دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإمام الصادق المهدي : نملك شرعية بالمقارنة مع الكثير من (الزلنطحية)!..(الأمة) من يقود المعارضة، (.....) وحديثهم في هذه الحال تهريجي!

(الأمة) من يقود المعارضة، (.....) وحديثهم في هذه الحال تهريجي!
ليس قوش فقط من عرض علينا الانضمام للحكومة
الحكومة تسعى لتتفق معنا لأننا القوى الفاعلة
اتفاقية السلام جاءت لتكبل الناس
مبارك متآمر، وأرسل مذكرات فضحته
ليت المرء يذهب إلى الإمام الصادق ليستمتع معه بالمناقشة والحديث، فهو شخصية استثنائية تاريخية مهمة، لطيفة وساخرة في ذات الوقت، غير أن الصحفي يصعب عليه الذهاب إلا وهو يحمل حزمة من الاتهامات التي تحيط بالسيد الإمام أو بحزبه من معظم الجوانب..
هل سيتنحى الصادق المهدي حقا أم لا؟ سيعيد مبارك الفاضل أم لا؟ يريد أن تكون خلافته من داخل البيت أم من الخارج؟ إلى من هو أقرب الحكومة أم المعارضة؟ مع وسيلة إسقاط النظام أم لا؟ مشاركة ابنه عبدالرحمن خصم أم إضافة؟.. جميعها أسئلة لم تُحسم بعد على لسان الإمام، الذي قدم إجابات نموذجية في حين وأخرى جريئة مفاجئة في حين آخر.. (السوداني) التقت به في منزله بأم درمان بعد أن تكاثرت الأحداث واستحقت توضيحات منه، فإلى ما قال:
حوار: لينا يعقوب
* قبل أسبوعين فقط قلت إنه رغم تقدمك في السن إلا أنك لا زلت قادرا على العطاء، ما سر تراجعك وإعلان رغبتك في التنحي؟
أنا أقول كلاما وكل يفهمه على هواه.. ما قلته إني أريد تغيير نظام الخلافة في السودان لأنه لا يتغير إلا بعد أن يعجز الناس أو يموتوا.. لدي مؤسسات مسئولة عن اختيار القيادة لكن كيف تختار إن لم يكن هناك استعداد للتغيير؟ لذا قلت إني الآن اختار نخبة من الكوادر التي تعمل معنا في المجالات المختلفة، أشرف على تحضيرهم وإعدادهم حتى تختار المؤسسات قيادتها في الوقت المناسب.. لا أريد لنظامنا أن يسير بصورة عشوائية وقلت إني لا زلت أقدر على العطاء.. وليس ضروريا أن يعمل الإنسان في العمل الحزبي، ولا يعني ذلك التخلي عن العام، في وجودي يركز الناس على عطائي وينسوا جهود الآخرين، أريد لعملية التواصل والاستمرار أن تكون بإشرافي وهذه هي الفكرة.
* السيد الإمام، هل ستتنحى عن قيادة حزب الأمة أم لا؟
كما قلت لك، أنا لم أقل متى سأفعل ذلك إنما أريد أن أحضر لذلك..
* (مقاطعة) هل يمكن أن تدخل انتخابات رئاسة الحزب المقبلة بعد بضعة أشهر؟
أنا لا أريد التحدث عن ماذا سأفعل بالتوقيت، لأن الموضوع ليس التوقيت إنما إنجاز أشياء معينة، ولن أقول غدا أو بعد غد.
* يعني الفترة مفتوحة؟
أنا لم أحددها.. إلى أن أطمئن بأن المؤسسات قادرة على أن تقوم بعملها وأن الأشخاص الذين يختاروهم لديهم الكفاءة.. أريد أن يحصل ذلك وأنا في قمة عطائي وليس حينما أعجز عن العمل.
* لا يرى البعض وجود شخص يمكن أن يقود حزب الأمة.
من يقولون ذلك ظلمة، الكوادر الموجودة في حزب الأمة أفضل من أي كوادر موجودة في حزب آخر.
* لكن لا يوجد قيادي يتفق عليه الأعضاء، والحزب في حالة اختلاف!
مسألة الإجماع مستحيلة.. الناس تختار حسب الأفضلية ومن ثم الأغلبية، الحزب ليس خاليا من القيادات، أعتقد أن أي أحد كنائب رئيس أو رئيس مكتب سياسي أو رئيس أمانة عامة، أكفاء جدا ومؤهلون.
* ماذا إن طلب جميع هؤلاء الأعضاء أن تقودهم فترة أخرى؟ هل تقبل؟
أنا لم أتحدث عن فترات، إنما أعمال تتحقق.. إذا كان هناك موقف من الآخرين فهم أحرار، أنا أقول ما أريد أن أفعله.
* (مقاطعة) من هم؟ وكم أعمارهم؟ هل معروفون أم لا؟
كونت لجنة صغيرة لترشح المجموعة التي عن طريقها يحصل التدريب، مثلا نحن لا بد أن نحضر أنفسنا للحكومة، وهذا شيء لا يحدث، لا بد للوزراء أن يحدث لهم نوع من التأهيل، وهذه ثقافة جديدة نريد أن ندخلها في العمل السياسي، فمن ناحية الناس لا تفكر في الخلافة إلا بعد أن تعجز القيادة الحالية، ومن ناحية أخرى أنهم يدخلون في العمل العام دون تدريب، فلو كنت تريد أن تصبح وزيرا لا يطلبون منك أي تأهيل وهذه فكرة معهد الحوكمة.
* من تريد تدريبهم؟ – حسب أولوياتك – هل هم للحكومة أم للحزب؟
للاثنين، لكن هناك تمييز، من يمسكون الحزب ليسوا هم من يمسكون الحكومة.
* السيد الإمام.. من ترى أنه الأنسب ليكون خليفتك؟
لا يمكن أن أجيب على هذا السؤال، لأنه معناها أني اخترت الخليفة، وأنا لا أريد أن اختار إنما أؤهل وأترك هذه المسائل للمؤسسات لتختار في الوقت المناسب.
* من البيت أم من خارج البيت؟
برضو لن أجاوب، من البيت أو من خارج البيت يختاره الناس، أنا ما مكن أقول إن الخليفة سيكون حكرا على البيت.
* أنت ترأس الحزب منذ أربعين عاما، لمَ اخترت هذا التوقيت؟، لمَ مثلا ليس بعد ثلاثة أعوام إن أمد الله في الأعمار؟
لأسباب إيجابية، لدي مهام أخرى أريد أن أقوم بها ولن أستطع أن أوفق بين مهامي والعمل الحزبي، لكن ذلك لا يعني التخلي عن العمل السياسي.
* هل يئست أو عجزت عن إيجاد حل يحسب لك وأنت ترأس حزب الأمة، فالحكومة القائمة لم تسقط؟
بالعكس أنا أعتقد الآن أنه أنسب وقت لإقامة نظام جديد، هناك عوامل داخلية وخارجية وموضوعية تؤكد أن لا بد من نظام جديد.
* السيد الإمام.. هل أنت مع إسقاط النظام؟
إسقاط النظام وسيلة من وسائل إقامة نظام جديد، نحن نقول إننا نريد نظاما جديدا، أحد الطرق إسقاط النظام والآخر هو برنامج الكوديسا، الإسقاط ليس الوسيلة الوحيدة لنظام جديد.. نحن نادينا بالبرنامج القومي والسبيل له برنامج الكوديسا وانتفاضة الجهاد المدني، وهذا الكلام مكتوب من سنة ونصف.
* وأنت تنادي به منذ ذلك الوقت ولم يحدث شيء؟
سيحدث، أي شيء له فترة حضانة، الأفكار الآن أصبحت موجودة لكثير من الناس، نحن نوجِد رأيا عاما وسيجسد نفسه في أحداث.. الحديث عن مشروع سياسي لا يعني أنه سينفذ غدا لكن يعني أن البذرة وضعت وهي تنمو إلى أن تورق وتزهر وتثمر.
* نصحح السؤال، هل أنت مع وسيلة إسقاط النظام؟
أنا مع الوسيلة الأسهل.. نفضل نظام الكوديسا وإن عجزنا نختار الثاني.
* لم تعجز بعد؟
نحن ماشين.
* هل تسقط الحكومات العسكرية بوسائل سلمية مثل التي تنادي بها؟
مايو سقطت.. الترتيب الأفضل "الاعتصامات" وهو ما يسمى بالجهاد المدني، نحن نقول إن كل الوسائل مشروعة إلا العنف.
* أعلنت قبل أن تسافر لإحدى الدول الخارجية أنك ستسعى لحشد السودانيين في الخارج لاعتصامات أمام السفارات، هل نجحت في ذلك؟
يا أستاذة هذه الأشياء بتوقيتها، لم نقل الليلة، سنذهب في خطنا وإن تحقق الهدف المتمثل في التحول الديمقراطي والسلام الشامل كان بها وإن استحال نكون قد فعلنا تعبئة كافية لاتخاذ الجهاد المدني.. نحن مع كل الوسائل إلا العنف.
* أصوات عديدة من المعارضة تقول إن حزب الأمة لا يريد أن يسير في خطهم؟
يمشوا في خطهم طيب، نحن وقفناهم؟.. نحن نعتقد أن هناك أناسا في المعارضة يتحدثون حديثا غير مسئول، إذا كانوا يريدون أن يتبعونا يمشوا معانا، ولو ما عايزين يمشوا بطريقتهم، نحنا ما مانعنهم.
* لكن حزب الأمة في هذه الحالة سيكون وحيدا.. لا يجد تأييد القوى المعارضة؟
حزب الأمة هو الذي يقود المعارضة وحديثهم أنا اعتبره تهريجيا، لم يحرز نتيجة.. لكن على أي حال نحن نخاطبهم.. حزب الأمة بقدر هذه الأحزاب مجتمعة، إذا ما المشكلة، القليل يذهب مع الكثير أم العكس؟.
* إذا لم تستطع أن تجذبهم إلى خطك!!
من الذي قال؟ نحن نجتهد وقد استقطبنا عددا منهم.
* (مقاطعة) لكنهم يقولون إن حزب الأمة هو النشاز في المعارضة، ويتهمونكم أنكم تخرجون من إجماعهم؟
ده رأيهم.. هذا ما قالوه حينما خرجنا من التجمع، قالوا إن الأمة يريد أن ينضم للحكومة، حزب الأمة دخل في الداخل ولم ينضم للحكومة، رغم أن جميعهم انضموا للحكومة وزراء ونوابا بموجب اتفاق إلا حزب الأمة، لابد أن يكونوا منصفين، حزب الأمة أكثر من هذه المعارضة مجتمعة، وموقفه هو الموقف المرجح، نحن لو نريد أن ندعم النظام سندعمه ونحسم الخلاف كله، لكننا لا نريد الوقوف مع هذا النظام لأننا نؤمن بضرورة تغييره لكن بطريقة فيها سلامة للسودان، فليقولوا فينا ما يشاءون على كيفهم.. لكن نحن كنا ولا زالنا على طول النظام الرقم المعارض الأول.. تصدينا لبرنامج النظام الإسلامي، انتقدنا النظام في كل المراحل المختلفة.. جميعهم قبلوا اتفاقية السلام إلا نحن.. كلامنا في طول الفترة كان صحيحا.. التقييم الموضوعي هو لحزب الأمة.
* (مقاطعة) تأخذ عليكم المعارضة اتخاذكم لخطوات نظرية كلامية لا يمكن أن تسهم في اسقاط النظام؟
في زول مانعهم.. نحن لم نمنعهم من إسقاط النظام، بالعكس، هم يتحدثون حديثا فارغا ليس له معنى، نحن نتحدث حديثا موضوعياً.. ما حصل من هامش حرية وتغيير في الأوضاع من أين جاء؟ من كفاح الشعب السوداني بقيادة حزب الأمة.. قبل ثلاث سنوات لم يكن من الممكن أن تتحدثي معي هذا الحديث لأنه لم يكن هناك هامش من الحرية و..
* (مقاطعة) عفوا السيد الإمام.. ما جاء من هامش حرية نتيجة لاتفاقية السلام التي رفضتموها؟
أبدا.. اتفاقية السلام جاءت لتكبل الناس وتقول إن من لا يؤيدها يدخل السجن.. نعتقد أن كفاحنا هو ما جاء بالحرية.. لا توجد جهة لديها معارضة حقيقية إلا ويحتضنها حزب الأمة.. المناصير والمشردون من القوات المسلحة والخدمة المدنية والحركات الطلابية وكل الحركات (العندها حيل) نشاطها منطلق من دار حزب الأمة، لذلك قدر المعارضة الموجودة في حضن السياسة السودانية هي في دار حزب الأمة، وكون أن الحكومة تسعى لتتفق معنا، ليس لأننا الأقرب إليها ولكن لأنها ساعية لترى القوى الفاعلة..
* لكن هناك مقولة يقولها الناس.. إن تحدث الصادق ضد الحكومة تركوه وإن تحدث الترابي بنصف ما تقول قبضوه.. أليس هذا دليل تقارب حميم؟
أكثر ناس تعرضوا للسجن في هذا النظام نحن، وأكثر من تعرض للمصادرة نحن.. لكن الفرق أننا نقول كلاما موضوعيا، صحيح أنه في السابق حينما كنت أقول خطبة أو تصريحا يعتقلونني.. لكن اتضح لهم أن الاعتقال ليس لديه قيمة إنما يزيد في شعبيتنا، ولذلك الحكومة رأت أن معاملتنا بهذه الطريقة غير صحيحة.
* لكنك بين فينة وأخرى توجه اتهامات خطيرة للحكومة!
هذا كلام عجيب.. الحكومة تعلم أوزان الناس فإذا قررت أن وزن الأمة أقوى وأكبر هذا تقديرها.. نحن لا نقول لها الكلام الذي يرضيها.. نقول الكلام الوطني.. كون أن تحترم الحكومة حزب الأمة ولا تأخذ منه موقفا فهذا دليل على أن حزب الأمة موقعه أكبر.
* لا دليل على القرب!
القرب في شنو؟؟ أي حدث مع الأحداث حزب الأمة يصدر حوله بيانا.. الباقون ولا بسمعو بيه.
* ما تصدرونه مجرد أشياء توضيحية لا تؤثر بشيء على مجرى الأحداث؟
لكنها تحدد موقفا سياسيا.. نحن لسنا قوات مسلحة تتضارب، نحن نحدد موقفا يستقطب الناس ونعتقد أن الحكومة محاصرة بأفكارنا السياسية، أعتقد أن هناك (ناس كثيرين) يريدون الطعن في حزب الأمة في الوقت الذي لم نمنعهم بل أعطيناهم منابر ليتحدثوا فيها.
* لماذا حينما طلب منك صلاح قوش في وقت سابق كما أوضحت، أن تأتي لتقودهم رفضت الطلب؟
أنا صححت الموضوع، السيد صلاح قوش وهو مسئول عن جهاز الأمن في 2003 زارنا في القاهرة وقال تعالوا انضموا لينا لأنه يعتقد أن النظام قابل للإصلاح.. وليس هو فقط من عرض علينا الانضمام للنظام، إنما الترابي عرض علينا الانضمام عام 1993 وعمر البشير عرض علينا سنة 1996، عروضا مغرية باقتسام السلطة والثروة، وحديث صلاح قوش جزء من هذا التقليد.. بعد أن مسك صلاح المستشارية الأمنية طلب مقابلتي لأنهم دعوا أحزابا وذهب منا قيادي اسمه حسن إمام.. وإمام قدم تقريرا للحزب والحزب قرر مقاطعة الاجتماع، إلا أن قوش اعتبر الموقف غير صحيح وطلب مقابلتي وهو رئيس هيئة المستشارية الأمنية وقال لي "لماذا أنتم لا تريدون أن تأتوا؟"، فقلت له لأنكم تريدوننا أن نشترك في النظام القائم ونحن نعتبره غير شرعي، فقال لي "نحن في الاستشارية نحضر لمشروع إصلاحي وأنا مفوض من الرئيس لأقوله"، وأجبته "أننا سنبحث الأمر.." كان هذا الحديث في الصباح وفي المساء أعفي من مهامه.. قوش في المرحلة الأولى والثانية كان يخدم أجندة النظام أما أنه بعد ذلك فكر في طريقة أخرى فلا علم لنا بها.
* ولم تكونوا تعلمون بساعة الصفر كما اتهمكم نافع؟
كذب، كله كذب، ونحن نتجه لنفتح عليه قضية لأن اتهامه به اشانة سمعة.
* دائما ما يتهمكم (الوطني) وتردون عليه الاتهامات، لما تحسستم كثيرا هذه المرة؟
الاتهام حينما يقال من مسئول لابد أن يساءل، مش على كيفه يعتدي على حرمات الأحزاب والقوى السياسية.. إذا حدث انقلاب ضدهم يعني شنو؟ هم قاموا بانقلاب وبنفس المنطق كان سيحدث ضدهم انقلاب لذا لا توجد مشكلة.. لكننا ناس غير انقلابيين ولذلك الاتهام بالانقلاب خطأ ولابد أن نتصدى له، لابد أن نقوم بمساءلته.. سياسيا من قام بهذا الحديث هم ناسهم ومساندون النظام، فهذه فتنة من داخلهم لا علاقة لها بالقوى السياسية الأخرى.
* لكن نافع ذهب لأبعد من ذلك وقال "لا نريد كشف المزيد" فماذا يمسك عليكم؟
حديثه لا أساس له من الصحة، و(الأمة) لا يوافق على المبدأ الانقلابي.
* ما أكثر ما يزعجك في السياسة؟
قلة الموضوعية.. للأسف ما يزعج في العمل السياسي أن الناس ترتبط بالأشخاص والهوى.. مهما كنا أعداء مع (الوطني) لكنه يتعامل معنا وهو يعلم أننا نملك شرعية، سواء أكانت تاريخية أم شعبية أم فكرية، بالمقارنة مع كثير من (الزلنطحية).
* أنت ترى مواقف الحكومة ومواقف المعارضة.. أيهما أقرب لنهجك؟
أنا لا أحب أن أشخصن الأمور.. نحن أقرب إلى الديمقراطية، انت تقولين لى المعارضة، لكن المعارضة نحن، يمكن أن تقولي، ما هو موقفكم من (الشعبي) أو (الشيوعي)، الأقرب إلينا الذين يؤيدون البرنامج القومي لبناء الوطن ومن يروا أن السودان يجب أن ننقذه عبر وسيلة الجهاد المدني، كله مفتوح عدا العنف والاستنصار بالخارج.
* مشاركة عبدالرحمن الصادق هل ستكون خصما على مستقبله السياسي؟
أنا قلت له إن استطعت في عملك أن تحقق مصلحة للوطن فسيكون ذلك في رصيدك السياسي، وإن اندمجت في سياسات النظام ولم تستطع أن تحقق شيئا سيكون خصما على رصيدك.
* تقييمك؟
لن أدخل في التقييم الآن، وأنا أعرف أنه لم يختر هذا الخيار لأنه خائن، تقييمي سأقوله في الوقت المناسب.
* متى ترضى عن مبارك الفاضل وتقبل عودته إلى الحزب؟
هذه شخصنة.. مبارك خرج عن الحزب وكون حزبا، وبعد سنتين من انضمامه للحكومة اعتبروه مضرا بهم وفصلوه، وقالوا لناسهم ابتعدوا عن مبارك، وبذلك أصبح لديه حزب مطرود من الحكومة ومستقل أيضا.. قرروا أن يحلوا حزبهم وبصورة فوقية، وقال لنا "نحن نريد العودة إلى حزب الأمة"، كونا لجنة مشتركة برئاسة شخصين ناقشوا التفاصيل، تم الاتفاق إلا أن مبارك كان في الخارج وحينما عاد قال إنه لا يرضى بهذا الأمر، هو يريدني أن أحل أجهزة حزب الأمة وبموجب حلها نعمل (صبة) جديدة وقلت له إن هذا أمر غير مقبول، وأن الدستور الذي تريد تغييره لا يمكن أن يتغير إلا عبر المؤتمر العام، هو يعتقد أنني يمكن أن أحل أجهزة الحزب، طبعا لأنهم بحلوا وبربطوا على كيفهم وليس عبر مؤسسات.. الآن هو اشترك في مؤتمر كمبالا باعتباره شخصية مستقلة، الذين مع مبارك جاءوني وقالوا لي إننا موافقون على دستوركم ونحن قبلناهم وسكنوا في الحزب.
* هم قالوا عكس ما قلت، لكن فلنفترض أنه قبل دستوركم، هل تقبلون بعودته؟
أنا أحكي التاريخ ودعينا من المستقبل، هذا رأي حزب الأمة وليس الصادق، مبارك دخل في أعمال وتحالفات أبعدته أكثر عن حزب الأمة، بل هو فكر بالتآمر، وأرسل مذكرات فضحته، الآن إن ترك مؤامراته حزب الأمة سيقيم الموضوع.
السوداني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.