تمكنت قوى المعارضة المدنية والمسلحة وتنظيمات الشباب والمجتمع المدنى من حسم خلافاتها بشان وسائل التغيير وترتيبات ما بعد نظام الانقاذ وقررت اعتماد العمل بكل الوسائل السلمية والعسكرية لاسقاط نظام المؤتمر الوطنى والاستعاضة عنه بنظام ديمقراطى، وتمثل هذه الخطوة اختراقا مهما للمعارضة بعد موافقة احزاب ذات توجهات اسلامية مثل حزب الامة والمؤتمر الشعبى على تحييد الدين عن مؤسسات الدولة بجانب اقرار فترة انتقالية مدتها اربع سنوات والتعاون الايجابى مع المحكمة الجنائية بتسليم المطلوبين وعدم التقاضى عن مقترفى انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب وتعويض الضحايا ، بجانب التأكيد على فيدرالية وديمقراطية الدولة واقرار المواطنة كاساس للحقوق والواجبات والتشديد علىتحقيق العدالة ومنع مرتكبى الانتهاكات من الافلات اضافة الى التوزيع العادل للسلطة والثرورة وضمان قومية ومهنية اجهزة الدولة واستقلالها وتمكين المرأة والغاء قانون النظام العام وكل القوانين المقيدة للحريات. واعتمدت المعارضة ميثاقا اسمته (الفجر الجديد) ووقعت عليه فصائل الجبهة الثورية واحزاب قوى الاجماع الوطنى وممثلون للمجتمع المدنى والحركات الشبابية ، وحرم البيان استخدام القوة العسكرية فى العمل السياسى او الانقلاب على السلطة المنتخبة ، واقر الميثاق تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة قوى التغيير الموقعة على الميثاق بجانب اعتماد نظام حكم رباعى المستويات والغاء الولايات الحالية والاستعاضة عنها بنظام فيدرالى يضم (8) اقاليم وانشاء مجلس تشريعى انتقالى ممثل لكل الاقاليم على ان تخصص 30% من مقاعده للنساء والعودة لنظام رأس الدولة المكون من رئيس ويكون حكام الاقاليم نوابا له بجانب وجود امراة ، وحدد الميثاق مهام الحكومة الانتقالية فى الوقف الفورى للحرب والقيام بالترتيبات الامنية الضرورية لعودة النازحين واللاجئين واعادة تكوين القوات النظامية وحل الدفاع الشعبى وجهاز الامن ونزع سلاح جميع مليشيات النظام خارج نطاق القوات النظامية.