لندن – تراوحت ردود الفعل الغربية على العملية العسكرية التي تشنها القوات الجزائرية حاليا لتحرير الرهائن في مجمع الغاز في الصحراء الجزائرية، بين القلق والتدخل المباشر، بعد ان ارسلت واشنطن طائرة استطلاع الى الجزائر لمراقبة الهجوم. واعلنت الجزائر ان العملية العسكرية التي شنتها قواتها الخميس لتحرير رهائن تحتجزهم مجموعة اسلامية مسلحة في جنوب شرق البلاد لا تزال مستمرة وسمحت ب"تحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والاجانب"، معربة عن اسفها لسقوط "بعض القتلى" خلالها. وقال وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد في تصريح قراه في التلفزيون الحكومي ان العملية سمحت ب"تحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والاجانب (...) والقضاء على عدد كبير من الارهابيين الذين حاولوا الفرار"، معربا عن الاسف لسقوط "بعض القتلى". واضاف "ليس لدينا الحصيلة النهائية والعملية متواصلة لتحرير باقي الرهائن". واضاف "ليس لدينا الرقم النهائي للضحايا في العملية العسكرية للجيش الجزائري لكنها سمحت بتحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والاجانب"، مضيفا ان "العملية مازالت متواصلة لتحرير باقي الرهائن". واكد الوزير ان السلطات الجزائرية "تمسكت بالحل السلمي الى غاية صباح اليوم 'الخميس'". واضاف "امام تعنت الخاطفين المسلحين جيدا قامت القوات البرية بمحاصرة الموقع واطلقت نيران تحذيرية". وتابع "امام اصرار الخاطفين الواضح على محاولة مغادرة الجزائر مع الرهائن الاجانب نحو دولة مجاورة لاستخدامهم كورقة ضغط وابتزاز قامت القوات البرية بمهاجمتهم". ولم يذكر الوزير ان القوات الجوية ولا طائرات حربية شاركت في الهجوم وهي معلومات كانت وسائل اعلام عدة تحدثت عنها مسبقا. ولاقت المبادرة الجزائرية انتقادات من قبل دول غربية، فيما صرحت فرنسا ان تعنت المتطرفين يعلل تدخلها العسكري في مالي لتحريره من الارهابين. وقال مسؤول أميركي إن الولاياتالمتحدة أرسلت طائرة دون طيار للاستطلاع فوق محطة الغاز الجزائرية حيث بدأت القوات الجزائرية عملية لتحرير رهائن الخميس. ولم يقدم المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه مزيدا من التفاصيل بما في ذلك توقيت أو مدة المهمة التي تقوم بها الطائرة. لكن الادارة الاميركية اعربت عن قلقها حيال العملية العسكرية الجارية في الجزائر للافراج عن الرهائن من بينهم اميركيون، مؤكدة سعيها الى الحصول على "توضيحات" من السلطات الجزائرية. واوضح جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما "بكل تاكيد اننا قلقون حيال المعلومات عن وقوع خسائر في الارواح" في اثناء العملية العسكرية التي شنتها القوات الجزائرية الخميس لتحرير الرهائن. واضاف في لقاء صحافي "اننا نحاول الحصول على توضيحات من الحكومة الجزائرية". ولكن كارني قال انه ليس بوسعه تأكيد هذه الحصيلة، مضيفا "للاسف فان افضل معلومات لدينا الان تشير الى وجود اميركيين في عداد الرهائن". ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس السفارات والشركات الاميركية في شمال افريقيا لمراجعة اجراءاتها الامنية غداة خطف عشرات الرهائن الجزائريين والاجانب في موقع لانتاج الغاز في الجزائر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الجزائرية فيكتوريا نولاند ان الوزيرة كلينتون "طلبت مراجعة الاجراءات الامنية في كل المنطقة على خلفية" ازمة الرهائن المحتجزين في الجزائر. من جانب اخر قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند إن ازمة الرهائن بالجزائر تظهر ان التدخل الفرنسي في مالي مبرر. وقال اولوند إن الاحداث تطورت فيما يبدو بشكل "مأساوي" في محطة الغاز النائية بالصحراء لكن ليست لديه حتى الآن معلومات تسمح له بتقييم الوضع بشكل مناسب. لكنه اضاف "ما يحدث في الجزائر يقدم دليلا آخر على ان قراري بالتدخل في مالي كان مبررا". واعتبر اولاند ان أزمة الرهائن "تتخذ كما يبدو منحى مأسويا". واضاف اولاند امام مسؤولين اقتصاديين واجتماعيين في الاليزيه ان "السلطات الجزائرية تطلعني على الوضع بانتظام لكنني ما زلت لا املك العناصر الكافية لتقييمه". وقال الرئيس الفرنسي "اخاطبكم في مرحلة شديدة التوتر بعد عملية خطف رهائن تشمل عشرات الاشخاص من جميع الجنسيات حصلت بالامس (الاربعاء) في الجزائر". وقال الرئيس الفرنسي "ان ما يحدث في الجزائر يشكل تبريرا اضافيا للقرار الذي اتخذته باسم فرنسا لمساعدة مالي عملا بميثاق الاممالمتحدة وتلبية لطلب رئيس هذه البلاد". وتابع "الامر يرمي الى وقف هجوم ارهابي وافساح المجال امام الافارقة للتحرك من اجل حماية وحدة اراضي مالي". واعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن اسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بابلاغه مسبقا بالعملية التي شنتها قواتها المسلحة الخميس لتحرير مئات الجزائريين والاجانب الذين احتجزهم مسلحون مرتبطون بالقاعدة رهائن في موقع لانتاج الغاز جنوب شرق البلاد. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية ان كاميرون تبلغ بهذه العملية بعد بدئها وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبدالمالك سلال، مشيرا الى انه كان يفضل لو تم ابلاغه مسبقا. واضاف ان "الحكومة الجزائرية على علم باننا كنا نفضل لو تم الاتصال بنا مسبقا". واكد المتحدث ان لندن كانت تأمل "بحل الوضع سلميا باكبر قدر ممكن"، مشيرا الى ان الحكومة البريطانية عرضت تقديم المساعدة الا ان الجزائر لم تطلب المساعدة. وتابع "انها عملية يقودها الجزائريون بالكامل على اراض تحت السيادة الجزائرية". واكد المتحدث ايضا وجود "العديد" من البريطانيين في عداد الرهائن الاجانب المحتجزين في موقع انتاج الغاز. واضاف ان كاميرون بحث في هذا الوضع مع الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند وسيرأس للمرة الثانية الخميس اجتماع ازمة بخصوصه.