بدأت واشنطن تحركات واسعة بالخرطوم،لتحريك جمود،انفاذ اتفاق التعاون الموقع بين السودان وجنوب السودان،وعقد مبعوث الادارة الاميركية للسودان، برنسون ليمان أمس، سلسة من اللقاءات شملت مساعد رئيس الجمهورية،الدكتور نافع علي نافع،ورئيس الجانب السوداني في اللجنة المشتركة لابيي، تناولت تطورات العلاقة الثنائية بين الخرطوموواشنطن واتفاقية التعاون المشترك وآخر مستجدات الاوضاع في قضية ابيي وجنوب كردفان والنيل الازرق،وأعلن رئيس وفد الحكومة للتفاوض، وزير الدفاع، عبد الرحيم محمد حسين، استئناف محادثات اللجنة السياسية العسكرية المشتركة بالخرطوم في الثالث من ديسمبر المقبل ،لبحث الخطوات العملية لتنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية والخاصة بتحديد المنطقة العازلة ونقاط المراقبة وتسمية أعضاء اللجان الفنية لمراقبة الحدود. وأعلن المبعوث الامريكي الخاص للسودان، السفير برينستون ليمان، عن دعم أمريكى ب(4) ملايين دولار للجنة المشتركة لابيي ،ورهن ذلك بتكوين المؤسسات المدنية فى المنطقة. ورهن مساعد رئيس الجمهورية لدى لقائه المبعوث الامريكي بالقصر الجمهوري امس، انفاذ اتفاقيات التعاون المشتركة مع دولة جنوب السودان بتطبيق الترتيبات الأمنية أولاً ،وأعتبرها الطريق الوحيد لتنفيذ باقي الاتفاقيات والتعاون في المجالات الأخرى، واكد نافع استعداد السودان لتطبيق كافة اتفاقيات التعاون المشترك ،وبحث نافع مع المبعوث الامريكي العلاقات الثنائية بين الخرطوموواشنطن، مؤكدا تطلع السودان لتطوير هذه العلاقة مع أمريكا وجعلها المفتاح لبحث تطوير العلاقات مع دولة جنوب السودان وقضية المنطقتين والقضايا الأخرى. من جانبه، قال المبعوث الأمريكي إن اللقاء كان مثمراً حيث بحثنا خلاله قضايا عديدة على رأسها العلاقات الثنائية بين البلدين وسير تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين السودان ودولة جنوب السودان وتحقيق السلام في جنوب كردفان والنيل الأزرق الموقع في أديس أبابا سبتمبر الماضي،وأكد ليمان أهمية تنفيذ الاتفاق لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، معرباً عن أمله في أن تساعد الجهود الأمريكية في حل القضايا كافة. من ناحيته، أوضح مدير الإدارة الأمريكية بوزارة الخارجية، السفير محمد عبد الله التوم، أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين السودان والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي أشار الي بعض القضايا المتعلقة بدولة جنوب السودان وكيفية المضي قدماً في تنفيذ اتفاق التعاون المشترك بين البلدين، مبينا أن المبعوث الأمريكي تلمس خلال اللقاء وجهة النظر السودانية في القضايا المطروحة. وفي السياق ذاته، حث المبعوث الأمريكى للسودان، اللجنة الاشرافية المشتركة لابيي بضرورة تكوين المؤسسات المدنية في المنطقة، مؤكدا أهميتها فى تقديم الخدمات وخلق ظروف ملائمة للإستقرار والتعايش السلمى، فضلا عن دفع العلاقات بين السودان وجنوب السودان ، وكشف ليمان عن دعم أمريكى بمبلغ (4) ملايين دولار للطرفين، ورهن ذلك بتكوين المؤسسات المدنية فى أبيى . وقال رئيس اللجنة المشتركة لأبيى، الخير الفهيم المكى،عقب لقائه بمنزله أمس ليمان والقائم بالأعمال الأمريكى جوزيف إستافورد، إن إدارته قدمت تنويرا كاملا للمبعوث الأمريكى حول الأوضاع فى أبيى ، ونقل لهما موافقة الجانب السودانى على الإستمرار فى الإجتماعات على أن تحدد الآلية الأفريقية موعدا بموافقة الطرفين ، وأكد الفهيم أن إدارته طالبت المبعوث الأمريكى بتقديم النصح للطرف الآخر بأن يكون التمثيل عادلا بين الطرفين. إدريس عبد القادر يرد على لوكا بيونق و أكد وزير الدولة برئاسة الجمهورية، إدريس محمد عبد القادر، أن المشاورات لا تزال جارية لإكمال قائمة مرشحي الحكومة لجميع وظائف مؤسسات أبيي تنفيذا لنصوص اتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية المؤقتة، لمنطقة أبيي الموقعة في 20 يونيو 2011. وأوضح بيان لمكتب الوزير أمس، تعقيبا على بيان أصدره رئيس الجانب الجنوبي في اللجنة المشتركة للإشراف على أبيي، الدكتور لوكا بيونق جاء فيه (إن السودان غير مستعد للاجتماع السابع للجنة الذي كان مقررًا له 22 نوفمبر الجاري )، أن جانب حكومة جنوب السودان في اللجنة المشرفة هو الذي طلب تأجيل الاجتماع السادس للجنة ،وقال إن الخرطوم تصرفت في الوقت المناسب تماما عندما وافقت على احد مرشحي حكومة الجنوب الثلاثة لشغل منصب كبير إداريي منطقة أبيي، ونقلت هذه الموافقة فورا للجنة الأفريقية رفيعة المستوى في أديس أبابا في 24 يوليو 2011 مع ترشيحات السودان لجميع مناصب مؤسسات أبيي،وأضاف أنه من المؤسف أن رد فعل حكومة الجنوب لم يكن بناءً «فقد تذرعت بأن المرشح لمنصب رئيس المجلس التشريعي يجب أن يحظى بموافقة الدينكا أيضا». وأشار البيان إلى أن حكومة جنوب السودان عملت بشدة في الماضي على تعطيل إنشاء مؤسسات أبيي إلى أن قام مجلس السلم والأمن الأفريقي بإثارة هذا الأمر اخيرا، ومن بعده مجلس الأمن. وزير الدفاع: اجتماع اللجنة السياسية العسكرية في الثالث من ديسمبر من جهته أعلن وزير الدفاع، الفريق أول مهندس ركن، عبد الرحيم محمد حسين، عن انعقاد اجتماع اللجنة السياسية العسكرية الأمنية المشتركة مع دولة جنوب في الثالث والرابع من ديسمبر المقبل على مستوى اللجان الفنية، بينما تنعقد اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية في الخامس والسادس من ديسمبر المقبل، معرباً عن أمله في أن تحرز هذه الاجتماعات نتائج تدفع لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بين البلدين. وفي سياق متصل، نفي مندوب السودان الدائم لدي مجلس الامن، السفير دفع الله الحاج علي، وصول شكوي رسمية من دولة الجنوب لمجلس الامن ضد السودان حتي امس، واضاف الى الان» لاندري حقيقة الشكوي «، وتوقع ان يقدم المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة هايلي منقريوس في جلسة مجلس الامن غدا او بعد غد تقريرا بشأن بروتوكول التعاون المشترك الموقع بين السودان وجنوب السودان باديس ابابا اخيرا . وفي جوبا جدد السفير السوداني بدولة جنوب السودان، مطرف صديق، حرص السودان على إقامة علاقات جيدة مع جوبا وإنفاذ اتفاقيات التعاون التي تم التوقيع عليها بين البلدين في أديس أبابا. وأكد مطرف خلال لقائه باقان أموم، كبير مفاوضي دولة جنوب السودان، بالسفارة السودانية بجوبا، أن حكومته جادة في توصل البلدين إلى علاقات آمنة تسهم في استقرار الأوضاع داخل البلدين،وقال إن الطرفين لديهما رؤى استراتيجية لتأسيس علاقات تضمن مصالح شعبي البلدين وهذا ما يقتضي المتابعة اللصيقة ورعاية القيادة التنفيذية والسياسية في البلدين، مؤكداً جدية الطرفين في تحقيق التواصل وعدم انحراف مسار العلاقة إلى التوتر. من جانبه قال باقان أموم، إن تنفيذ اتفاقية التعاون المشتركة بين الخرطوموجوبا يعتبر خطوة مهمة لتعميق العلاقة بين البلدين وبناء أساس للتعاون المشترك لتحقيق النمو والتطور الاقتصادي لشعبي البلدين،وقال إنهم حريصون على ضرورة تركيز جهود الشعبين والقيادة في البلدين على عملية البناء الوطني والأمن والاستقرار، واعتبر الاتصالات التي تمت خلال اليومين الماضيين خاصة على مستوى القيادة، خطوة جيدة في اتجاه تذليل العقبات التي تواجه إنفاذ الاتفاقيات. الصحافة