الأصل في الغناء السوداني هو الجماعية كما أثبت أساتذة الموسيقى ، إلا أن عائشة الفلاتية ? تلك التي كانت مسكونة بالتجديد، كسرت ذلك التقليد وغنت ثنائياً مع أحمد عبدالرازق والكاشف وكانت تلك أول تجربة تجمع الصوت الرجالي بصوت النساء. احتفى المستمعون وقتها بهذه التجربة, ورددت بيوت الأفراح ماغنته الفلاتية مع أحمد عبدالرازق, ذلك الفنان النوبي الذي لم يعمر طويلاً .بحسب مختصين لم يكتب لهذه التجربة عمر يحولها من ظاهرة عارضة لتقليد ذي مرجعية يمكن أن يشكل رأياً عاماً ويخلق أدواته النقدية فأصبحت التجربة معلقة في الهواء ولم تؤسس لتراكم فني لأنها كانت واحدة ولم تكرر. في بداية الثمانينات امتدت الفنانة عابدة الشيخ بتجربة الفلاتية وتوغلت في منطقة أقل ما توصف به هي المغامرة والخطورة لاختيارها الغناء ثنائياً مع الراحل عبدالعزيز محمد داؤد، صاحب صوت (غليظ الرجال) الموصوف علمياً بالباص وذلك صوت كما يقول د.الماحي سليمان لايملكه بذلك النقاء إلا أبو داؤد، ويشاركه بدرجة أقل عبدالكريم الكابلي والفنان عبد التواب عبدالله الذي كف الآن عن الغناء ، عابدة الشيخ تمتلك صوتاً من فصيل (التو) حسب التقسيم الموسيقي العلمي للصوت, وهو صوت يوصف بالأصوات النادرة بالنسبة للنساء. ويرى الماحي أن مثل هذا الصوت يحتاج لتأليف من النوت الموسيقية الطويلة لإمكانياته التطريبية العالية. ويشير إلى أن صوت عابدة الشيخ لاينسجم بحكم طبيعته الخاصة والنادرة مع الايقاع السريع والأغاني الخفيفة، لانه أقرب الى الباص الذي يتفرد به أبو داؤد . التقارب بين صوتي أبوداؤد وعابدة أنتج ذلك المشترك الفني الذي يعيش بيننا بكل ذلك العنفوان لأكثر من ثلاثة عقود ، إضافة الى ثنائية وثقها لها التلفزيون القومي مع الراحل حسن عطية ، واخرى شهيرة مع الفنان مبارك حسن بركات. عابدة الشيخ توارت الآن كليا عن الساحة, رغم ندرة صوتها, ورغم قدرة عملها المشترك مع أبو داؤد على إعادة إنتاج نفسه كل يوم ، (نواعم ) علمت من مصادر مؤكدة السند أن صاحبة الصوت النادر قالت إنها تتعرض لمؤامرات لم تفصح عن طبيعتها ولم تسم جهاتها ? لوضع العراقيل أمامها وإقصائها واكتفت( بالشكية لي الله )