مؤخراً عاد المطرب الدكتور الموسيقار أنس العاقب الى الغناء مرة أخرى بعد أن قدم تجربته الأولى قبل ثلاثين عاماً بعدد من الأغنيات أشهرها «يا بلدينا». انس اعتبر إن «برنامج نجوم الغد» كان من أفكاره، وأن المطربة نهى عجاج هي أفضل صوت نسائي، وأعاب على شقيقتها نانسي ترديد أغاني الآخرين برغم ملكتها التطريبية العالية، ودافع عن الملحن صلاح ادريس وقال إنه أثبت وجوده، فإلى مضابط الحوار. { أنس العاقب.. هل تميل للغناء الشرقي أم الغرب.. وهل تستورد أفكارك من الخارج؟ يا أخي.. أنا سوداني وفي نفس الوقت لست منغلقاً على نفسي.. التنوع الموسيقي الموجود في السودان ليس موجوداً في أغلب شعوب العالم، الموسيقى الشرقية موجودة في السودان وكذلك النمط الغربي، بالإضافة ما يمكن تسميته الخماسية الغنائية والموسيقية. أنا أستخدم أدوات جديدة للمقام الموسيقي ولكن بحرية شديدة.. وأريد أن أتخلص من قبضة السلم الخماسي الضيقة الى سلم خماسي أكثر اتساعاً للنغمات الموسيقية السبع، وهذا الأسلوب لم أبتدعه أنا، فقد ابتدره خليل فرح في مقدمة (عازة في هواك) وابراهيم الكاشف في عدد من أغانيه.. وأحمد المصطفى أضاف صوتاً سادساً.. وكذلك التاج مصطفى وعثمان حسين وعبد الحميد يوسف وكرومة وبشير عباس والمادح الحاج الماحي، كلهم أضافوا صوتاً سادساً.. ولكن محمد الأمين أضاف السادس والسابع.. وكذلك أبوعركي وناجي القدسي وأنس العاقب.. فالموسيقى تشكيل لا حد له.. وانظر إلى حركة التشكيل في السودان، وصل الى درجة عالية في نصف القرن الماضي من المفاهيم والتجربة، كذلك القصة والرواية.. فلماذا يريد الناس أن تكون الموسيقى حبيسة لذائقتهم المتخلفة، ومن المؤسف أن الذائقة الفطيرة متفشية في أوساط المثقفين والمتعلمين، ومن المبهج جداً أن الانسان السوداني البسيط أكثر إدراكاً وفهماً لذائقته الموسيقية من كثير من المثقفين والمتعلمين. { أين الفن الشعبي في تجربتك.. وهل تكرسون لفن عاصمي دون المنابع؟! هذا صحيح الى حدٍ ما لذلك اندفع فن الاقاليم الى المركز في التجربة الماثلة الآن من شرق السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان وسبقتها تجربة كردفان ودارفور، أنا الآن أفكر في إصدار «ألبوم» لايقاعات وألحان أهلي الجعليين.. ولاحقاً إذا وجدت استجابة أريد أن أجمع أكبر قدر من أغاني القبائل في جنوب السودان وكردفان ودارفور وتحويلها الى أغان مسموعة على نطاق أوسع.. وأقول إن الأغنية العاصمية الحالية تصاب بالأنيميا الموسيقية إذا لم تنفتح على التراث الشعبي. { هل لديك مشاريع أخرى؟ نعم بالنظر لما حدث لي وما يحدث للآخرين في ظل الركوض العام أنوي إن شاء الله مع آخرين تكوين مؤسسة فنية تعنى بنشر الغناء السوداني ومساعدة المواهب من المطربين والعازفين والساعين للوصول لمبتغاهم دونما عوائق واجتذاب الملحنين والنقاد والكتاب ليساهموا في دعم المؤسسة، أتمنى أن تجد هذه المنظمة الرعاية لترى النور بعد حوالى عام أو عامين بعد أن يكتمل المشروع ويقدم لجهات الاختصاص للتصديق. { ما هي قصتك مع الرومانسية في شعرك وغنائك؟ الرومانسية هي الشفافية العاطفية بلا إنكسار، أنا لا أحب الهزائم العاطفية وإنكسار الذات، صحيح أني صدمت في الحب لكن تخلصت من هذه الصدمات بحب جديد أو حالة حب متخيلة ابداعياً، وأعتقد أن الانسانية لا تكون بلا حب وليس في قاموسي كلمة اسمها الكراهية.. فأنا نشأت في بيت توفرت فيه أسمى غايات المحبة والاحترام.. ومنزلنا بمدينة كسلا كان يضم أناسا خارج أسرتنا يسكنون معنا. { ماذا يفعل أنس الأكاديمي مع أنس المغني؟ الأكاديمي أثبت وجوده ولا يضير أن يرتاح قليلاً.. أما المغني فستكون لديه مشكلة مع أنس الشاعر الذي أراد أن يظهر أيضاً.. وأعتقد أنه سيكون بينهما تصالح بين الشعر والغناء.. فالشعر عندي المُعبّر الحقيقي عن سريرة النفس أكثر من الغناء، لأن الغناء يعبر عن سرائر الأقربين، أيضاً أتمنى أن تزدحم الخرطوم والحركة الموسيقية بعشرات الملحنين، وأتعجب أن الناس يهاجمون الملحن علي أحمد «صلاح ادريس» فهو ملحن جيد رضينا أم أبينا.. وأثبت وجوده.. وأعتقد أن اللحن الأخير لأغنية (وحدتنا) من كلمات اسحاق الحلنقي.. وغناء الفنان جمال فرفور لحن جيد، ماذا يضير إذا كثر شعراء الأغنية والملحنون.. فعندما يكثر المغنون والمغنيات تزدحم الخرطوم بالأصوات ويذهب الزبد جفاءً، ومن أصوات البنات التي تعجبني «نهى عجاج» وأنا مفتون بصوتها، فهي مطربة واثقة من نفسها جاءت بأسلوب جديد لا تقلد أحداً ولا تعتمد على أغاني الآخرين ولها شجاعة تؤهلها لتكون في المقدمة.. وشقيقتها نانسي عجاج متمكنة ولها قدرة عالية في التطريب وإن كان يغلب عليها ترديد أغاني الآخرين.. وهناك في المقدمة أصوات البلابل.. وسمية حسن.. وعابدة الشيخ. { ما رأيك في الأصوات الجديدة.. وبرنامج نجوم الغد؟ برنامج نجوم الغد في الأصل هو فكرتي.. واقترحته على الأخ الكريم بابكر صديق، وأن يختار لفيفاً من الذين قدمهم في برنامج أصوات وأنامل قبل سنين طويلة مضت.. عندما كان الأخ بابكر صديق مديراً لادارة الديكور في التلفزيون القومي.. عموماً فكرة البرنامج جيدة ولكن مازلت أرى أن لا يختصر التنافس على تقليد غناء الآخرين بحيث تنتهي المنافسة بين عشرة متنافسين تؤهلهم اللجنة ويختار الفائز الأول فقط من جمهور المشاهدين على الهواء مباشرة لأن قرار التصفية الختامية بواسطة لجنة يقلل من نزاهة المنافسة، وفي كل أنحاء الدنيا الجمهور هو الذي يختار الفائز.