جاء في الأخبار إن وزير الزراعة الأردني بحث مع سفير السودان هناك مسألة تصدير الخضروات الأردنية إلى السودان. لنا أن نتخيل الهوان الذي بلغه السودان بعد سيطرة الانقاذ على مقاليد الحكم في السودان الذي كان إنتاجه الزراعي يكفى احتياجاته ويفيض .علما بأنه في مؤتمر عقد في روما في العام1972 تم اختيار السودان سلة غذاء العالم مع دولتين هما استراليا وكندا، وذلك لما يتمتع به السودان من إمكانيات زراعية تتمثل في الأراضي الخصبة والمناخ المتعدد والمياه الجوفيه والأنهار الكثيرة، كل ذلك جعل السودان مؤهلا ليلعب هذا الدور، ولكن وبعد سيطرة الانقاذ على الحكم أهملت الزراعة ودمرت بنياتها الأساسية ودمرت أيضاً المشاريع الزراعية المروية والمطرية. إن السياسة الاقتصادية الخاطئة التي يتبعها نظام الانقاذ في السودان هي التي أودت بنا إلى هذا الدرك السحيق وحولت السودان من وطن مالك زمام أمره إلى وطن يعيش على الغير.لا يخفى على أحد أن مساحة الأردن لا تتعدى مساحة ولاية واحدة في السودان، وإمكانياتها الزراعيه أقل بكثير جداً من إمكانية السودان.إن اعتماد الانقاذ على البترول بعد استخراجه هو السبب في إهمال الزراعة ,وكان يمكن اذا استغل البترول في دعم الزراعة التي أصلاً بنيتها قائمة، وهذا هو حال الرأسمالية الطفيلية التي تتشكل منها حكومة الانقاذ لم تعط الزراعة أي اهتمام لخدمة مصالحها فقط. بعد استيراد النبق الفارسي ها هو نظام الانقاذ يخرج لنا واحدة من تجلياته باستيراد خضروات من الأردن. مَنْ يهُن يسهل الهوان عليه. الميدان