الإسلام هو غاية.. ورسول الدعوة لم يفكر مطلقاً ب «القفز بالزانة» أو تحقيق الغاية النبيلة بأسلوب العنف.. بل اعتمد قوة المنطق على منطق القوة. *** ولكم هو مضحك أن يزايد بعض من يدّعون الحرص على الشريعة.. أن يزايدوا على رسول الدعوة، الذي كان يتبع الوسائل «المدنية» لتحقيق مرامي الإسلام وأهداف الشريعة..!. *** نعم.. فالانقلاب العسكري - يا دكتور نافع - مفارق لمقاصد الدين، ومناهض ل «تكاملية» الفكر الإسلامي مع الفكر الإنساني.. بيد أن الرسول الكريم عزز «التكامل» بين الفكرين، بقولته العظيمة: «لقد بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». أي أن واقع النبوة لم يفتئت تماماً على الواقع قبله، ولم يلغه ولم يسبه.. ولم يصِمه بالشر المطلق والرذيلة المحضة.. إن تصريحات د. نافع الضارة، ومواجهة الخصوم بشعارات التكفير والعلمانية..واستخدام عصا «الشريعة» في مواجهة الغير.. هذا الأسلوب ولّى زمانه، وبارت بضاعته..؛ لأن الشعوب أضحت واعية جداً، لا تحركها المشاعر ولا تدغدغها الشعارات.. *** فالناس عادوا موقنين أن الشريعة هي المعايش.. وأن الضنك والفقر يورثان الضعف «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف».. وخليفة راشد في مقام الإمام علي يصور الفقر بأنه «لو كان رجلاً لقتلته».!. *** دكتور نافع.. الديمقراطية لا تتعارض مع الإسلام.. والصابرون وحدهم ممن ناهضوا أنظمة القهر والديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.. أمثال الشيخ راشد الغنوشي والدكتور محمد مرسي، وغيرهم من القيادات الإسلامية التي آثرت السجون، صبراً وانتظاراً لفرج سياسي معافىً ومبين .. هؤلاء أتوا إلى السلطة بالانتخاب، وليس بالانقلاب.. *** الشريعة الإسلامية الحقة ليست شعارات جوفاء.. وإنما هي واقع، سياسياً تقوم على الرأي والرأي الآخر.. فالرسول «المعصوم» كان يتنازل عن رأيه، احتراماً للاغلبية.. إذ يقول لابي بكر وعمر: «لو اتفقتما على أمر، لما خالفتكما». واجتماعياً تقوم على تأمين حياة الناس من العوز والخوف «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف». واقتصادياً تقوم على معاداة الشح والتفاوت «كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم». *** إن من صميم مهام الفكر الإسلامي «الغائب» أن يحارب احتكار الثروة وتفشي التربح غير المشروع «بئر معطلة وقصر مشيد». *** ألم أقل لك.. يا دكتور.. إن نبل الغاية من شرف الوسيلة..؟!. رئيس التحرير [email protected] 0912364904