يا أخي ، رب العالمين لم يمنع الحوار حتى مع الد الخصوم.. إذ قال لموسى واخيه :(اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى). *** الدكتور نافع علي نافع يعبر عن قناعاته بلغة مشحونة بالاستبداد ومفعمة بروح الانتقام، ومليئة بعبارات الإساءة والتجريح. كأنما السودان أصبح مملكة له.. وكأنما الإسلام مسجل باسمه. *** مع أن المعصوم نفسه لم يشطب التاريخ.. قبله.. بجرة قلم.. بيد أنه قال «بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. ولم يدعِ - عليه الصلاة والسلام - الكمال.. ولم يبخس الناس أشياءهم.. فاستخدم دبلوماسية الإنسان، لتعزيز الدعوة، وتشكيل أرضية للحوار والتصالح مع بني الإنسان. *** عكس ما يفعل د . نافع، والذي عاد مجدداً لأسلوب التهديد والوعيد، ليس مع المعارضين خارج حزبه.. وإنما اتسعت رقعة ثبوره وعظائم أموره حتى لمن يخالفه الرأي داخل المؤتمر الوطني. *** بيد أن التاريخ حدثنا عن أن فرعون كان يظن في نفسه الكمال، وأن ما دونه في ضلال : «ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد». *** لا يليق بشخص دستوري رفيع، ومسؤول حزبي كبير مثلك - يا دكتور نافع - أن يتحدث بلغة «تحريض قواعد المؤتمر الوطني» ، للنيل من المخالفين.. لئن لم تلتزم أنت بالدستور والقانون، لمقارعة المخالفين أو حتى التقاضي ضدهم في أروقة المحاكم، إن تجاوزوا قواعد القانون «والدستور».. فمن سيلتزم..؟!. *** الدكتور نافع.. أرجوك.. اخرج من دائرة المرارات.. وامتثل لمقولة الإمام الشافعي العريقة العتيقة: «رأينا خطأ يحتمل الصواب، ورأى غيرنا صواب يحتمل الخطأ، ومن أتى بأفضل منه قبلناه». *** يا دكتور، في الإسلام الذي تتحدث أنت باسمه.. لم يدعِ رسوله الكريم الحق المطلق في أمور الاجتهاد.. بيد أنه قال ل «الشيخين أبي بكر وعمر»: « لو اتفقتما على أمر، لما خالفتكما». *** ليس من سبيل أمامك، يا دكتور نافع، إلا أن تنزل من برجك العاجي، وتتخلى عن امتلاك الحق المطلق وتخوين الآخرين.. ذلك لأن البذرة البشرية والغرس الإلهي في الإنسان، عبر عنه نبى الحرية والديمقراطية بحديثه الأنساني العظيم: «نصف رأيك عند أخيك» . *** مالكم كيف تحكمون..؟!.