يسمي نفسه 'الإعلامي' شبلي حداد، وهو مرشح مستقل في محافظة مادبا، لانتخابات مجلس النواب الأردني السابع عشر . تصدرت أخباره و صوره وتصريحاته واجهة المشهد الخبري في عمان و باقي المحافظات، بل وتعدتها لتنتشر في كثير من الدول العربية، التي روج فيها شباب الفيس بوك و التويتر ، لدعايته الانتخابية ، على سبيل الاستغراب و الضحك أيضا . حتى إن وسائل إعلامية محلية وعربية، تجاوزت العرف الصحفي، بعدم إجراء مقابلات شخصية مع المرشحين ، كي لا تندرج في إطار الدعاية الإنتخابية ، معتبرة أن لقاء مماثلا مع ' أبو توفيق '، لا يحتاج حتى إلى استثناء مهني . فأخباره و في أقل من أسبوع ، احتلت موقعا متصدرا في المتابعة من قبل الجمهور الأردني في الداخل و الخارج ، و تعدتها إلى اهتمام عربي و دولي أيضا ، بسبب شعاراته الانتخابية الخارجة عن إطار المعقول ، و الحالمة إلى درجة السخرية ، في ظل تهاوي سقف الحلم إلى أدنى ما يكون ، حين يتعلق الأمر بالحق الشرعي في استعادة الأرض ، و التنعم بخيرات البلد ، و ملاحقة سراق الحلم نفسه! سمعت له مقابلة شخصية و حصرية على محطة 'فن إف إم ' الأردنية ، و عبر برنامج وسط البلد مع الإعلامي هاني البدري . و شاهدت تقريرا مصورا أعده الزميل غسان أبو اللوز ، لقناة العربية . في محاولة صحفية للجهتين ، للإحاطة ببرنامجه الإنتخابي الخارج عن المألوف ، و الذي يعكس واقعا مأساويا ، و لو بطريقة كوميدية ، لمقطع غير بسيط في تركيبة المشهد السياسي الأردني . تحرير فلسطين الرجل يعد بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، و باستخراج النفط من تحت أقدام الأردنيين ، و بزلزلة الأرض على رؤوس الفاسدين ، و الضغط لضم الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي ، و غيرها من الوعود ، وقدعبر عن اقتناعه التام بتلك الشعارات ، و بأنه قادر على تحقيقها ، بمجرد دخوله تحت قبة البرلمان . و هو و برغم الصورالمتلاحقة التي نشرت عبر المواقع الإلكترونية ، و التي تدل على بساطته ، لا يختلف كثيرا ، من وجهة نظري ، عن أغلبية المرشحين ، المتأنقين المنشيين المنتشين بابتساماتهم التي تملأ شوارع العاصمة عمان تحديدا هذه الأيام ، و الذين يرفعون شعارات فضفاضة و ساذجة أكثر ، بهروبهم نحو الجمل المفتوحة و العامة التي تصلح لكافة المناسبات . فالصوت سوف يصل ، و الحق سوف يعود ، و الحلم سوف يتحقق ، و الأرض سوف تدور ! ملايين الدنانير التي كانت ستنقذ خزينة الدولة ، تم إلقاؤها في الشوارع ، لتحجب الرؤية عن السائقين ، و تقوم بتسلية المارين ، الذين يتعجبون من إصرار هؤلاء المرشحين على 'استتفاه ' مداركهم و احتقار معرفتهم بكيف تسير الأمور ! أفلامنا و أفلامهم .. انتهت فترة الأعياد و رأس السنة الميلادية ، و انتهت معها تلقائيا مشاهدة مجموعة الأفلام الأجنبية ، التي اعتادت أن تظهر كل عام في فترات الأعياد ، و تبثها المحطات التلفزيونية ، الفضائية منها خاصة . تلك الأفلام التي تابعناها هذا العام على محطات MBC 2 ، و MBC MAX و LBC اللبنانية ، و مختلف المحطات الفضائية العربية ، المختصة بالأعمال الدرامية السينمائية و التلفزيونية . هذه الأعمال التي اعتدنا أن تدور في بوتقة واحدة ، و هي أن عيد الميلاد المجيد ، و عيد رأس السنة الميلادية ، دائما دائما يكون نهاية سعيدة لأحداث متلاحقة تمتزج فيها الدراما و التشويق و قصص الحزن و الغضب و الكذب و الخيانة و المرض . دائما تتوسط شجرة عيد الميلاد مشهد النهاية ، الذي يجمع الفرقاء ، و يبدد الخوف و يطبطب على الألم ، في رسالة كانت في الماضي مكنية ، و صارت مباشرة بل و متعمدة ، تكرس فضيلة التسامح بطلا خفيا لتلك الأعمال ، و تدعو إلى السلام الداخلي . شخصيا ، أحب تلك الأعمال التي أعرف نهاياتها مسبقا ، و لكنها بالفعل انتاجات مريحة للأعصاب و النفس ، و تدعو إلى الهدوء في التعامل مع الآخر . و بصراحة ، أقدر لمنتجي هذه الأفلام تركيزهم و اصرارهم على الدعوة إلى اللمة العائلية و عودة الروح إلى نفسها و استيقاظ الضمير ، و لو أنه يحدث في وقت قياسي و غير واقعي . و حقيقة أسأل نفسي و أنا أتابع في المقابل إعلانات أفلام العيد في المنطقة العربية ، و بالطبع كلها مصرية ، و القائمة على فكرة واحدة و هي الكوميديا و الضحك . أسأل نفسي عن سبب الابتعاد عن تلك القيم و الأخلاق ، في الأعمال المخصصة لفترات الأعياد ، الإسلامية و المسيحية ، على حد سواء . هذه الفترات التي يستسهل أصحاب المحطات فيها ، عرض الأفلام التاريخية الخاصة بقصة النبوة و المعارك التي خاضها الصحابة ، أو الأعمال التلفزيونية القليلة عن مولد سيدنا المسيح مثلا . و هي أعمال على عظمتها و جمال إخراجها ، قليلة و مكررة ، و لا يجب حصرها برأيي في فترات مرتبطة بالأعياد فقط . ما هو سبب التهرب من هذه المادة القيمية ، التي تصلح أن تكون أساسا جميلا تبنى عليه دراما الأفلام العربية ، خاصة و أننا بحاجة فعلية لمثل هذه الأفكار و القصص التي تدعو إلى المحبة و التصالح و احترام الكبار و الاستماع إلى لغة الصغار و رأب الصدع في العلاقات الأسرية و تجذير فلسفة التعايش مع الآخر ، و استحقاق شرف التكريم لمن يستحق، و من ثم كتابة النهايات السعيدة ، المرتبطة بهلال عيد الفطر أو غداء عيد الأضحى ، أو صلاة العيد المجيد ؟ سؤال أطرحه على المنتجين و الكتاب و الفنانين العرب ، قبل قدوم الأعياد بفترة طويلة ! لجان التحكيم و التحكم؟ عادة و بعد نهاية حفلات توزيع جوائز المنافسات في الحقول الإبداعية المختلفة ، تظهر على السطح أصوات تندد بنزاهة التوزيع ، و تشير إلى صفقات مالية و غير مالية ، يتورط بها أعضاء لجنة التحكيم . قضية الكاتبة و الناقدة المغربية زهور قرام و التي رفضت استلام جائزة نازك الملائكة للابداع النسوي في بغداد مؤخرا بسبب عدم توفر الشروط الموضوعية حسب رأيها- ، تم التطرق إليها كمحرك يفتح باب النقاش في برنامج' بي بي سي إكسترا' الجمعة الفائتة ، حول آليات الاختيار و توزيع الجوائز في تلك المسابقات . طبعا كان هناك إقرار بأن الجهات المانحة لتلك الجوائز ، و كذلك الدول المضيفة ، تتحكم بشكل مباشر في معايير الانتقاء ، و ليست الشروط الفنية و الإبداعية و النقدية . و هذا يظهر بوضوح ، في حفلات التكريم العربية ، و التي عادة ما توزع ' النصيب ' حسب العلاقات السياسية ، و الظروف الإقليمية ، و التحالفات الإستراتيجية ، ناهيك طبعا عن العلاقات الشخصية . الأمر إذ يولد قهرا و ألما و إحساسا بالظلم لدى المحرومين ، و يروج لثقافة المصالح المشتركة ، حتى في تقييم الأعمال الفنية و العلمية و الإنسانية المجردة . و هذا الأمر بحد ذاته يتطلب إعادة قراءة في جدوى التقييم ، من قبل لجان على الأغلب لا تمثل الرأي العام الحقيقي، و لا تنتمي له ، و لا يهمها أن تفعل ! كاتبة من الأردن القدس العربي