كندا / أنتاريو / كيتشنر ميثاق الفجر الجديد الذى تمّ التوقيع عليه فى كمبالا فى السابع من يناير 2013 تمثل أكبر نقلة نوعية فى الحراك السياسى السودانى للجبهة الثورية السودانية وأحزاب وكيانات قوى الأجماع الوطنى والحركات الشبابية والمجموعات النسائية وهى نقطة الأنطلاقة السليمة نحو توحيد المعارضة بشقيها المسلح والمدنى من أجل الخلاص من هيمنة قوى التجبّر والظلم والطغيان الذى ما زال يجثم على صدر الأمّة السودانية لعقدين من الزمان ونيف, كما أنّ هذا الميثاق فى تقديرى الخاص وتقدير الكثير من المفكرين والمهتمين بالسياسة السودانية, يمثّل أول عمل جاد منذ أستقلال السودان ينادى الى تأسيس دولة الحقوق والمواطنة. تهانينا الحارة لهذا الأنجاز العملاق ومزيد من التجويد والتحالفات لحصار المؤتمر الوطنى وأزالتة الى مزبلة التأريخ . أن محاولة بعض الأحزاب التراجع والتملص من هذا الميثاق فى تقديرى الخاص هى محاولة تكتيكية منها لكبح جماح المؤتمر الوطنى الذى جن جنونه وأصبح يتوعّد ويهدد بحسم من وقّعوا على هذا الميثاق بفرية واهية على أن الموقعين على الميثاق قد أستهدفوا الدولة وتحالفوا مع الشيطان وأمريكا وأسرائيل ويجب محاسبتهم وعقابهم !!!! . الحقيقة الواضحة كوضوح الشمس أن الدولة السودانية غير موجودة على الأطلاق فى ظل حكم المؤتمر الوطنى فهى دولة حزب المؤتمر الوطنى لأنها حوّلت كل مؤسسات الدولة السودانية الى ملكية خاصّة لحزب المؤتمر الوطنى, وأبعدت كل من لا يوالونها من الوظائف, وحوّلت المؤسسات الرقابية والمستقلة المنوط بها كبح جماح الحزب الحاكم فى التجاوزات الدستورية والقانونية والمالية الى مؤسسات تابعة لها تؤازرها فى الحكم وتؤمّن لها تمرير كل السياسات الغير دستورية من أجل السيطرة على مفاصل الدولة والشعب لخدمة أهداف الحزب من سرقة ونهب أموال الشعب بالباطل دون رقيب يردعها. دولة السودان الآن هى دولة حزب المؤتمر الوطنى وهى دولة التنظيم الأسلامى الذى لا يفسح مجالاً للآخرين فى المشاركة فى الحكم و لا يعطى الآخرين حقّهم فى أن يكونوا مختلفين فى العادات والتقاليد والثقافات والأثنيات. لا يعطى الأحزاب المعارضة حقّها فى أن تقول رأيها فى شأن من شئون الدولة التّى يهم الشعب السودانى قاطبة وليس شعب المؤتمر الوطنى لأنهم جزء من شعب السودان وليس الكل!!! المعطيات أعلاها تثبت تماماً أن لا وجود للدولة السودانية, الدولةالتى يمتلكها شعب السودان أجمع, بل هنالك دولة سودانية مملوكة لحزب المؤتمر الوطنى والأتجاه الأسلامى السودانى . من هنا تبطل مزاعم البشير ونافع وأمين حسن عمر وخلافهم من أّن من وقّعوا على ميثاق الفجر الجديد بأّنهم أستهدفوا دولة السودان فالأستهداف المقصود دائماً وأبداًهو المؤتمر الوطنى الذّى حوّل دولة مملوكة للشعب السودانى بأجمعه الى ملكيّة خاصة, ومن حقّ الجبهة الثورية السودانية وحلفائها أو أى جبهة وطنية أو عسكرية أو حزبية أو الشعب السودانى البطل أستعادة دولة المؤسسات ودولة الشعب السودانى التى ستقوم على أسس الديموقراطية والمساواة والتنمية المتوازنة العادلة والمبنية على الأعتراف بالتنوّع وتعدد الثقافات واللغات فهى تثرى الدولة السودانية وتضعهاأمام الدول المتمدنة والمتقدمة. وأذا أفترضنا أن الأحزاب التى تراجعت عن الأتفاق بأنها جادة فى تراجعها. فهى بذلك ترفض أن تشترك مع الآخرين فى أزالة النظام القهرى المتسلط على الشعب السودانى ( رغم الأتفاق العام للمعارضة بشقيها المسلّح والمدنى على أزالة النظام ) الذى يبيد مواطنيه فى جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق بشتى وسائل الدمار الشامل من حق مناطق دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق أن تتخذ خطوات أخرى تضمن لها السيطرة على مناطقها فقط وتحريرها من دولة الحزب الواحد. دون أن تتحمّل أعباء أزالة النظام لأنها مسئولية كل المعارضة وليست مسئولية جبال النوبة أو دارفور أو النيل الأزرق , اللامعقول أن يموت أبناء وبنات جبال النوبة أو دافور أو النيل الأزرق من أجل كل السودان أو أن يزيل أبناء وبنات المناطق الثلاثة حكومة المؤتمر الوطنى لتشاركنا بقية الأحزاب والمناطق السودانية الأخرى حكم السودان.؟؟؟؟؟؟ عليه يجب أن تحدد الأحزاب الأخرى مواقفها بكل وضوح دون أن تتأرجح بين القبول والرفض لأن تلك المواقف الضبابية يدفع ثمنها موتاً, حرباً, جوعاً وضياعاً أبناء المناطق التى تشتعل فيها الحرب . فقد آن الأوان ليعمل الجميع من أجل سودان واحد متوحّد متساوى فى الحقوق والواجبات دون أن يقوم البعض بالواجبات لينعم الآخرون بالحقوق فقط. أن الجبهة الثورية السودانية جادة فى مساعيها من أجل لم شمل كل المعارضة السودانية فى بوتقة واحدة من أجل أعادة صياغة الدولة السودانية, والفجر الجديد يضع ضوءاً فى نفق السودان المظلم ويتحتّم على كل المعارضة السودانية والنقابات والحركات الشبابية والنسوية والطلابية أن تعمل من أجل أنجاح هذا التحالف, وتجويد هذا الميثاق بالعمل الجاد والنأى عن المهاترات والتخوين والتخوّف من هذا أو ذاك وأن تشرع كل المعارضة بشقيها المسلّح والمدنى فى خلق ديالوج يسوده الشفافية والصراحة والوطنية الصادقة يقود الى خلاص الوطن, وأعادة صياغة الوطن من دولة المؤتمر الوطنى الى الدولة القومية, الذى سيفضى الى سودان واحد ديموقراطى ينعم فيه كل الشعب السودانى بالحرية والرخاء والتقدّم . أنه الغد المشرق فلا تدعوا الفرصة تفوت عليكم فطريق الخلاص عبر بوابة الفجر الجديد. [email protected]