الرياض - تستعد وزارة الثقافة والإعلام السعودية الى اغلاق القنوات الفضائية التي يثبت تعمّدها إثارة الفتنة الطائفية والتفرقة العنصرية بين افراد المجتمع السعودي. وقال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في تصريحات خاصة إلى الوطن السعودية، "إن هناك عددا من الضوابط الجديدة المتعلقة بمكافحة القنوات، التي تبث دعوات التفرقة في المجتمع السعودي سيتم اعتمادها قريبا، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام لن تتهاون مع مثيري التفرقة والعنصرية في القنوات الفضائية". واعتبر أن الوحدة الوطنية "خط أحمر لا يقبل المساس به"، مشيرا إلى أن أي قناة أو أي جهة أخرى تحاول شق عصا المجتمع ستواجه الإغلاق الفوري. يشار إلى أن وزير الثقافة والإعلام السعودي أصدر قراراً يقضي بإغلاق إحدى القنوات السعودية بعدما تعرّضت في أحد برامجها لشريحة من المواطنين في نجرانجنوب المملكة وأكد عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زلفة أن خطر القنوات الدينية المتشددة فاق خطورة القنوات الفاضحة الخاصة بالعُري والإباحية والرقص من خلال اختراقها لوحدة الصف وتشتيت الوحدة الوطنية وفقا لجريدة "المدينة السعودية". واعتبر مراقبون ان القنوات الوهابية ك"المجد" و"الناس" و"الحكمة" و"الرحمة" من اكثر الفضائيات اثارة للتزمت الديني والتصلب الفكري والانشقاق المجتمعي. وتصل سطوة رجال الدين في السعودية في احيانا كثيرة الى التدخل في الاعلام والعمل على فرض وصايته عليه. واثارت فتوى جديدة لرئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة السعودية كثيراً من الجدل، حيث أجاز قتل أصحاب القنوات الفضائية العربية، واصفاً إياهم بالمفسدون. وجاءت تصريحات رئيس المجلس الأعلى للقضاء بالمملكة العربية السعودية ضمن برنامج نور على الدرب، رداً على سؤال من أحد المستمعين حول القنوات الفضائية. ودعا الشيخ السعودي أصحاب الفضائيات العربية إلى أن يتقوا الله ويتوبوا، وأن يكفوا عن نشر الفساد والإفساد، عبر نشر ما وصفه بالبرامج الخبيثة على قنواتهم الفضائية. يُذكر أن عدداً كبيراً من السعوديين يمتلكون قنوات فضائية خاصة، من بينها مجموعة محطات ام بي سي التلفزيونية وقناة العربية الإخبارية، إضافة إلى مجموعة قنوات روتانا، وارتي، وأوربت، ولكن هذه القنوات تبث من خارج المملكة. وبين سطوة رجال الدين، ومحاولة المثقفين والناشطين الحقوقيين "حلحلة" الوضع السياسي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية، بقيت الاصلاحات السياسية "رهينة المحبسين".