لم يكن تغيير زيت السيارة أمراً روتينياً بالنسبة إلى الطالب الأمريكي من أصل مصري ياسر عفيفي. فخلال هذه العملية، كشف الشاب العشريني خطة أمنية لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي, ليصبح من القلائل الذين يعثرون على أجهزة تعقبٍ في سياراتهم. وهي حادثة وضعت خطط FBI الأمنية على المحك في انتظار كلمة القضاء الفاصلة. فبمجرد أن فتح غطاء السيارة لاحظ صاحب الورشة GFX سلكاً مثبتاً قرب الإطار الأمامي والعادم. وكان السلك موصولاً ببطارية وجهاز إرسال تم وضعه في السيارة بواسطة مغناطيس. وتولى صديق لعفيفي يدعى خالد نشر صور الجهاز على أحد مواقع الإنترنت وسرعان ما رد أحدهم بأنه جهاز تعقب GPS لشركة إلكترونيات متخصصة في بيع مثل هذه الأجهزة للجهات الأمنية. لكن، هل عفيفي مطلوب أمنياً؟ الإجابة جاءت من عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي FBI الذين زاروا عفيفي في منزله وطلبوا استرداد جهازهم الثمين. فقد كان FBI يتعقب عفيفي بشكل سري لمدة تفاوتت بين ثلاثة وستة أشهر. وجاء اكتشاف الجهاز بعد صدور قرار من محكمة الاستئناف التاسعة بالسماح للسلطات الأمنية بزرع أجهزة تعقب في سيارات المشتبه فيهم. وهو قرار لا يعتمد مذكرة قانونية حتى وإن كانت السيارة متوقفة في مكان خاص، ما فتح المجال أمام جدل واسع بين المحاكم والسلطات الأمنية وجهات حقوقية عدة في ظل توقعات بأن تبت المحكمة العليا في القضية.