أربعة عشر يوماً مرت على إعلان الناشط السوداني الدكتور عبد المنعم إبراهيم إضرابه عن الطعام، وافتراشه الأرض أمام مبنى النادي الثقافي السوداني في بيروت. إضراب إبراهيم يأتي كما يقول احتجاجا على معاملة السودانيين في لبنان وعدم تدخل السفارة لحمايتهم وإهمالها لمواطنيها وعدم الاهتمام بكراماتهم، وهو يشترط لوقف إضرابه عن الطعام والشراب إجراء انتخابات للهيئة الإدارية للنادي الثقافي السوداني ببيروت من دون تدخل السفارة السودانية. بداية الأزمة الأزمة بدأت قبل أربعة أشهر حين اقتحمت الأجهزة الأمنية اللبنانية حفلاً خيرياً أقامه سودانيون يعود ريعه لطفلٍ مصاب بالسرطان، فاعتقلوا الحضور، وكبلوهم وأرغموهم على الانبطاح وسط الشارع العام أمام أعين المارة بشكل مهين، كما نقلت الصحف يومذاك. واتهم إبراهيم السلطات اللبنانية بالمماطلة في الإفراج عن سجناء سودانيين. حينها علت أصوات طالبت السفارة السودانية بالتحرك والقيام بواجباتها في احتضان ورعاية وحماية مواطنيها في لبنان. وحسب إبراهيم فإنه «آن الأوان لاستقلال السودانيين في لبنان بعيداً عن سيطرة السفارة عليهم، لأنها تحصر اهتمامها بالاستثمارات اللبنانية في السودان، ولا تلقي بالاً لكرامات السودانيين التي تُداس في لبنان». وأضاف أن «المشكلة لا تقتصر على ما جرى قبل أربعة أشهر، فالسجون اللبنانية مليئة بسجناء سودانيين قضوا مدة عقوباتهم ودفعوا الغرامات المتوجبة عليهم، إلا أن السلطات اللبنانية تماطل في إطلاق سراحهم، ولم تبد السفارة السودانية أي اعتراض على هذه المعاملة، بل إنها أوعزت إلى عدد من أبناء الجالية بعدم إثارة الأمر». واتهم إبراهيم السفارة السودانية «بتهديده وتخويفه، والتضييق عليه، وعرقلة إجراء انتخابات النادي الثقافي السوداني، وهدد أنه سينزع المصل الطبي الذي يمده بالغذاء إذا ما عرقلت السفارة إجراء الانتخابات، وسينقل اعتصامه إلى أمام مبنى السفارة». وأضاف أنه «لا يريد الإساءة للبنان أو للسودان، وجلّ ما يريده هو انتخاب هيئة إدارية جديدة للنادي الثقافي السوداني، تقوم بإجراء حوار مع مؤسسات المجتمع المدني اللبناني، والإضاءة على الانتهاكات والإساءات التي يتعرض لها السودانيون في لبنان». رد السفير إلا أن للحكاية وجهة نظر أخرى قدمها للجزيرة نت السفير السوداني في لبنان إدريس سليمان يوسف الذي اعتبر أن «وضع الجالية السودانية في لبنان مستقر، وأكد أن السفارة تولي اهتمامها لاحتضان ورعاية وحماية حقوق الجالية السودانية في لبنان». وقال إن السفارة لا علاقة لها بإبراهيم لأنه لم يعد سودانيا. ولفت يوسف إلى أن «السفارة لا علاقة لها بعبد المنعم إبراهيم ولا يحق لها قانوناً التدخل بشؤونه. فهو لم يعد سودانياً بعدما تخلى عن أوراقه الثبوتية للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وحصل منها على صفة لاجئ، وهو منذ ذلك الحين لم يعد مرتبطاً بالجالية السودانية قانوناً». وأشار إلى أن «المشكلة بالنسبة لإبراهيم وغيره ممن باتوا لاجئين هو أن الأممالمتحدة والدول الموقعة على الاتفاقية الخاصة باللاجئين رفعوا أيديهم وتخلوا عنهم، مما اضطر هؤلاء لإثارة البلبلة للبقاء في الضوء علّ إحدى المؤسسات الحقوقية والإنسانية تساعدهم في الحصول على لجوء في أحد البلدان». واعتبر السفير السوداني أن «الانتخابات التي يدعو لها إبراهيم لانتخاب هيئة إدارية جديدة للنادي الثقافي السوداني باطلة، فللنادي جمعية عمومية منتخبة، تعقد اجتماعاتها بشكل دوري وتناقش شؤون الجالية، علاوة على أنه لا يحق لإبراهيم الدعوة لهذه الانتخابات، ولا حتى الانضمام للنادي الذي تنحصر العضوية فيه بحملة الجنسية السودانية».