تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية عما إذا كان نظام الرئيس السوداني "عمر البشير" يتهاوى؟ وقالت المجلة فى مقال حول الاحداث الاخيرة التى شهدها السودان إن طابورا من الدبابات شوهد بعد وقت قصير من منتصف ليل الخميس الماضى يتحرك ببطء في أحد الشوارع الرئيسية بالخرطوم. وسط أنباء عن محاولة انقلاب، بينما استيقظ سكان الخرطوم صباح الجمعة على يوم هادئ وهم لا يعرفون أن شيئا كبيرا قد جرى بالساعات الأولى من ذلك اليوم. وأوضحت المجلة أن وزير الإعلام السودانى "أحمد بلال عثمان" أعلن وسط أجواء من الشائعات وتضارب الأنباء عن القبض على 13 مشتبها به بتهمة التآمر ضد الدولة، وأن من بينهم شخصيات بارزة من كبار المسئولين في البلاد. وأضاف"عثمان" أن الحكومة قررت إجهاض هذه المؤامرة قبل ساعة الصفر كإجراء وقائي لتجنيب دخول البلاد في حالة من الفوضى. وقالت المجلة إن الأنباء عن محاولة انقلاب ضد نظام "البشير" لم تكن مفاجئة للعديد من مراقبي السودان، الذين شاهدوا "غيوما عاصفة" تتجمع حول النظام في البلاد. واكدت المجلة ان نظام "البشير" يواجه مقاومة مسلحة من المجموعات العرقية المضطربة في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن الاضطرابات في شوارع المدينة من السكان الذين يشعرون بالاستياء من توجهات الدولة القمعية، وقد ظهرت دلائل على أن النظام بدأ يفقد السيطرة على السلطة فى البلاد. واشارت الى ان المشاكل بدأت تتفاقم فى البلاد فى ظل تأخير تدفق النفط من جنوب السودان، وهبوط الجنيه السوداني إلى أدنى مستوياته. ويرى مراقبون أنه في ظل تفاقم المشاكل الاقتصادية بالسودان فإن "البشير" الذي يواجه لائحة اتهام بجرائم الحرب بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، سيواجه أيضا صراعا داخليا على السلطة قد يؤدي بنظامه إلى الانهيار. وربطت المجلة بين المؤامرة الاخيرة، والخلافات خلال مؤتمر عقد الأسبوع الماضي للحركة الإسلامية، وهي منظمة أنشئت من المفترض لتوجيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حيث حاول بعض الوزراء والقيادات الدينية استخدام المؤتمر للضغط من أجل إجراء إصلاحات في الحزب ، ولكن تم إحباط محاولتهم من قبل حلفاء "البشير"، حتى أن بعض المندوبين غادر المؤتمر قبل أن ينهي. وقال المحلل السوداني الدكتور "الحاج حمد": "هذا هو علامة واضحة بأن شيئا ما كان يعد له، وأن بعض الحاضرين فى المؤتمر كانوا يريدون إصلاح الحكومة، ولكن بدلا من ذلك انتهى الامر بأن تكون الحركة الإسلامية تحت السيطرة البشير، ولذلك غضب هؤلاء المطالبون بالاصلاح وخرجوا من الاجتماع، وبالتالى فإن الكثيرين يعتقدون أن شخصيات بارزة سياسية وإسلامية رهن الاعتقال حاليا. واشار المحلل السودانى الى إنه لا أحد من المتصارعين على السلطة يبدو مهتما بشؤون الشعب السوداني، ولا باتفاقية النفط التي على وشك الانهيار، ولا بالتوتر المتصاعد على الحدود بسبب الغارات الجوية التي شنتها الخرطوم. وأضاف أن الصراع الداخلي يحتدم، وأن النظام آخذ بالانهيار، وأن أي نظام يقترب من السقوط يبدي هذه الميول والتوجهات المتمثلة في عملية التدمير الذاتى. وقال دبلوماسي غربي: "لا أعتقد أن من تم القبض عليهم كانوا يخططون لانقلاب، بل كان هناك بالتأكيد تحالف يجري تشكيله، وهذا أفزع الحكومة. واوضحت المجلة انه بين عشية وضحاها أصبح هؤلاء المعتقلين أعداء للبشير، بعد ان كانوا حلفائه المقربين مثل "صلاح قوش" رئيس جهاز المخابرات الذى تم اعتقاله، وهو ما يعكس ان هناك حالة من الصراع الداخلى على السلطة داخل النظام.