تونس يو بي اي د ب أ: استخدمت قوات الأمن التونسية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في محافظة سليانة التي تعيش منذ نحو أسبوع على وقع احتقان إجتماعي وصل إلى حد الإعلان عن إضراب عام. وقالت مصادر حقوقية ونقابية ل'يونايتد برس أنترناشونال' إن الآلاف من اهالي سليانة (150 كيلومترا غرب تونس العاصمة)، تجمعوا امس الثلاثاء في مظاهرة سلمية أمام مقر المحافظة للمطالبة برحيل المحافظ ، غير أن قوات الأمن هاجمتهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع . وأوضحت أن الهجوم أسفر عن عدة إصابات في صفوف المتظاهرين تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج ،ما ساهم في ارتفاع حدة التوتر،حيث رد عدد من اهالي محافظة سليانة برشق قوات الأمن بالحجارة. وتشهد محافظة سليانة حاليا تصعيدا خطيرا ،علما أنها تعيش على وقع احتجاجات إجتماعية منذ نحو أسبوع، دفعت الإتحاد العام التونسي للشغل، أحد أكبر ثلاث منظمات نقابية تونسية إلى الدعوة لإضراب عام تم تنفيذه امس للاحتجاج على استمرار حالة التهميش التنموي التي تعاني منها المحافظة. وقال مصدر نقابي، إن هذا الإضراب سجل 'نجاحا كبيرا'، باعتبار أن جميع المؤسسات العامة والخاصة والمحلات التجارية، والخدماتية إلتزمت به حيث أغلقت أبوابها. وقال النقابي حميد شريف في تصريح إذاعي إن نحو 12 ألف من اهالي مدينة سليانة خرجوا امس في مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة سليانة للمطالبة بوضع حد للتهميش والإقصاء التنموي، وبرحيل المحافظ الذي ينتمي إلى حركة النهضة الإسلامية التي تقود حاليا الائتلاف الحاكم في البلاد. وكانت عدة احزاب، منها الجمهوري، أعلنت عن تأييدها لتحركات اهالي محافظة سليانة ،فيما أعربت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عن مساندتها للإضراب العام الذي نُفذ امس في محافظة سليانة. وقالت في بيان تلقت يونايتد برس أنترناشونال نسخة منه،إنها ' تعبّر عن مساندتها المطلقة للمطالب المشروعة لأهالي سليانة في التنمية والشغل وإصلاح البنية التحتية،كما تؤكد على فشل المعالجة الأمنية والقضائية للتحركات الإجتماعية'. وطالبت في بيانها بإطلاق سراح كافة المعتقلين على إثر التحركات الاجتماعية، وشددت على ضرورة 'فتح حوار جدّي وبناء ومشاركة كافة القوى الفاعلة في الجهة ومكونات المجتمع المدني والسياسي لإيجاد الحلول الناجعة لجهة سليانة التي ظلّت مهمشة ومحرومة على مرّ العقود'. من جهة اخرى منحت مجلة 'فورين بوليسي' الأمريكية الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي المرتبة الثانية من بين أهم مئة مفكر عالمي لسنة 2012. وعرفت المجلة بالتاريخ السياسي للرئيس التونسي المؤقت، مشيرة إلى قدرته على تسيير تونس خلال المرحلة الانتقالية بعد الإطاحة بالنظام السابق في 14 كانون الثاني/يناير العام الماضي. وتصدر مجلة 'فورين بوليسي' عن مجلس السياسة الخارجية الأمريكية وهي من أهم مراكز البحث وصنع القرار في العالم. يذكر أن الرئيس التونسي تسلم أيضا جائزة المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية 'شاتام هوس' وذلك لدوره الفاعل في مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس. والمنصف المرزوقي (67 عاما) مفكر وسياسي معارض لحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي ومن أبرز النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس. غادر إلى المنفى في فرنسا في كانون أول (ديسمبر) 2001 ليعمل محاضرا في جامعة باريس، وعاد إلى تونس بعد الثورة في 18 كانون ثان (يناير) عام 2011. وتولى المرزوقي رئاسة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ تأسيسه حتى 12 كانون أول (ديسمبر) عام 2011، وفاز حزبه ب29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي العام الماضي خلف حركة النهضة الإسلامية ليصعد بعدها إلى سدة الرئاسة بقصر قرطاج.