كشف مصدر دبلوماسي بالقصر الرئاسي بالخرطوم عن وجود أزمة مكتومة بين المؤتمر الوطنى والاتحادى الاصل على خلفية الغياب الطويل لمساعد رئيس الجمهورية جعفر الصادق الميرغنى عن مكتبه وعن البلاد لفترة تجاوزت الستة شهور بدون علم رئاسة الجمهورية وبدون اتصال مع سفارات السودان في الدول التى قام بزيارتها خلال فترة تواجده الحالية بالخارج والتى شملت عواصم عربية وإفريقية وأوروبية مهمة.وقال المصدر ان الحزبين نجحا في إحتواء الازمة والمحافظة عليها بعيدا عن الرأي العام طيلة الفترة الماضية ولفت المصدر الى انها انفجرت اخيرا وخرجت الى العلن بإصدار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لقراره الجمهوري القاضى بتكوين لجنة عليا لتنفيذ الاتفاق مع دولة الجنوب برئاسته وعضوية كل مساعديه (نافع،الدقير،موسي محمد احمد،عبدالرحمن الصادق المهدى )باستثناء جعفر الميرغنى. وفيما يلى نص القرار كما أوردته وكالة السودان للأنباء (سونا): الخرطوم في 31/10(سونا) - أصدر المشير عمر البشير رئيس الجمهورية اليوم قرارا جمهوريا بتشكيل اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاق التعاون بين دولتي السودان وجنوب السودان. وتشكلت اللجنة العليا برئاسته والنائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه رئيسا مناوبا ونائب الرئيس الدكتور الحاج آدم يوسف عضوا ومساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع عضوا ومقررا ومساعدو الرئيس موسي محمد أحمد ود. جلال الدقير والعقيد عبد الرحمن الصادق المهدي أعضاءا .ونص القرار علي عضوية وزراء رئاسة الجمهورية وشئون مجلس الوزراء والدفاع والداخلية والخارجية والمالية والنفط والتجارة والنقل والطرق والجسور والصحة.فيما يشغل وزير الدولة برئاسة الجمهورية إدريس عبد القادر في اللجنة موقع نائب المقرر بجانب العضوية وعضوية كل من الفريق أول مهندس محمد عطا المولي المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات ومحافظ بنك السودان المركزي دكتور محمد خير الزبير ودكتور صابر محمد الحسن.وحدد القرار الجمهوري مهام اللجنة بشأن الاتفاق المبرم مع جمهورية جنوب السودان واتخاذ ما يلزم من تدابير لأغراض تسهيل أعمال اللجان الفرعية وتكوين هذه اللجان وتحديد اختصاصاتها وسلطاتها.(انتهي خبر سونا). وكشف المصدر الدبلوماسى عن أن الرئيس البشير أبلغ رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى محمد عثمان الميرغنى في آخر لقاء جمعهما استيائه وعدم رضائه من غياب مساعده(الميرغنى الصغير) واضاف المصدر ان الميرغنى (الكبير) لم يقدم للرئيس البشير ردودا واضحة ومقنعة لغياب ابنه وتابع أن ذلك دفع بالرئيس لاستبعاد جعفر الميرغنى من عضوية اللجنة العليا المختصة بمتابعة ملف الجنوب برغم انها ضمت في عضويتها كل مساعدى رئيس الجمهورية الآخرين. في سياق متصل قللت دوائر بالحزب الاتحادى الديمقراطى من خطورة هذه الازمة وتوقعت عدم حدوث انفضاض للشراكة مع المؤتمر الوطنى قبل المؤتمر العام للاتحادى المقرر انعقاده في مطلع العام القادم وقالت ان الوقت المتبقي لانعقاد المؤتمر العام للاتحادى كاف لاحتواء كل الخلافات والوصول الى اتفاق يعرض على المؤتمر العام لاجازته وأشارت ذات الدوائر الاتحادية الى ان ما يثير قلقها على مستقبل الشراكة مع المؤتمر الوطنى هو خوفها من ان تظل القضايا بين الحزبين عالقة بدون حلول مقنعة أو إحراز أى تقدم الى حين انعقاد المؤتمر العام للاتحادى فى يناير المقبل وقال في هذه الحالة سيجد المعارضون للمشاركة في الحكومة من قيادات الأصل فرصتهم لتوجيه الضربة القاضية للعلاقة مع المؤتمر الوطنى.