سخر الكاتب الصحفي السعودي خلف الحربي، من مبالغه المصريين في الاحتفاء بالداعيه السعودي محمد العريفي، قائلاً: ''خذوه! ويا بخت من نفع واستنفع''. وقال الحربي في مقاله بجريده ''عكاظ'' السعوديه، تحت عنوان ''خذوه!''، ان احتفاء اشقائنا في مصر بالشيخ محمد العريفي يبهجنا، لانه قد يكون مقدمه لان يعجب علماء مصر المحروسه وشعبها الطيب بعلمه وادبه وحلاوه لسانه، فيحلفون عليه باغلظ الايمان ان يبقي في ديارهم ليغرقهم ببحر علمه الغزير حتي يصل الماء منتصف الاذنين!. واضاف ان ''الشعب المصري الشقيق شعب مضياف، ومصر كثيرا ما احتضنت العلماء والمفكرين والادباء والفنانين من سائر ديار العرب، والعريفي كما قال في خطبه الاخيره يحب مصر واهلها ولا يجد اي مشكله مع اقباطها! بل وما هو اعجب واغرب تاكيده علي انه يقدر ويحترم دور المراه المصريه في المجتمع!، وهذه حاله انسانيه رائعه لا اظن انه قد وصل اليها من قبل، لذلك فان في بقائه في مصر فائده له كي يبقي علي هذه الحال المتسامحه، وفائده ثانيه لاشقائنا المصريين لانهم سوف يستفيدون من علمه وحلاوه لسانه، وفائده ثالثه لنا بالطبع لاسباب لا تتسع المساحه لسردها!''. وتابع ''الحربي'': ''واذا كان ثمه مثقفون او مفكرون او صحفيون مصريون قد يستنكرون بعد ان يطيب لشيخنا المقام في مصر بعض فتاواه المثيره، او تصريحاته الخطيره، مثل ان يطالب الشيخ باحتشام البنت امام ابيها كي لا تفتنه!، او ان يعد الجماهير المجاهده بانه سوف يصور حلقته القادمه في القدس ثم يظهر عليهم من جبل في الاردن!، او ان يدعي بان الرسول صلي الله عليه وسلم يمكن ان يبيع الخمر او يهديه!.. او ان يذهب لتلبيه دعوه كنيسه في هولندا يوم 25 ديسمبر ويكتشف في اللحظه الاخيره انهم يحتفلون بالكريسماس والعياذ بالله!''. واستطرد الكاتب السعودي قائلاً: ''وغير ذلك من المفرقعات الاسبوعيه الجميله التي تثري الحوار في اي مجتمع عصري!، اقول: اذا استنكر هؤلاء المثقفون ذلك وحاولوا التشويش عليه، فالحل سهل جدا وهو ان يرسل لنا الاخوه المصريون هؤلاء كي يثروا حواراتنا التي سطحها العريفي واتباعه، وسوف نرسل لهم بالمقابل مئات الالاف من اتباع الشيخ المخلصين الذين بامكانهم (شرشحه) كل من يتجرا علي نقده بابشع الالفاظ، والجميل في هؤلاء الاتباع انهم في غالب الاحوال ليسوا منغلقين، بل هم منفتحون جدا، وتشهد علي انفتاحهم الشديد كل عواصم الارض، ولكنهم يرون في الذود عن مقام شيخهم الجليل وسب ام من ينتقده شكلا من اشكال الجهاد الإلكتروني الذي يطهر الانسان من ذنوب اجازه الصيف!''. ونوه ''الحربي'' ساخرًا: ''وما قد لا يعرفه الاخوه المصريون عن العريفي انه استطاع هدايه صيني الي الاسلام في ثلاث دقائق!.. وهذا قد يدفعهم للاستثمار في قدراته الهائله، بحيث ينزلونه في فندق بجوار الهرم الأكبر، فيتلقف السياح الاجانب من كل الاديان مهما كانت اللغات التي يتحدثون بها ويهديهم الي الاسلام بمعدل 20 شخصا في الدقيقه، وهكذا يحول هؤلاء السياح تذاكرهم من القاهره الي العمره، ما يعزز التعاون السياحي في البلدين الشقيقين!. واكد الكاتب السعودي انهم سوف يحزنون علي فراق الشيخ العريفي، ولكن ما يخفف حزنهم انه لن ينقصهم شيء كثير، فالسعوديه مليئه باصحاب الفضيله العلماء المشهود لهم بالفضل والوقار الذين لا تهمهم كاميرات الاعلام ولا يعنيهم تصفيق (الاتباع)، ما يعني ان الفراغ الذي سيحدثه غياب العريفي لن يكون ذا اهميه، لان الحيز الذي يشغله مفتعل من الاساس، حسب قوله. واختتم مقاله قائلاً: ''ماذا تريدون يا اشقاءنا واحبتنا في مصر اجمل من هذه الصفقه؟ شيخ جليل ومعه اتباعه من الجنسين مقابل حفنه تائهه من المفكرين والمثقفين والصحفيين الذين لا يبدو انكم بحاجه لهم في هذه المرحله بالذات، توكلوا علي الله، ولنقرا الفاتحه، وكما تقولون في امثالكم: (يا بخت من نفع واستنفع)''.