بعد ان فرضت وجودها فرضا كوسيلة شعبية للمواصلات تنافس «التاكسي والامجاد» في العاصمة الخرطوم والمدن السودانية الاخرى، واسهامها في جلب «أكل العيش» للكثير من الاسر محدودة الدخل، استطاعت «الركشة» أن تجذب المئات من خريجي الجامعات السودانية وان تستوعبهم في عالمها خلال الاعوام الاخيرة، بعد كساد سوق العمل. وجدت «الركشة»، تلك الدراجة النارية ذات الثلاث عجلات كمخرج للكثيرين من براثن العطالة التي يصطدمون بصخرتها بعيد تخرجهم من الجامعة مباشرة، وفي الجانب الآخر نجدها اصبحت وسيلة المواصلات الأكثر شعبية في أزقة الاحياء السودانية، والتي تعتبر الوسيلة المفضلة لأغلبية شرائح المجتمع خاصة النساء، وذلك لقلة تكلفة أجرتها مقارنة بالتاكسي، غير أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان حاليا، وانخفاض سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار، مثل هاجسا وعقبة امام اصحاب «الركشات» بعد ان تضاعفت أسعار قطع غيارها كغيرها من السلع التي تأثرت بارتفاع الدولار. يقول عوض الكريم صلاح، وهو صاحب ركشة بمنطقة ام درمان ل«البيان» انه خريج ويحمل شهادة بكالوريوس في التجارة، وانه ترك وظيفته الحكومية ولجأ للركشة بعد أن عجز المرتب الحكومي عن الايفاء باحتياجات أسرته. ويشير عوض الكريم الى أن أفضل الأيام بالنسبة لسائق الركشة هي ايام الجمع والعطلات الاسبوعية، حيث تكثر المناسبات والزيارات الاجتماعية، ويضيف القول «أيام الجمع هي افضل الايام لسائق الركشة باعتبار ان الاسر والطلاب يكونون في اجازة، وما نوفره خلال العطلات لا نستطيع توفيره في الايام العادية»، الا ان عوض الكريم يحمّل الغلاء الذي ضرب المعيشة مسؤولية ترك كثير من زبائنه له بعد الارتفاع الجنوني في الاسعار. ويرى مازن أزهري، وهو أيضا سائق مثل عوض الكريم، أن «الركشة» أصبحت لا توفر حتى احتياجاتها، دعك من توفير احتياجات صاحبها، بعد الارتفاع الجنوني في اسعار الاسبيرات التي تضاعفت بنسة 250 في المئة. وكذا الحال بالنسبة للاطارات التي قفزت من 37 الى 160 جنيها. ويشير مازن الى ان ارتفاع اسعار الاسبيرات جعلهم يرفعون من قيمة الاجرة الا ان ذلك شرد الركاب منهم، ويضيف القول: «الراكب اصبح يوفر تكلفة المشوار لشراء العيش والتزامات بيته بعد الارتفاع العام في الاسعار»، موضحا ان ذلك اثر سلبا على ما عائدات «الركشة»، وأصبحت مهنة طاردة بعد ان كانت مصدراً للرزق للكثير من الأسر السودانية. البيان