ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناس المريخ....!!
نشر في الراكوبة يوم 18 - 10 - 2010

كانت المركبة الفضائية ذات الشكل الأسطوانى واللون النحاسى تقترب من مدار الأرض حينما إلتفت قائدها إلى مساعده قائلاً وهو ينظر إلى شاشة أمامه تبدو عليها صورة لكوكب الأرض والمركبة تقترب منه :
- بعد قليل سوف نقوم بالهبوط لا تنسى أن المهمة التى كلفنا بها هى هى التعرف على هذا الكوكب وتحديث معلوماتنا عنه وعن سكانه ، كيف يعيشون وإلى أى مدى هم متطورون والى مستوى من الرقي وصلت حضارتهم.
- لماذا إختار علماؤنا هذا الشعب بالذات ؟
- مبلغ علمى أن علماءنا في المريخ بعد أن درسوا تاريخ الأرض قد وجدوا أن أعرق حضارة على سطح هذا الكوكب قد نشأت في أرض يسميها الأرضيون أرض النوبه حيث يشقها نهر ضخم يسمى النيل
- أه فهمت .. إذن فقد أراد علماؤنا أن تكون أرض ما يعرف الآن بالسودان محطتنا الأولى لأن هذه الأرض ذات التاريخ والحضارة القديمة لابد أن تكون اليوم أكثر بقاع الكوكب تمدنا ورقيا ومن ثم سوف يسهل علينا دراسة بقية شعوب كوكب الأرض الأخرى !
بينما كان أستاذ عوض ناظر مدرسة غرب الحارات للأساس ينام هو وزوجته الحاجه علويه فى حوش منزله الملاصق للمدرسة فى ذلك المساء الصيفى الساخن إستمعا لصوت هادر أفاقا على إثره من النوم ، تراءى لهما جسم لامع يدور فى حركة حلزونيه داخل ميدان المدرسة الفسيح .. سرعان ما هدأت سرعه الجسم وهو يتوسط الميدان وينزل عموديا ناثرأ حوله كمية من الغبار الذى ما إن إنقشعت سحابته حتى إتسعت حدقتا عينيهما ووقفا يتأملان المنظر .. الجسم مخروطى الشكل تحيط بدايرته السفلية نوافذ دائرية صغيرة لامعه .. يقتح نصف الأسطوانه العلوى ويخرج منه كائن ضئيل الجسم بعض الشئ ... حوالى مئة متر فقط كانت تفصل بين هذا الجسم والمكان الذى يقف فيه استاذ عوض وزوجته علوية .. الكائن يتجه نحوهما :
- ديل يكونو ناس خليل جايين ليهم بى فلم جديد ؟
- والله ما ظنيت يا حاج الشئ ده متطور شديد
- فى خوف وهو يتابع الكائن : طيب المصيبه الجايه علينا دى شنو ؟
كان طول الكائن القادم نحوهما حوالى متر واحد وجهه مثلث الشكل ويضع فى قمه رأسه شئ يشبه إلى حد بعيد هوائى التلفزيون - قالها بصوت يشبه صوت الانسان الالى :السلام عليكم
- وعليكم السلااام ... ألأخو من وين ؟
-أنا من كوكب المريخ .. أنا مساعد قائد هذه المركبة أما القائد فهو بالداخل
- وجايين هنا تعملو شنو ؟ ما لقيتو إلا الحته دى !
- بصوت مبحوح : لقد جئنا لدراسة كوكب الأرض !
- لكن تخلوا كوكب الأرض ده كلو وما تختارو إلا البلد دى والله شقاوتكم شقاوة غايتو !
- جئنا إلى هنا بعد أن قمنا بدراسة أوضحت بأنكم شعب ذو تاريخ وحضارة !
- كدى خلينا من التاريخ والحضارة .. المصيبه اللابسا فى راسك دى شنو ؟
- بصوتة الآلى : هذا جهاز أضعه لأعرف به لغتكم وأيضا لأخاطبكم به !
- طيب إنتو هسه ضيوفنا وكده خلى الزول المعاك ده ينزل نفرش ليكم الصالون ده تنومو وبكرة الصباح - - -- نشوف ممكن نقدم ليكم شنو
- نحن فى المريخ لا ننام .. الوقت كله لدينا للعمل !
- والله هنا نحنا بنوم جنس نوم خليهو سااكت
- وكيف تنامون هل بلغتم من التطور الحد الأقصى
- أقصى؟ إنتا يازول بتهظر؟ هو نحنا الأدنى وصلنا ليهو ؟ كدى نزل زولك ده خلينا ننوم والصباح رباح !
مناديا زميله بلغة غير مفهومة تفتح المركبة فينزل قائدها والذى هو صورة طبق الأصل من مساعده
- وأنا فى داخل المركبة قمت بقياس الذبذبات العصبية لديكم فوجدت أنكما متوتران ! هل أنتما خائفان
- والله أكان جيت للجد آآى هسه لو السلطات عرفت بى جيتكم دى ولقوكم معانا الله قال بى قولنا .. ح نطلع طابور خامس وح يكون ده غزو أجنبى ويشيلو مركبتكم دى معروضات وحكايتنا تبقى حكايه !
- مع إننا لا ندرى عما تتحدثون لكننا سوف نستخدم أحدى التقنيات لدينا فى إخفاء المركبة وإخفاء انفسنا ----- يخرج مصباحا ذو إضاءة باهرة يوجهه نحو المركبة فتختفى ثم يوجهه نحو زميله ثم نحو نفسه فيختفيان !
- يعنى هسه الزول يشوفكم ويتفاهم معاكم كيف ؟
- لا تخافا .. نحن سوف نكون قريبين منكما لقد فعلنا ذلك من أجل الدواعى الأمنية التى ذكرتماها والآن هل تسمحان لنا بالتجول فى منزلكما لمعرفة كيف تعيشان؟
- جدا إتفضلا ..
- الخارطة التى معنا وكذلك قاعدة البيانات الموجوده على المركبة تقول أنكما تسكنان فى عاصمة البلاد هل ذلك صحيح ؟
- نعم بالحيل
- إذن لماذا هذا الظلام الدامس ؟
- دى قصة طوييييييييييييييلة
- هل تمت طباعتها
- طباعت شنو؟ دى قصة ما بتتطبع ..
- إذن هل تستطيع أن تحكيها لنا حتى نتعرف على سر أصراركم على التواجد والعيش فى الظلام ؟
- لا أنحنا مش القاعدين نصر إنو نتواجد ونعيش فى الظلام .. ديل هم !
- هم مين ؟
- المسئولين !
- هل يخاف مسئوليكم من الضوء !
- والله من ناحيت بيخافو منو فهم بيخافو ..لكن دى ما المشكلة؟
- وأين تكمن المشكلة إذن ؟ هنالك لدينا فى المريخ إذا كانت هنالك مشكلة فلابد أن تكون مسبباتها معروفه !
-هنا فى هذه البلاد إذا كانت لدينا مشكلة فلابد أن تكون مسبباتها مألوفه وقد تآلفنا مع إنقطاع الكهرباء عنا أما المسببات فهى سر من أسرار الدولة
- والحلول؟
- حلول شنو يا ود أمى ؟ نحنا هنا ما عندنا حلول المسألة دى هسه ليها سنين
- وهو ينظر فى أسى : الله يكون فى عونكم ! وفى عون بقية سكان كوكب الأرض
- سكان كوكب الأرض مالهم؟ مولعين كهرباء ذى العجب ما بتقطع ولا ثانية الله يكون فى عوننا نحنا ديل !
- ألستم أنتم من أكثر شعوب الأرض حضارة وبالتالى بقية الشعوب أقل منكم تطوراً ؟
- يا خوى إنت جاى من المريخ بتاع بانت؟ حضارة شنو وهناى شنو والله نحنا التخلف ذاااتو !
- عوض وهو يهمس لزوجته علويه : هسه الواحد لو قال ليهم المويه ذاتا بتقطع ح يندهشوا لمن السلوك الفى راسهم دى تطير !!
حسب ما لدينا فى إحداثيات الخريطه التى معنا فإن هذا المبنى هو مدرسة للتعلم أليس كذلك ؟
- والله هى من ناحيت مدرسة فهى مدرسة وأنا كمان الناظر بتاعا لكن قصت للتعلم دى فيها قولان؟
- ماذا تعنى ؟
- دى قصه طوييييييييييييييلة ؟ أنحنا يا خوى قصصنا كوووولها طوييييييلة
- المرة دى بالدارجى : قصصكم دى هى مالا طوالى طويييييييييييييييلة ؟
- لأنو نحنا بالنا طويل .. إإنتو هسه فى المريخ الفصل عندكم فيهو كم طالب؟
- نحن يوجد لدينا فصل لكل طالب !
- أها هنا يا ود أمى فى مدرسة أستاذ عوض دى الفصل فيهو 130 طالب ؟ أها شن قولك؟
- وهؤلاء جميعا يدخلون إلى الجامعات ويصبحون علماء ؟
- جامعات شنو؟ وعلماء شنو؟ على الشارع عدييييييل ! علماء فى القعاد فى الضللة ومستشارين لشئون البوش والتخميس !
- وهل يقطع التيار الكهربائى أيضا من المدرسة ؟
- وهو يلتفت إلى علوية : الزول ده ما نصيح وإلا شنو يا حاجه ؟
- ثم يلتفت إليه : مدارس شنو؟ الكهرباء بتقطع من المستشفيات محل الناس بتعمل عمليات والله فعلن إنت من المريخ !
بعد أن قام أستاذ عوض وزوجته الحاجه علوية بأخذ جولة فى المدرسة التى تفتقر إلى أى شئ وسط حيرة وذهول الرجلين المريخيين طلب الأخيرين منهما الركوب معهما فى المركبة الفضائية لعمل جولة حول البلاد :
- أمشى معاهم إنت يا حاج والله أنا الطيارة بخاف منها خليك من المصيبة بتاعتهم دى !
- خلاص أنا ح أمشى معاهم أصلو الليلة الجمعه والمدرسة قافلة
أخرج أحد الرجلين ذلك الجهاز من جيب سترته الفضائية ووجهه نحو المركبة التى ظهرت أجزاؤها ثم وجهه على زميله ثم على نفسه وطلبا من أستاذ عوض الصعود إلى غرفه القيادة ، ثم أقلعت المركبة بصورة عموديه وهى تنفث عنها كمية من الغبار والأتربه
- لا تخف أستاذ عوض فنحن سوف نحلق على أرتفاع عال جدا بعيدا عن الرادار وطائرات الإستطلاع لديكم؟
- طائرات شنو؟ والله إنتو ما عارفين حاجه ساااكت .. نحنا الطيارات الحربية العندنا من الحرب العالمية التانية ... خليكم مطمئنين
- هل تعنى أنها متخلفه ؟ وماذا إذا هاجمكم الأعداء؟
- بنستدرجهم أقصد يعنى بنهاجمهم بالموجود .. ما كلف الله نفساً إلا وسعها !
- وهو ينظر إلى شاشة أمامه : ما هذه المركبة الفخيمة التى تجثو على ضفه هذا النهر؟
- هذا يخت ... يخخخت .. !
- ما هو ؟ في ماذا تستخدمونه؟
- والله فى الحقيقه هو مما إشتروهو مافى زول إستخدمو ..
- أتعنى انه تحفة؟
- هو من ناحيت تحفه فهو تحفه حيث كلف ملايين الدولارات
- هل لديكم شراء التحف له الأولويه على شراء الطائرات للدفاع عن أنفسكم؟ يا لكم من كوكب غريب !
- غريب الشويه دى ؟ هو إنتو شفتو حاجه ؟؟
- وهو ينظر حيث أراض جرداء تملأ الشاشة : ماذا تأكلون ؟
- نأكل مما نزرع!
- وماذا تزرعون وكل هذه الأراضى جرداء !
- مساعد القائد : إنهم يزرعون .. ألم تر تلك اللافتة المكتوب عليها مشروع سندس الزراعى ! ما هى المحاصيل التى ينتجها هذا المشروع الضخم ؟
- كان قلت ليكم حاجه بتقولو سكان الأرض ديل عورا !
- كيف؟ ماذا تعنى ؟
- المشروع ده ليهو 21 سنه لحدت هسه ما طلع ليهو ليمونة وااااحده !
- يبدو أن الليمون يأخذ وقتا طويلا على كوكب الأرض حتى يثمر
- لا .. المشروعات هى البتاخد وكت طويل حتى تبدأ
- لدينا فى كوكب المريخ المشروع لا يأخذ أكثر من الوقت كثيرا
- لكن إنتو فى كوكب المريخ عندكم تماسيح ذى العندنا ديل .. !
- مساعد القائد : أنظرا إلى تلك الجمهرة التى على ذلك الطريق المظلم؟ يبدو أن هنالك مناسبة ما !
- يتمعن الصورة : مناسبت شنو؟ ده شارع إسمو شارع الموت .. والشايفنهم ديل باصات مقلوبه ؟
- وكيف إذن تسير الباصات والناقلات إذا قمتم بقلبها !؟
- إنتو قايلننا يعنى بنقلبا بى مزاجنا .. دى حوااادث .. حواادث عشان الشارع ضيق وكلو حفر وما فيهو إضاءة !
- إذا كانت المنازل لديكم والمدارس والمستشفيات وأيضا الشوارع لا توجد بها إضاءة فأين إذن تذهب الإضاءة ؟
- والله سؤالك ده ما فضل إلا يسألو زول من المريخ ذيك كده !!
- مساعد القائد : هل هذا هو الحادث الأول المفجع؟ إنى أرى الآن جثث وأشلاء
- ده الحادث المليون .. الناس الماتو فى الشارع ده بيكونو أكتر من الموجودين فى كوكب المريخ بتاعكم !
- إذن لماذا لا تقوموا بإصلاح هذا الشارع والحفاظ على أرواح سكان هذا الكوكب !
- مساعد القائد : يمكنكم بيع ذلك اليخت الفاخر الذى شاهدناه قبل قليل وإستخدام ثمنه فى أصلاح هذا الشارع حفاظا على أرواح شعبكم !
- لا .. لا يمكن ذلك
- كيف لا يمكن؟
- لأننا لن نستطيع أن نطلق على هذا الشعب إسم الشعب الفضل إن لم تتناقص أعداده كل يوم بهذه الطريقه ؟
- وهو ينظر إلى الشاشة فى أستغراب : ماهذه الأكوام المكدسة فى الطرقات؟
- هذه نفايات ... نفاياااات
- نفايات نووية على الطرقات أكاد لا أصدق !
- والله من ناحية نوويه كان شميتها ح تعرف إنها نووية !
- ماذا تعنى؟
- أعنى أنها نفايات بشرية أى زبالة لكنها قد تعفنت
- ولماذا تتركونها هكذا تتعفن؟ نحن لدينا فى المريخ شركة لحمل هذه النفايات
- وأنحنا ذاااتو ما عندنا هنا شركة نفايات ! لكن ما بتشيل النفايات
- إذن لماذا لا تقاضونها ؟
-نقاضى منو؟ إنت مريخابى مجنون ؟ فى زول بيقاضى الحكومة ؟ والله إلا ده يكون عندكم فى المريخ !
- مساعد القائد : ما هذه المبانى الفخمة ذات المكيفات المرصوصة التى تظهر على الشاشة ؟
- ينظر بتمعن : إنها مساجد .. جوامع حيث يؤدى المواطنين صلواتهم !
- تتغير الصورة على الشاشة : وما هذه المبانى المتآكلة المهترئة ؟
- ينظر بتمعن : هذه هى المستشفيات الحكومية حيث يتعالج المرضى من المواطنين !
- يلتفت إلى الأستاذ عوض : والله إنتو ناس غريبين
- كيف؟
- كيف يستطيع المواطنون المرضى عندما يموتون أن يذهبو للصلاة ؟
- والله كلامك صاح الزول ممكن يصلى فى أى حته طاهرة لكن يتعالج كيف دى المشكلة
مساعد القائد مشيرا بيده نحو الشاشة : ماهذا التجمع من الناس الذين يحملون هذه الأقمشة البيضاء المكتوب عليها بلغة سكان الأرض؟ إنهم أعداد كبيرة من البشر ، ماذا يفعلون؟
- يتمعن الصورة على الشاشة : أه .. هذه مسيرة ؟ - متسائلاً- إنتو فى المريخ ما عندكم مسيرات؟
-ماذا تعنى مسيرة ؟ هل يقومون بفعل شئ يستفيد منه السكان على ظهر كوكبكم هذا ؟
-أيوه بس معقول الناس الشايفنها دى كلها تكون طالعه وسايبه عملها ومخليا أشغالا ساااكت ... إنتو قايلننا يا ناس المريخ ما بنفهم وإلا شنو؟ هسه أكان ما ذى المسيرات الشايفنها فى الشاشة دى كان إتطورنا جنس التطور الشفتوهو ده ؟
بعد أن قام قائد المركبة ومساعده بالتحليق حول العاصمة برفقة أستاذ عوض قرر أن يطوف على الأقاليم والتى وجدها خاوية على عروشها مما دعاه فى ختام الرحلة أن يلتفت إلى إستاذ عوض متسائلاً :
- لماذا يتكدس السكان فى العاصمة فقط ويتركون الأقاليم ؟
- ده سؤال تسألو ؟ ولو ما جاى من المريخ ؟ هسه عليك الله الأقاليم دى كان ربطو فيها الشيطان نفسو ما بحل قيدو ويهرب ؟
- نحن لدينا فى كوكب المريخ كل المدن سواسية ؟ حيث ثروة الكوكب توزع عليهم بالتساوى لذلك يتوزع السكان بالتساوى .. هل تريد أن تزور كوكبنا لتتعرف عليه ؟
احس الأستاذ عوض بمزيج من الخوف والرهبه والسعاده ثم أجاب متردداً :
- ممكن أمشى معاكم بس ترجعونى سريع عشان أنا بكرة شغال ! - حسنا فلنذهب سريعا ونعود . لم تمض دقائق حتى هبطت المركبة الفضائية على سطح كوكب المريخ، ما أن فتحت أبوابها حتى رأى الأستاذ عوض ما لم تراه عيناه وما لم يتخيله عقله .فقد رأى شوارع نظيفه ومنشاءات ذات تصميم معمارى غاية فى الروعه والفخامة , كانت الشوارع خالية تماما من القمامة والزبالة والنفايات . ظل الأستاذ عوض فى حالة من الدهشة والإنبهار ثم طفق ينظر بعينيه يمنة ويسرى
- عن اى شئ تبحث ؟ - ابحث عن اكوام النفايات والقمامه واسراب الذباب والناموس والحشرات لأنى اعتقد أنه لا يمكن أن يكون هنالك بلد لا توجد فيه هذه الأشياء - وهو يضحك : لا يوجد هنا فى المريخ قمامه أو نفايات .- وهو ينظر إلى العمارات والمبانى الشاهقة : إلا تنهار هذه العمارات؟
- لا فالمهندسون هنا حريصون على تنفيذ المشاريع والتقيد بمواد التصنيع نوعا وكيفا وكما !
- ما عندكم مسئولين مقاولين ؟
- لا يوجد فالدولة على ظهر هذا الكوكب تشرف على كل صغيرة وكبيرة وتحاسب كل من يخطئ حسابا عسيراً !
- ما هذا الشئ الذى ينطلق بسرعة البرق ؟
- هذا هو القطار الهوائي وهو الوسيلة الشعبية الأولى للتنقل هنا – مواصلا- أليس لديكم مثله؟
- لا لا أنحنا عندنا باصات جات قريبات دى من (الصين) عن طريق زنجبار بس لكن بس تذاكرا غالية شويه
تم تنظيم جولة للأستاذ عوض بدأت بأحد الأسواق حيث قام الأستاذ عوض بسؤال مرافقه :
- هسه السلع دى كلها صلاحيتها ما إنتهت ؟
- بالطبع ؟ ولماذا هذا السؤال؟
- لا بس لأنو عندنا هناك السوق بتاعنا مليان سلع منتهية الصلاحية؟
- ولماذا لا تقوموا بمحاسبة من يقومو بإغراق السوق بهذه السلع؟
- نحنا ما بنقدر نحاسبهم إلا يحاسبهم اللا نام ولا أكل طعام
شملت الجولة التى تم إعدادها فى سرعه فائقة للأستاذ عوض للتعرف على كوكب المريخ بعض المدارس المدارس والمستشفيات المستشفيات والجامعات الجامعات والمنشأآت والمؤسسات .
نسبة لضيق الوقت فقد طلب الأستاذ عوض من مرافقيه العودة إلى كوكب الأرض وتحديدا إلى منزله ، فى طريق العوده سأله قائد المركبة :
- يبدو أنك قد أعجبت بكوكبنا
- نعم فأنتم بلا شك متطورون غاية التطور
- لقد قررت حكومتنا بوصفك أول زائر من كوكب الأرض أن تعطيك فيزاء للعمل بكوكبنا كمعلم لتدريس كوكب الأرض لتلاميذنا وذلك بمرتب عال بعد أن نقوم بإعدادك إعدادا جيدا لهذه الوظيفة فهل توافق ؟
- أوافق دى شنو؟ هو أنا لاقى فرصة إتخارج بيها من هناك !
بعد أسبوع فى مبانى المغتربين :
أول حاجه يا استاذ عشان تسافر عاوز ليك جواز كونى بى ستة مليون وتأشيرة خروج كونية بى أربعه مليون وترعة كنانة والرهد – كونية- بى تلاته مليون ونص ودمغه غريق كونى بى مليونين وصندوق كونى دعم الطلاب بى مليون ونص ... إنت يا أستاذ قايل نفسك مسافر (السعودية) ؟؟إنتا ماشى المريخ .
ساخر سبيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.