعة الف سنة قبل الميلاد . السقوط المدوي قي دارفور في الستينيات من القرن الماضي كانت القوات السودانية تحمي مواطني الكنغو ونيجريا وزامبيا ! وبعد نصف قرن تدحرجت بلاد السودان في سلم الفشل وادمانه , حتي اصبح الجنود من رواندا وجزر القمر يحمون المواطنين السودانيين من بطش حكومتهم وجنجويدهم ! ياله من سقوط مدوي ! حقأ ... لقد انفرط عقد المسبحة ! حقأ لقد نغض نظام الانقاذ غزل بلاد السودان أنكاثأ ! تطورات جديدة في دارفور خلال شهر سبتمبر المنصرم , حدثت تطورات جديدة علي مسرح الاحداث في دارفور , وعلي نطاق المجتمع الدولي , ربما تؤثر , سلبأ أو أيجابأ , علي مجريات الأحداث في دارفور . ويمكن تلخيص هذه التطورات الجديدة فيما يلي : أولا: في دارفور , خلال شهر سبتمبر 2010 , أتحدت الحركات المسلحة التشادية المعارضة لنظام الرئيس ادريس دبي , في ثلاثة حركات , كما يلي : + ائتلاف متمردي اتحاد قوى المقاومة التشادية , + التحالف الوطني للتغيير الديمقراطي , + التوافق الوطني للمقاومة من أجل الديمقراطية. حسب أتفاقه مع نظام الرئيس دبي , طلب نظام الأنقاذ من الحركات المسلحة التشادية المذكورة اعلاه , والمتواجدة حاليأ في ولاية غرب دارفور , خصوصأ في منطقة عين سيرو في ولاية غرب دارفور , نزع سلاحها , وبقاء عناصرها كالاجئين , مجردين من السلاح , في ولاية غرب دارفور , لحين رجوعهم , طوعيأ , الي تشاد ! ولكن رفض القادة الميدانيين لهذه الحركات نزع سلاح عناصرهم , قبل الوصول الي أتفاق سياسي مع نظام الرئيس دبي . ولا يمكن التكهن بما سوف تقود اليه المحادثات الجارية حاليأ بين نظام الأنقاذ , وقادة هذه الحركات التشادية المعارضة والحاملة للسلاح ! يمكن أن يفور التنور ؟ ويمكن أن يتم حل المشكلة سياسيأ ؟ بما يقود ذلك الي تداعيات سالبة , أو موجبة علي الوضع في دارفور ! أنتظروا ... انا لمنتظرون ! ثانيأ : يدرس مجلس الشيوخ الامريكي , هذه الأيام , مشروع قرار جديد , يلزم أدارة أوباما , ضمن أجراءات أخري تخص أستفتاء جنوب السودان , بالاتي فيما يخص دارفور : + تعيين ممثل أمريكي خاص لمتابعة عملية السلام في دارفور , + استمرار دعم ادارة اوباما لمحكمة الجنايات الدولية , والعمل علي عدم افلات المتهمين في قضايا دارفور من الملاحقة الجنائية امام المحكمة , ( ترجمة ذلك بعربي واشنطون تعني عدم تجميد أو شطب أمر قبض الرئيس البشير ) ! + دعم ادارة اوباما للمجتمع المدني الدارفوري ( المعارض لنظام الأنقاذ ) ! كانت ادارة اوباما قد وضعت مشكلة دارفور في الديب فريزر , لحين الانتهاء من أستفتاء جنوب السودان . ولكن ربما اعاد قرار مجلس الشيوخ الامريكي المذكور اعلاه مشكلة دارفور للرادار الدولي , ولكن علي أستحياء ! وتلاحظ , يا هذا , ان مشروع قرار مجلس الشيوخ الامريكي لم يحتوي علي أي أجراءات عملية فورية بخصوص دارفور ؟ مثلا الحظر الجوي علي دارفور , أو التدخل الامريكي العسكري المباشر لوقف الابادات الجماعية في دارفور ؟ الآمال العريضة التي تحدث عنها أوباما بشأن أعادة السلام الي دارفور ، لا تقابلها آليات عمل ، وتوظيف للإمكانيات المتوفرة ، بما يؤدي إلى تحقيق هذه الامال , التي يحول دون تحقيقها فقدان الارادة السياسية الامريكية , الأمر الذي يتطلب تحركاً أميركياً من نوع مختلف عما هو معروف حتى الآن. ويجب ان لا ننسي ان الرئيس اوباما في تولا هذه الايام , وربما فشل في أعادة أنتخابه في عام 2012 , في تكرار مؤسف لفيلم كارتر , قبل حوالي ثلاثين سنة من اليوم ! وإذا كانت الولاياتالمتحدة، ومعها الاتحاد الأوروبي، غير مستعدة لتوظيف نفوذها وقدراتها من أجل إقناع نظام الانقاذ وإرغامه على وقف الابادات الجماعية , ولو لفترة مؤقتة وقصيرة , من أجل ضمان نجاح عبثيات الدوحة , فهل نتوقع منها أن تسعى من أجل سلام عادل وشامل في دارفور ؟ سؤال بل سعال ؟ دعنا ننتظر لنري ما سوف ياتي به الغد ... انا لمنتظرون ! ثالثأ : تكونت في القاهرة , ( الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 ) الجبهة الدارفورية العريضة ، باسم ( قوى المقاومة المسلحة بدارفور ) , والتي تحتوي علي خمسة حركات دارفورية مسلحة كما يلي : + حركة العدل والمساواة ، + حركة وجيش تحرير السودان - قيادة الوحدة , + حركة وجيش تحرير السودان - قيادة بابكر عبدالله , + حركة وجيش تحرير السودان - قيادة خميس عبدالله أبكر , + وجبهة القوى الثورية المتحدة . ياتري هل ستدوم هذه الجبهة المتحدة في رمال دارفور المتحركة , ام هي حركة ابتلاعية من جانب حركة العدل والمساوة للحركات الدقق الاربعة الاخري ؟ وسرعان ما تفرتق هذه الوحدة الابتلاعية تحت أملاءت حركة العدل والمساواة الدبابية الاسلاموية ! موعدنا الصبح لنري ؟ اليس الصبح بقريب ؟ يمكن التذكير في هذا السياق , بأن قوى المقاومة المسلحة بدارفور المذكورة اعلاه , قد أدانت ورفضت الاستراتيجية الجديدة , وكذلك منبر الدوحة العبثي . كما ذكرنا في مقالة سابقة , فأن الرئيس دبي كان قد طلب من الحامية العسكرية الفرنسية المتمركزة في انجمينا وأبشي مغادرة الاراضي التشادية , أو دفع ايجار سنوي مقابل بقائها في الاراضي التشادية . ولكن بعد تحركات الحركات التشادية المعارضة , والحاملة للسلاح في غرب دارفور , فقد سد الرئيس دبي دي بطينة ودي بعجينة . ووقع ذلك الطناش لباريس في جرح ! أذ تتعقب باريس عناصر القاعدة الذين أختطفوا رهائن فرنسيين , ويتم احتجازهم في الصحراء الكبري في شمال مالي ! وتقوم باريس بمتابعتهم بواسطة حاميتها المتمركزة في تشاد منذ اكثر من ثلاثة عقود ! معادلة ربحية لباريس وللرئيس دبي ! وصفرية بالنسبة لحركات المعارضة التشادية والدارفورية ! رابعأ : رغم تدشين الاستراتيجية الجديدة في شهر يوليو الماضي , مما يفترض تناغمأ وتكاملأ وتوافقأ بين سياسات وتصريحات قادة نظام الاتقاذ حول دارفور , ولكن للأسف نجد تضاربأ صارخأ بين هذه السياسات والتصريحات , مما يشئ بتخبط وعدم وضوح رؤية لنظام الانقاذ حول السياسة الواجب أتباعها حول دارفور ! توجد كيمان داخل نظام الانقاذ , وكل كوم له استراتيجيته الدارفورية الخاصة به , بمعزل بل في تناغض مع , استراتيجيات الكيمان الاخري ! ليس لنظام الانقاذ أستراتيجية واحدة موحدة حول دارفور , وانما عشرات الاستراتيجيات , بتعدد مراكز القوي ! عايرة ولم تنقص أكثر من سوط ؟ وكمثال لهذا التخبط , نسمع الدكتور غازي صلاح الدين يعترف , علي رؤوس الأشهاد , بتورط قوات الحدود ( الجيش السوداني ) في مذبحة تبرا , وضرورة محاكمة الجناة ! وفي الجانب الاخر نسمع الناطق الرسمي للجيش ينفي أي تورط لقوات الحدود في المذبحة ! مثل واحد من عشرات الأمثلة علي التضارب والتخبط في سياسات نظام الانقاذ حول دارفور , رغم تدشين الأستراتيجية الجديدة ! وأي إستراتيجية حتى تنجح يجب أن تكون مكوناتها مترابطة ومتناسقة ومتكاملة حتي تصل الي الهدف المنشود ! خامسأ : بدات عجلة عبثيات الدوحة في الدوران هذا الشهر ! ولكنه طحن في الهواء ... والي أن يتم الاستفتاء قي سلاسة وهدؤ !