يواجه السياسي الجمهوري الأمريكي ريتش لوت، وهو مرشح لعضوية الكونجرس عن ولاية أوهايو، موجة واسعة من الانتقادات بعد انتشار صور له على شبكة الإنترنت وهو يرتدي الزي النازي. زي عسكري نازي نشر لوت صورا على الإنترنت ظهر فيها مرتديا زي ضابط في وحدة فافن إس إس. ويحاول كبار المسؤولين والساسة الجمهوريين الآن النأي بأنفسهم عن لوت الذي أقر بعضويته في جماعة تعيد تمثيل المعارك التي خاضها سرب الحماية الذي كان تابعا للزعيم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية أدولف هتلر، وكان الألمان يشيرون إليه اختصارا بالحرفين (SS). إعادة التمثيل إلاَّ أن لوت قال إنه مولع بإعادة تمثيل أحداث وأشياء تعود لعصور تاريخية عدة، ولم يقصد "إظهار عدم الاحترام لأي كان" في الجيش الأمريكي. لكن لوت، الذي يستخدم في الشخصيات التي يظهر فيها اسم راينهارد فيردمان، أقر بأنه عضو في جماعة "فايكينج" الأمريكية المهتمة بإعادة تمثيل الأحداث ويقع مقرها في وسط غربي البلاد، قائلا إن ذلك "مجرد اهتمام تاريخي". وقال السياسي الجمهوري في بيان نشره على موقعه على شبكة الإنترنت: "أنا لم أقصد أبدا، في أي إعادة تمثيل للتاريخ العسكري، أن أظهر عدم احترام لأي شخص خدم في جيشنا، أو لأي شخص تأثر بمأساة الحرب، وخصوصا المجتمع اليهودي". وأضاف البيان قائلا: "إعادة تمثيل التاريخ هواية يستمتع بها ملايين الرجال والنساء في أنحاء العالم. ومولع بإعادة التمثيل التاريخي لأشياء تعود إلى العديد من العصور التاريخية المختلفة، ومذ كنت في الكلية". حماية هتلر وكان لوت قد نشر مؤخرا عدة صور على شبكة الإنترنت، ويظهر فيها وهو يرتدي زي ضابط في وحدة فافن إس إس (Waffen SS). والوحدة المذكورة هي سرب الحماية الذي كان مرهوب الجانب وعُرف باسم شوتزتافل، وكان يُعتبر الجناح المسلح المقاتل التابع للرايخ الثالث، ومهمته تأمين الحماية الشخصية لهتلر. وقد ظهرت مجموعة الصور في البداية على موقع جماعة "فايكينج" على شبكة الإنترنت. وبالإضافة إلى المجموعة المذكورة، فقد نشر لوت على الإنترنت صورا أخرى ظهر في إحداها كضابط أمريكي بزي الحرب العالمية الأولى، وفي ثانية بزي اتحادي في مشهد إعادة تمثيل أحداث الحرب الأهلية الأمريكية. وقال مراسل بي بي سي في واشنطن، إيان ماكينزي، إنه على الرغم من تأكيدات لوت بأن الصور تعبر عن ولعه بإعادة تمثيل الأحداث التاريخية فحسب، فإن بعض أعضاء الحزب الجمهوري باتوا يشعرون الآن بالانزعاج حيال الموضوع برمته. "براء من لوت" ففي لقاء أجرته معه محطة فوكس نيوز التلفزيونية الأمريكية الأحد، قال إيريك كانتور، العضو الجمهوري البارز واليهودي الوحيد في مجلس النواب، إنه يتبرأ من أعمال لوت وتصرفاته. وأضاف كانتور قائلا: "أنا لا أساند أي شيء من هذا القبيل". ويقول مراسلنا إن الجدل الذي أثاره لوت يأتي وسط مخاوف متزايدة في أوساط الحزب الجمهوري بشأن وجهات نظر بعض المرشحين لانتخابات التجديد النصفي الشهر المقبل. وأضاف المراسل قائلا إن تنامي نفوذ "تيار الشاي" المحافظ المتشدد داخل الحزب الجمهوري قد وضع أعضاء الحزب أمام خيار أن يصل إلى عضوية مجلس الشيوخ مرشح جمهوري كان قد انتقد قانون الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي، وآخر اعترف بممارسة السحر والشعوذة وارتأى أن العلماء بصدد زرع أدمغة بشرية كاملة في الفئران.